رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار:الهدف الأسمى للحزب هو المساهمة في ترسيخ الاستقرار السياسي والديموقراطية المحلية وتحقيق الادماج الاقتصادي

طنجة – قال رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار السيد صلاح الدين مزوار ،اليوم السبت بطنجة ، إن الهدف الاسمى للتجمعيين ،على مستوى العمل الحكومي والبرلماني، هو المساهمة في ترسيخ الاستقرار السياسي وتجديد نفس الديموقراطية المحلية كوعاء لتحقيق المواطنة الكاملة وتحقيق الادماج الاقتصادي وتوسيع الطبقة الوسطى.

وأوضح ،في كلمة له بمناسبة انعقاد الدورة العادية للمجلس الوطني للحزب بحضور وزراء من الحكومة وأعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني، أن التجمع “أبان خلال التجربة الحكومية الحالية أنه بالفعل قوة استقرار مؤسساتي داخل وضع سياسي عام متسم بتشرذم القوى السياسية وضعف الاستعداد للحضور الاستراتيجي، الذي يستشرف احتياجات البلاد على المستويين المتوسط والبعيد”.

وأضاف أن الحزب على المستوى الحكومي يركز عمله من أجل تجاوز نظرة المدى القريب الذي يستبعد تطور المحيط الدولي، بهدف ترسيخ الاستقرار الذي يميز المغرب ودعم مناعة البلاد،من خلال جملة من الشروط على رأسها تجديد نفس الديمقراطية المحلية كوعاء لتحقيق المواطنة الكاملة، والسهر على تحقيق الإدماج الاقتصادي وتوسيع الطبقة الوسطى.

وأبرز أن الحزب منشغل في عمله الحكومي، وبتوافق تام مع شركائه في الأغلبية، بجوانب سياسية ذات أولوية ،تتمثل أساسا في استكمال الهيكلة المؤسساتية وفق ما جاء به دستور 2011، سواء بالنسبة للانتخابات المحلية بكل المسلسل الموصل إلى تجديد مجلس المستشارين، أو بالنسبة لمشروع الجهوية في العلاقة مع قضية الوحدة الترابية.

وفي هذا السياق، أبرز رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار الدينامية التي عرفتها الدبلوماسية المغربية في الآونة الأخيرة، سواء ما تعلق بإعادة التموقع الاستراتيجي للمغرب من بوابة التعاون جنوب-جنوب، أو من خلال التحرك الحازم لصيانة ملف الوحدة الترابية، بفضل الاختيارات الملكية السديدة والتحركات المباشرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وفي الشق الاجتماعي لأداء الحكومة ،قال السيد مزوار إنه تم إحراز العديد من الخطوات، سواء عبر استقرار نسبة التضخم أو على مستوى العودة لطاولة الحوار الاجتماعي وبذل مجهود مالي إضافي للزيادة في الحد الأدنى للأجور، فضلا عن جوانب أخرى لا تقل أهمية من قبيل التخفيض من أثمان الأدوية واستتباب الأمن، وكذا تثبيت أجواء الانسجام الحكومي الذي يعتبر الضمانة الأولى لبلوغ الأهداف المسطرة.

واعتبر أن نجاح عمل الحكومة يعود إلى الانسجام الحكومي من جهة، ومن جهة أخرى إلى إعادة هيكلة الحكومة بكثير من البراغماتية، عبر خلق القطب الاقتصادي والمالي تنتمي كل مكوناته لنفس اللون السياسي، فضلا عن المصادقة والتوقيع على ميثاق الأغلبية الجديدة من أجل إعادة توجيه السياسة الاقتصادية والمالية والتنموية للحكومة وخلق الانسجام بين مكوناتها “وفق ضوابط تضمن الفعالية في الاداء مع ضمان استمرار الاغلبية درء لتكرار عطب المؤسسة التنفيذية بعد أزمة حكومة السيد عبد الالاه ابن كيران الاولى”.

ورأى السيد مزوار في تقريره السياسي أمام أعضاء المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للاحرار أنه ورغم عمر التشكيلة الحكومية الجديدة، الذي لا يتجاوز سبعة أشهر وهي مدة قصيرة مقارنة بالمهام المطروحة، كانت النتائج في الموعد، بدليل القرار الصادر أمس الجمعة عن وكالة التنقيط الدولية ستاندارد أند بورز التي رفعت التصنيف الائتماني للمغرب إلى مستقر مبرزة التحسن الذي عرفته التوازنات المالية خاصة عجز الميزانية وميزان الأداءات، مبرزا أن هذا الاعتراف الدولي من طرف جهة يؤخذ رأيها بقوة لدى المستثمرين والمؤسسات المالية والسوق المالية بشكل عام، هو دليل على نجاح الحكومة في الجانب الأكثر حساسية واستعجالية، أي الجانب الاقتصادي والمالي.

واعترف السيد مزوار أنه ورغم النتائج المحققة فانه لا زال أمام الحكومة الكثير مما يتطلب الإنجاز، سواء في مجال الإصلاحات التي باشرتها الحكومة في مختلف المجالات أو في مجال تنزيل الدستور، الذي يراهن الحزب فيه على تسريع وتيرة التشريع، خاصة بعدما آلت رئاسة مجلس النواب للسيد رشيد الطالبي العلمي أو في مجالات التشغيل والتعليم وغيرهما.