حديقة التجارب النباتية بالرباط: إرادة ملكية قوية للنهوض بالتربية البيئية والحفاظ على التراث الطبيعي للعاصمة

حديقة التجارب النباتية بالرباط: إرادة ملكية قوية للنهوض بالتربية البيئية والحفاظ على التراث الطبيعي للعاصمة

الإثنين, 17 يونيو, 2013 - 16:51

الرباط – تجسدت الإرادة الملكية للنهوض بالتربية البيئية والحفاظ على التراث الطبيعي للعاصمة وضمان تنمية مندمجة ومستدامة لجميع جهات المملكة، مرة أخرى اليوم الاثنين، بتدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، لحديقة التجارب النباتية بالرباط التي خضعت لأشغال كبرى لإعادة تهيئتها.

ويتماشى هذا المشروع مع ما جاء في الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية الذي انعقد بمراكش (9 يونيو 2013 )، والتي أكد فيها جلالته أن تفعيل دور التربية والتوعية يظل “عماد النهج القويم لإنجاح الانتقال الضروري نحو الاقتصاد الأخضر والمتضامن والمحترم للأنظمة الإيكولوجية الطبيعية”.

وهكذا، فإن حديقة التجارب النباتية بالرباط تعد ،في الوقت ذاته، مركزا للتربية البيئية في خدمة الجمهور العريض، وفضاء مثاليا للحفاظ على التراث البيئي الوطني، ومركزا للموارد البيولوجية من أجل الأبحاث العلمية ، علاوة على كونها فضاء يضم عينات نباتية مخصصة للحفاظ على التنوع البيولوجي.

وتحتوي الحديقة ، التي أحدثت سنة 1914 على مساحة إجمالية قدرها 17 هكتار ( 10 هكتارات في عالية الحديقة و7 هكتارات في سافلتها)، والتي تمت إعادة تهيئتها بتعليمات ملكية سامية ، على ثروات بيولوجية ذات قيمة ثمينة ، حيث تضم في المجموع أزيد من 650 نوع من النباتات الزينة والمثمرة من أصول مختلفة: محلية، استوائية، شبه استوائية وصحراوية. ويحتوي مشتل الحديقة لوحده على تنوع جيني كبير يتألف من 27 صنف موزعة على 44 نوعا.

وتعتبر الحديقة ، من خلال دورها الاقتصادي ، حافزا مهما لتطوير زراعة الأشجار المثمرة بالمغرب خاصة ذات الأصول الاستوائية.كما تساهم ،بفضل مؤهلاتها الطبيعية ، بشكل فعال ، في إثراء الموارد الجينية النباتية الوطنية والعالمية، إذ يتم الاحتفاظ فيها، بالأصناف النباتية الرئيسية للمعهد الوطني للبحث الزراعي.

وقد همت عملية تأهيل الحديقة، التي رصد لها غلاف مالي قدره 55 مليون درهم، إعادة تهيئة أكثر من 27 مربعا موضوعاتيا وتحديث نظام الري وبناء بيت بلاستيكي للعرض وتهيئة متحف بيئي وتأهيل دار موريسكية، مع استقدام أنواع نباتية جديدة متوطنة ونادرة أو مهددة بالانقراض، وذات أهمية اقتصادية.

وتعد حديقة التجارب ، التي توجد في قلب مدينة الرباط والتي أدرجت ضمن التراث التاريخي الوطني سنة 1992 ، بمثابة رئة خضراء حقيقية لهذه المدينة التي صنفتها اليونسكو سنة 2012 ضمن التراث العالمي للإنسانية.

وبالإضافة إلى الشركاء الأساسيين في المشروع (ولاية جهة الرباط- سلا- زمور- زعير، الجماعة الحضرية للرباط ، المعهد الوطني للبحث الزراعي وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية) ، بلورت الحديقة شراكات مع الحديقة النباتية لسنغافورة ومؤسسة الثقافة الإسلامية، والحديقة النباتية للباسيتي (جامعة كاستي- لامانتشا)، والحديقة النباتية لمدينة ليون الفرنسية والحديقة الملكية للنباتات بمدريد.

كما تعد حديقة التجارب النباتية بالرباط عضوا في شبكة الحدائق النباتية الفرنكفونية وشبكة الحدائق النباتية في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط (ميد-أو-ميد) .

وتمزج هذه الحديقة، التي تعتبر فضاء تاريخيا ومعماريا وثقافيا وعلميا فريدا من نوعه بالمملكة، بين البساطة والحداثة، حيث أنها مهيأة للعب دور رئيسي في تحسيس أجيال المستقبل بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية خدمة للتنمية البشرية المستدامة.

وبالإضافة إلى فضاء الترفيه هذا، ستتعزز البنيات التحتية الرياضية والترفيهية لمدينتي الرباط وسلا عبر برنامج يهم بناء سبعة ملاعب للقرب لفائدة الشباب.

ويتضمن هذا البرنامج، الذي خصصت له اعتمادات إجمالية قدرها 6 ملايين درهم وسيتم إنجازه في ظرف خمسة أشهر، تشييد ملعب للقرب بالرباط قرب الشاطئ، وملعبين بحي يعقوب المنصور، وآخر بالقرب من مسجد للا سكينة.

وعلى مستوى مدينة سلا، يشمل هذا البرنامج بناء ثلاثة ملاعب للقرب (قنطرة الحسن الثاني، سيدى موسى، وحديقة الحرية).

اقرأ أيضا

رهانات التحول الرقمي والأمن السيبراني في إفريقيا في صلب النقاش بإفران

الخميس, 21 نوفمبر, 2024 في 19:21

افتتحت، اليوم الخميس بإفران، أشغال ندوة حول موضوع الأمن السيبراني والهوية الرقمية في إفريقيا، بمبادرة من جامعة الأخوين.

لقاء بمجلس النواب يناقش سبل مواجهة آثار التغيرات المناخية في ضوء الالتزامات الدولية والتشريعات الوطنية

الخميس, 21 نوفمبر, 2024 في 18:18

نظم مجلس النواب بالتعاون مع مؤسسة وستمنستر للديموقراطية، اليوم الخميس بالرباط، لقاء تواصليا تحت عنوان : “مواجهة آثار التغيرات المناخية بالمغرب : الالتزامات الدولية والتشريعات الوطنية”، وذلك بمشاركة مسؤولين وخبراء.

سفيرة المغرب بكندا تبرز أهمية التجارة كرافعة للنمو

الخميس, 21 نوفمبر, 2024 في 17:54

أبرزت سفيرة المغرب بكندا، سورية عثماني، الأربعاء بأوتاوا، أهمية دور التجارة باعتبارها رافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية.