جهود واستراتيجيات المغرب لمكافحة المخدرات أثبتت نجاعتها داخل محيطه الإقليمي في ظل تقاعس بعض دول الجوار
عبد العزيز حيون
تطوان -أثبتت جهود واستراتيجيات المغرب لمكافحة المخدرات، منذ عقود من الزمن، نجاعتها داخل محيطه الإقليمي في ظل تقاعس بعض دول الجوار، التي لم تتجاوز مبادراتها حد التفرج على الواقع، وجر المنطقة وإرباكها بقضايا هامشية لا تخدم مصالحها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية.
ويشهد الخبراء الدوليون والتقارير المنجزة من طرف المؤسسات المختصة على نجاعة وبعد نظر الاستراتيجيات التي يتبعها المغرب، مؤكدين أنها لا تلامس فقط البعد الأمني والزجري لمكافحة الظاهرة، بل تتعدى ذلك إلى مقاربات اقتصادية واجتماعية. كما أنها ساهمت، ليس فقط في تسهيل وضمان انخراط أشخاص كثيرين في محيطهم الاقتصادي، بل وساعدت الكثير من المناطق على الانخراط في مبادرات تنموية كللت نتائجها بضمان الشغل لآلاف الأشخاص وبدعم ذوي الدخل المحدود ومحاربة الفقر والهشاشة من خلال توفير فلاحة وأنشطة اقتصادية بديلة.
ولم يتوان المغرب أبدا في الوفاء بالتزاماته الدولية والإقليمية ومشاركة دول العالم التواقة إلى القضاء على آفة المخدرات واستئصال جذورها، ولم يتذرع بضعف الإمكانات اللوجيستية والبشرية للتملص من التزاماته، بل وفر لكل مبادرة خلاقة كل ما أوتي من خبرة ودراية ووسائل وآليات من أجل مواجهة هذا التحدي المطروح أمام المجتمع الدولي. وهو ما تثبته الوقائع والأرقام والمؤشرات التي تتحدث عن نفسها دون حاجة الى كثير من التمحيص والتدقيق.
وقد مكنت الإستراتيجية المتبعة في المغرب في مجال مكافحة المخدرات، خلال سنة 2012 وإلى غاية منتصف شهر دجنبر 2013 ، من حجز كميات مهمة من المخدرات، منها 357 طن من مخدر الشيرا، و505 أطنان من مخدر الكيف، و 23,5 كلغ من الكوكايين، و32,87 كلغ من الهروين، و 573.830 وحدة من الحبوب المهلوسة. وسجلت محاكم المملكة خلال سنة 2012 حوالي 37 ألفا 985 قضية تتعلق بالمخدرات توبع في إطارها 57 ألفا و347 شخصا.
وإذا كان المغرب، من خلال هذه الأرقام والمعطيات، قد برهن، بما لا يدع مجالا للشك، على جديته في التعاطي مع قضية مكافحة المخدرات ومسعاه للانخراط، بكل عزم وحزم وإرادة ثابتة، للتصدي لهذه الافة التي تقض مضجع المجتمع الدولي، فإن بعض دول الجوار، والأمر يخص الجزائر، لا تتعدى مبادراتها حدود التنظير والتفرج على واقع يعني كل المحيط الاقليمي، دون تحريك أي ساكن. وفي المقابل، تعمل على دعم تنظيمات متطرفة تشكل هاجسا أمنيا آنيا ومستقبلا، مختبئة وراء ذرائع واهية تجووزت إيديولوجيا وسياسيا منذ زمن بعيد. كل ذلك عوض التركيز على مساهمات عملية تستنفع منها شعوب المنطقة التي ما أحوجها إلى توحيد الجهود لمواجهة تحديات لا يمكن لأحد أن يعتبر نفسه في منأى عنها.
ويشكل المغرب، انطلاقا من ثوابته السياسية والديمقراطية ومقارباته الاجتماعية والاقتصادية التي يقودها ببعد نظر وحكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مثالا حيا للتعاون الدولي، خاصة في قضايا مصيرية تعني أمن العالم وصحة وسلامة المجتمع الدولي. وخير دليل على ذلك توقيع المغرب ومصادقته على الاتفاقيات الثلاث المتعلقة بمكافحة المخدرات ومؤثراتها العقلية؛ وهي الاتفاقية الوحيدة للمخدرات لسنة 1961 بصيغتها المعدلة ببروتوكول سنة 1972، واتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية لعام 1988 . وهي التزامات لا تعني إلا شيئا واحدا وهو حرص المغرب على الوفاء بتعهداته، دون أن يلقي بمسؤوليته على الآخرين.
وفي هذا الصدد، أشادت التقارير، الصادرة عن مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والهيئة الدولية لمراقبة المخدرات، خلال السنوات الأخيرة، بالسياسات العمومية المطبقة من قبل السلطات المغربية في مجال مكافحة زراعة القنب الهندي، والتي مكنت، خلال العشر سنوات الأخيرة، من القضاء على هذه الزراعة في عشرات الآلاف من الهكتارات. كما أشادت هذه التقارير بتعاون المغرب على المستوى الدولي في هذا المجال.
وبرأي هذه التقارير، حسنا فعل المغرب حين ركز كل اهتماماته ، منذ سنين، على المبادرات العملية لمواجهة تحدي زراعة وتهريب المخدرات دون أن تفتر همته. ولم يلجأ ، كما هو أمر الجزائر، إلى الاقتصار على تحريض الأبواق الإعلامية السطحية التي لا يتجاوز اهتمامها حد البحث عن النقائص والحالات المعزولة لمحاولة تبخيس المجهودات التي يبذلها المغرب والتنقيص منها.
وفي وقت تستمرئ فيه الجزائر نهجها ذاك، يثمن فيه العالم بأسره عاليا مبادرات المملكة التي أثبتت نجاعتها وقدرتها على التخلص من هذه الآفة التي لا يمكن أن تكون مجالا للمساومات والمزايدات، كما لايمكن أن تفلح في إحباط عزيمة المغرب، بل لن تزيده إلا إصرارا ومثابرة واجتهادا.
ولا شك أن الحملة الإعلامية، التي تشنها الجزائر مجددا ضد المغرب في هذا المجال، ليست سوى محاولة للتغطية على سياستها المعادية له، وتجاهلها و ورفضها المستمر لمبادراته البناءة في ما يعود بالنفع على شعوب المغرب العربي التواقة إلى الاستقرار والهناء والطمأنينة بعدما أعياها تغريد الجزائر خارج سرب إجماع ذوي النيات الحسنة.
اقرأ أيضا
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الاثنين، أن الحكومة، بالموازاة مع الحصيلة الإيجابية للصادرات المغربية خلال السنوات الماضية، “واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات، حيث عرفت استقرارا نسبيا ببلوغ ما مجموعه 554 مليار درهم مقابل 528 مليار درهم خلال 9 أشهر الأولى من السنة الماضية”.
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
أكد السيد أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، رئيس مجلس مؤسسة مسجد الحسن الثاني، اليوم الإثنين بالدار البيضاء، أن المؤسسة تضطلع بدور محوري في إدارة معلمة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء وباقي المرافق الملحقة به.
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
انطلقت، اليوم الاثنين، الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز، التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية، إلى غاية 10 نونبر الجاري، بميدان مرابط سيدي البرني بالصخيرات.
أخبار آخر الساعة
-
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
-
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
-
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
-
تنصيب هشام رحيل مديرا لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء (المكتب الوطني للمطارات)
-
الدورة الوزارية الـ40 للجنة الكومسيك.. مناسبة لتقديم الحصيلة الاقتصادية لوكالة بيت مال القدس الشريف (السيد الشرقاوي)
-
انعقاد مجلس الحكومة يوم الخميس المقبل
-
الدورة الوزارية الـ40 للجنة الكومسيك، مناسبة لتعزيز الاندماج الاقتصادي بين الدول الإسلامية (السيد مزور)
-
بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر