جهة درعة تافيلالت .. التدبير الاقتصادي المتنوع لمواجهة تداعيات كوفيد-19 سنة 2020

(إعداد : جمال الدين بن العربي)

الرشيدية – شكلت تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، محورا أساسيا في اهتمامات الفاعلين المحليين في أقاليم جهة درعة تافيلالت.

واعتبر جميع المتدخلين أنه لا يمكن الاستكانة إلى نتائج هذه الجائحة التي أثرت، خلال سنة 2020، على مناحي الحياة وعطلت العديد من القطاعات الإنتاجية، وينبغي العمل من أجل التقليص من أضرارها الاقتصادية والاجتماعية على ساكنة الجهة التي تعاني من عدة مشاكل بنيوية.

وبرز الهاجس الاقتصادي كمحور عاجل في التدخل بهدف جعل الجهة قاطرة في التصدي لتداعيات الجائحة، وهو ما تبلور من خلال عدد من الإجراءات الملموسة على المستوى الاقتصادي، في إطار مقاربة تشاركية مع مختلف الأطراف المعنية.

وقد عقدت العديد من اللقاءات ضمت السلطات المحلية ورؤساء المجالس الإقليمية، ورؤساء الغرف المهنية، ومسؤولي المصالح الولائية، وممثلي المصالح الخارجية المعنية، وممثلي بعض الأبناك والمجلس الجهوي للسياحة، وفرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة درعة تافيلالت، لبلورة برامج اقتصادية تساعد في التصدي لتداعيات كوفيد-19 المهيمنة على سنة 2020.

وشكلت لقاءات اللجنة الجهوية لليقظة الاقتصادية بالجهة، التي تعمل على تتبع التدابير والإجراءات المتخذة من قبل اللجنة المركزية لليقظة الاقتصادية، فرصة لتبادل الآراء ومناقشة سبل تجاوز الأزمة والتأثيرات السوسيو-اقتصادية لانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على النسيج الاقتصادي بالجهة.

وانبثقت عن هذه اللجنة لجان موضوعاتية، منها “لجنة تتبع وضعية القطاع الخاص” المهتمة، على الخصوص، بالتشغيل والمقاولات في وضعية صعبة، وتعويضات جائحة كورونا التي صرفها صندوق الضمان الاجتماعي، والتصريحات الضريبية.

كما شكلت لجان تهم “وضعية العالم القروي”، و”وضعية القطاع السياحي”، و”وضعية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، و”وضعية قطاع النقل بجميع أصنافه”، و”وضعية الصناعة والتجارة”، و”وضعية المعادن بالجهة”.

ورغم كون الجائحة أثرت على التدابير الاقتصادية، إلا أن بوادر التغلب على عدد من المشاكل التي أحدثتها يلوح في الأفق، لاسيما مع استئناف الخطوط الجوية حيث ستقوم شركة الخطوط الملكية المغربية، ابتداء من يوم غد الجمعة، بإعادة تشغيل الخط الرابط بين الدار البيضاء وزاكورة بمعدل ترددين اثنين في الأسبوع (الاثنين والجمعة).

وسيتم تقوية الربط بين الدار البيضاء وورزازات ليمر من 3 إلى 5 ترددات في الأسبوع (الاثنين والثلاثاء والجمعة بترددين والسبت)، وتعزيز الخط الرابط بين الدار البيضاء والرشيدية ليصل إلى 4 ترددات في الأسبوع عوض 3 (الثلاثاء والأربعاء والجمعة والأحد).

وسيعزز هذا التدبير حركة النقل الجوي بمطار مولاي علي الشريف بالرشيدية التي سجلت، خلال سنة 2019، ارتفاعا بنسبة 44.56 في المائة مقارنة بسنة 2018.

ويأتي ذلك ليساهم في حركية المجال السياحي في الجهة الذي يعمل على تجاوز المعيقات، حيث تشهد الجهة حركية دائمة من أجل تجاوز المعيقات وتنشيط الفعل السياحي المتنوع، باتخاذ مجموعة من الإجراءات المشوبة بنوع من التفاؤل حول آفاق إنعاش هذا القطاع.

وفي هذا الصدد، تم إطلاق خطة من قبل الفاعلين السياحيين لجهة درعة تافيلالت بهدف إحياء القطاع على المستوى الجهوي، من خلال التركيز على السياحة الداخلية، بتقديم عروض ترويجية مبتكرة تتكيف مع متطلبات السياح الوطنيين، مع تقديم عروض ترويجية تتضمن تخفيضات كبيرة في أسعار الخدمات السياحية.

وتروم الإجراءات المتخذة الترويج للوجهات السياحية المهمة واستقطاب الزبناء الوطنيين، لاسيما أن جهة درعة تافيلالت تتميز بالعديد من الخصوصيات على المستويات التراثية والثقافية والطبيعية.

ويساهم هذا القطاع في مناصب الشغل بالجهة ويستقطب سياحا أجانب خاصة لوجهات زاكورة وورزازات ومرزوكة، إذ تستهدف العروض السياح المغاربة بأسعار مغرية للأسر المغربية لتشجيعها على زيارة المواقع السياحية المختلفة.

وتضم الجهة العديد من المواقع، مثل مضيقي تودغى و دادس، وجبل مكون وبحيرة تيسليت، والتي تقدم مناظر طبيعية رائعة تجعل هذه المنطقة ساحرة وتمنحها جاذبيتها السياحية.

وقد خصص المكتب الوطني المغربي للسياحة لجهة درعة تافيلالت، في إطار حملة ترويجية وإعلامية، غلافا ماليا بنحو 1.2 مليون درهم، بالإضافة إلى تقديم المهنيين وأصحاب المؤسسات السياحية عروضا جذابة مع باقات تمنح تخفيضات تصل إلى 65 في المائة من الأسعار المطبقة.

وفي المجال الفلاحي، وفي سياق تجاوز تداعيات فيروس كورونا المستجد كوفيد-19، عملت المديرية الجهوية للفلاحة بدرعة تافيلالت على توزيع 100 ألف قنطار من الشعير المدعم لفائدة مربي الماشية في المناطق المتضررة من قلة التساقطات المطرية بالجهة.

كما تشهد الجهة تنفيذ مبادرات لتنفيذ البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، حيث يروم توفير وترشيد الماء بكافة تراب الجهة، من خلال مجموعة من الأوراش الهادفة إلى تعميم الولوج إلى الماء الشروب، والمحافظة المستدامة على الموارد المائية عبر استغلالها بشكل معقلن ودعم اللجوء إلى الموارد المائية غير التقليدية، وفي مقدمتها المياه العادمة بعد معالجتها.