جناح المملكة المغربية في معرض مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان بكيتو محط إعجاب الوفود المشاركة

من مبعوث الوكالة إلى كيتو :هشام الأكحل

كيتو- ما أن يدلف الزائر إلى جناح المملكة المغربية بالمعرض المنظم بمدينة كيتو الاكوادورية على هامش الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، حتى يشعر وكأنه ولج عالما فريدا ميسمه حضارة وتاريخ عريقين وشعب مضياف وأصالة وتشبث بقيم المحبة والسلام واحترام الآخر.

فمن بين كل الاجنحة المشاركة في المعرض ينتصب الرواق المغربي كأيقونة ونقطة جذب لا تخطؤها عين الزوار والوفود المشاركة من مختلف البلدان، والتي لا تخفي إعجابها بالتصميم المتميز للجناح حيث لم تغب عنه تلك اللمسة الابداعية للفنان التقليدي المغربي، بالاضافة إلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة إذ يحظى الجميع بفرصة ارتشاف كؤوس الشاي بالنعناع والتجول بين جنبات هذا الفضاء للاطلاع على ما يعرفه المغرب من نهضة وتقدم في مجال العمران والتنمية المستدامة وسياسة المدينة.

وفي هذا السياق، تقول السيدة فاطنة شهاب، الكاتبة العامة لوزارة السكنى وسياسة المدينة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الجناح المغربي الذي ستظل أبوابه مفتوحة إلى غاية يوم الخميس المقبل يشهد إقبالا كبيرا، وذلك بالنظر للحلة الجميلة التي يبدو عليها ورونقه الجذاب وتناسق تصميمه بالاضافة إلى رغبة المشاركين في الاطلاع على التجربة المغربية في مجال السكنى وسياسة المدينة.

ومن جانبه، اعتبر فابريس نواه، عضو الوفد الكامروني المشارك في المؤتمر، أنه “وكما هي العادة دائما فجناح المغرب يعكس صورة المملكة المتشبثة بالقيم الثقافية.. ففي هذا الجناح نجد كل الخصوصيات التي يتميز بها المغرب، فضلا عن حفاوة الاستقبال”.

واستطرد بالقول إن الجناح يتيح إمكانية التعرف على سياسية المغرب في مجال الاسكان، والاطلاع على البرامج المرتبطة بهذا المجال من قبيل برنامج “مدن بدون صفيح”، مشيرا إلى أن بلاده الكامرون فخورة بهذه التجربة المغربية الافريقية وتسعى إلى الانخراط في تجارب مماثلة.

أما الصحافي الاكوادوري، طاطو كاريو فقال في تصريح للوكالة إنه “ينتابني إحساس جميل وأنا أزور جناح المغرب المتميز جدا في تصميمه وهندسته وهو بالطبع الجناح الاكثر إثارة للانتباه من بين جميع أجنحة الدول المشاركة في معرض الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة للإسكان”.

وفي هذا السياق، اعتبر كاريو أن الثقافة العريقة التي يمتاز بها المغرب كانت دائما محط إعجاب في الاكوادور، مبرزا أنه وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين البلدين إلا ان هذا النوع من التظاهرات من شأنه أن يساهم في توطيد وشائج الاخوة بين الشعبين والتعارف المتبادل.

من جهتها، أعربت عميدة كلية العلوم الحضرية بجامعة الزعيم الأزهري بمدينة الخرطوم السودانية، إيمان أحمد محمد علي، عن سعادتها العارمة بالتواجد داخل هذا الفضاء المغربي بكيتو، مسجلة أنه خلال زيارتها للعديد من مدن المغرب كالدار البيضاء ومراكش والعيون وجدت أن أكثر ما لفت انتباهها هو أن المملكة حافظت في عمرانها على الطابع التراثي مع مواكبة مستجدات العصر في مجال العمران.

وتضيف الاكاديمية السودانية أنه “كل من زار المغرب وانبهر بجمالية مدنه وعادات وتقاليد شعبه إلا ويعقد العزم ليزوره مرات ومرات وهذا ما عاينته خلال زيارتي للمملكة التي أتمنى لها مزيدا من التقدم والازدهار”.

ويشارك المغرب في الدورة الثالثة لمؤتمر الأمم المتحدة للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة، الذي تحتضنه العاصمة الإكوادورية، كيتو، خلال الفترة ما بين 17 و20 أكتوبر حول موضوع “التنمية الحضرية المستدامة.. مستقبل التعمير؟ بوفد هام تقوده الكاتبة العامة لوزارة السكنى وسياسة المدينة، ويضم على الخصوص ممثلين عن وزارة الداخلية والتعمير وإعداد التراب الوطني و شركة العمران.

ويأتي مؤتمر الأمم المتحدة للإسكان بعد 20 سنة من المؤتمر السابق الذي انعقد باسطنبول، ويبقى الهدف الأساسي لهذا المؤتمر بعث دينامية جديدة في الالتزام العالمي لصالح التنمية الحضرية المستدامة، من خلال التركيز بالخصوص على تنفيذ “الأجندة الحضرية الجديدة”.

ويتضمن جدول أعمال المؤتمر ثمان جلسات عامة، ستخصص لإلقاء كلمات رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وتصريحاتهم بشأن موقفهم من الأجندة الحضرية العالمية الجديدة، وست موائد مستديرة لمناقشة محاور الأجندة ومضامينها، إلى جانب حوارات وجلسات موضوعاتية ستشكل الإطار العام للتوصيات وبرامج العمل.

وفي أعقاب هذا الاجتماع، سيتم اعتماد إعلان غير ملزم. وبالرغم من ذلك، سيكون الإعلان حاسما لبلورة السياسات الوطنية للتعمير.

ويعمل برنامج الأمم المتحدة للإسكان من أجل تخطيط وتدبير للمدن والتجمعات البشرية فعال ومستدام، من خلال إيلاء اهتمامه بقضية السكن اللائق والبنيات التحتية والولوج للشغل والخدمات الأساسية مثل الماء والطاقة والتطهير.