آخر الأخبار
جمال القرقوري .. نموذج ناجح لكفاءات مغربية اختارت قطع رحلة الهجرة والعودة إلى حضن الوطن

جمال القرقوري .. نموذج ناجح لكفاءات مغربية اختارت قطع رحلة الهجرة والعودة إلى حضن الوطن

الإثنين, 4 مايو, 2015 - 11:56

(أجرت الحديث : نادية أبرام)

برلين- لم يكن لدى المهندس المعماري جمال القرقوري الذي درس وأقام واشتغل في ألمانيا ضمن مؤسسات بمدن مختلفة بهذا البلد الأوروبي ، أدنى تردد في قطع رحلة هجرة امتدت لقرابة 18 سنة والعودة إلى حضن الوطن.فكرة عودة المهندس جمال القرقوري رفقة أسرته الصغيرة إلى المغرب وبالضبط إلى القنيطرة ، مسقط رأسه ومهد طفولته التي قضى فيها جزءا ليس باليسير من شبابه، راودته بقوة إثر زيارة عمل قام بها للمغرب ضمن وفد من شركة عمل بها بمدينة شتوتغارت.

كان لهذه الزيارة ، وفق ما أسر به جمال القرقوري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، تأثير خاص ، فتحت عينيه على حقائق وأسباب لإعادة اكتشاف المغرب بشكل مختلف ، ومدته بحافز قوي من أجل اتخاذ قرار العودة.

واعتبر المهندس جمال بأن هذا القرار الذي عززه استعادة دفئ الأهل والأحباب ، جاء أيضا لرغبته في الانخراط في الحركية التي يشهدها المغرب وفي الأوراش التنموية التي فتحها ونقل تجربته وخبرته في مجال اشتغاله.

وقال “شعرت بارتياح كبير وأنا أستعيد تلك العلاقة الجميلة مع وطني ، وأحسست أنه تطور بوتيرة سريعة ” ، فعزم وحزم أمتعته ثم عاد تاركا وراءه كل الاغراءات مباشرا رحلة البحث والتقصي لإقامة مشروعه الخاص.

واعتبر أن عودته كانت أيضا ،بمثابة مصالحة مع الذات والناس والشارع والبيئة والأرض التي ينتمي إلى تربتها ، فوثق علاقات انسانية لا يمكن إيجاد مثيلها بتلك الحرارة إلا في بلده ، فاندمج مع الحياة اليومية ، وهو واثق بأن إيجابيات العودة تكمن أساسا في هذا المناخ الاجتماعي العام الملائم أكثر للعمل عكس ما عاشه ويعيشه معظم مغاربة المهجر في بقاع العالم.

وبعد مرحلة الاستكشاف ، يقول جمال القرقوري ، ” أسست مكتبا للهندسة انضم إليه اثنا عشر مهندسا ومهندس ديكور ومصمم كرافيك ، فتمكن المكتب من الحصول على فرص جيدة وأعمال في المستوى ، ليس فقط بفضل الخبرة التي اكتسبتها في ألمانيا لكن أيضا بفضل فريق العمل الذي ساهم في صنع اسم للمكتب في السوق”.

ولم يخف جمال إعجابه بالمستوى العالي للكفاءات المغربية التي لم يغادر جزء كبير منها للدراسة في الخارج ، إذ فوجئ بطريقة عملها وانضباطها وحتى بساعات عملها عكس ما يمكن أن يعتقد البعض.

هذه التجربة وما واكبها من نجاح كانت سببا وجيها لحضور جمال القرقوري في فعاليات أسبوع المغرب في ألمانيا التي نظمتها مؤخرا الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج والهجرة وسفارة المملكة ببرلين ، ليحكي تفاصيلها أمام كفاءات مغربية مقيمة في ألمانيا مجيبا بشكل غير مباشر عن بعض استفساراتها وتساؤلاتها.

ولفت الانتباه إلى أن الفرص التي يوفرها المغرب للكفاءات المهاجرة من أجل إقامة مشاريع في قطاعات واعدة ، مشجعة وأهم بكثير من أي بلد من بلدان الاستقبال خاصة بعد وضع الحكومة لبرنامج من أجل تعبئة هذه الكفاءات لتكون طرفا في المجهود التنموي للبلاد وتوجيهها لتنفيذ مشاريع قطاعية.

واعتبر أن تجربته كانت ناجحة ولم تذهب جهوده سدى بل توجت بالفوز بتصميم المركب الثقافي لمدينة القنيطرة ، فحظي مؤخرا بشرف تقديم تصميم هذه المعلمة الثقافية بين يدي جلالة الملك محمد السادس.

ودعا جمال القرقوري ، الكفاءات المغربية إلى خوض تجربة العودة ، والتخلي عن الأحكام المسبقة التي يكون وراءها الترويج لمعلومات خاطئة ، والتعامل وفق معادلة متوازنة ، وشروط معقولة لتحقيق النجاح ” لأننا عندما توجنها إلى الخارج لم نبحث عن نفس ظروف المغرب لنندمج ، بل عشنا بشروط مجتمع مختلف ” يقول جمال.

فجمال القرقوري الذي درس بعد حصوله على شهادة الباكلوريا ، بالمعهد العالي للهندسة بمدينة أخن (غرب) لمدة سبع سنوات ، حصل على شواهد عليا في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي، واشتغل في عدة مكاتب للهندسة المتخصصة في ألمانيا ، وعلى مشاريع استثمارية ما بين المغرب والخارج ، واختير ممثلا لجهة الغرب الشراردة بني حسن بنادي المستثمرين المغاربة في الخارج.

اقرأ أيضا

لقاء بمجلس النواب يناقش سبل مواجهة آثار التغيرات المناخية في ضوء الالتزامات الدولية والتشريعات الوطنية

الخميس, 21 نوفمبر, 2024 في 18:18

نظم مجلس النواب بالتعاون مع مؤسسة وستمنستر للديموقراطية، اليوم الخميس بالرباط، لقاء تواصليا تحت عنوان : “مواجهة آثار التغيرات المناخية بالمغرب : الالتزامات الدولية والتشريعات الوطنية”، وذلك بمشاركة مسؤولين وخبراء.

سفيرة المغرب بكندا تبرز أهمية التجارة كرافعة للنمو

الخميس, 21 نوفمبر, 2024 في 17:54

أبرزت سفيرة المغرب بكندا، سورية عثماني، الأربعاء بأوتاوا، أهمية دور التجارة باعتبارها رافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية.

مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا

الخميس, 21 نوفمبر, 2024 في 15:30

صادق مجلس الحكومة، اليوم الخميس، على مقترحات تعيين في مناصب عليا طبقا للفصل 92 من الدستور.