جامعة القاضي عياض تنخرط في مسار التنمية المستدامة من خلال البحث العلمي المتعلق بمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة باعتماد تقنيات مبتكرة

  إعداد : مريم إكاس  

 مراكش – من أجل الاستجابة لأهداف برنامج التنمية المستدامة في أفق 2030 ومواجهة الإكراهات البيئية الهامة وآثار الاحتباس الحراري، طور المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، مشروعا إيكولوجيا يقضي بمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة داخل مؤسسة جامعية بمراكش، عبر اعتماد أسلوب المعالجة البيولوجية.

  وانطلاقا من الأهمية الكبرى التي توليها جامعة القاضي عياض لمسألة تدبير الماء داخل فضاءاتها، عمد المركز إلى تطوير تقنية مبتكرة لمعالجة وإعادة استعمال المياه العادمة بملحقة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش.

   وتروم هذه التكنولوجيا المتجددة في معالجة المياه العادمة ذات التكلفة المنخفضة والتي تتلاءم مع السياق السوسيو-اقتصادي للمغرب من أجل معالجة المياه المستعملة، حماية الموارد المائية السطحية والجوفية من التلوث بسبب النفايات والمساهمة في اقتصاد وترشيد استهلاك المياه والحفاظ على المياه الجوفية التي تستعمل غالبا في سقي الفضاءات الخضراء بالمجال الحضري بجهة مراكش آسفي.

   وستمكن هذه التقنية الصديقة للبيئة والمنجزة بغلاف مالي إجمالي يقدر ب 350 ألف درهم، من معالجة المياه العادمة بهذه المؤسسة الجامعية بشكل كامل أي حوالي 16 متر مكعب يوميا ليصل إلى 25 متر مكعب يوما في أفق 2036، وذلك بهدف سقي هكتار ونصف من الفضاءات الخضراء.

  وحسب مديرة المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة الأستاذة بجامعة القاضي عياض بمراكش السيدة ليلى ماندي، فإن جودة المياه التي تتم معالجتها عن طريق اعتماد تكنولوجيا إيكولوجية مبتكرة (من إبداع الجامعة) تتلاءم تماما مع معايير الري ولا تسبب أية مخاطر بالنسبة للصحة والبيئة، موضحة أن هذه التقنية تقدم عدة مزايا تتجلى في استعمال المواد المحلية ذات التكلفة المنخفضة والصيانة ولا تعتمد على تكنولوجيا متطورة في تدبير المشروع وصيانته، فضلا عن كونها لا تتطلب طاقة خارجية.

   ومن شأن هذا المشروع الهام، تضيف المسؤولة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، المساهمة في تثمين المياه العادمة التي تتم معالجتها من أجل سقي الفضاءات الخضراء داخل الجامعة، وترشيد الموارد المائية وحماية البيئة، معبرة عن أملها في أن تتم الاستفادة من هذه التجربة وتطبيقها بباقي المؤسسات الجامعية خاصة بالجماعات القروية.

   ومن أجل تشجيع استخدام هذه المبادرة في معالجة المياه العادمة بتكلفة منخفضة على مستوى المدن الصغرى، عمل المركز الوطني للدراسات والبحث حول الماء والطاقة على خلق نموذج تكنولوجي لمعالجة المياه العادمة بجامعة القاضي عياض من أجل المساهمة في بلوغ أهداف التنمية المستدامة بالمغرب وتقليص نسبة المياه غير المعالجة إلى النصف والرفع من معدل معالجة المياه بغرض استعمالها دون مخاطر.

  وسيكون لهذا المشروع، الذي أنجز بشراكة مع كلية العلوم السملالية بمراكش وكلية العلوم والتقنيات بمراكش وجامعة شيمان باليابان والمعهد الدولي للماء والتطهير التابع للمكتب الوطني للماء والكهرباء والوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جيكا)، وقع إيجابي كبير بالنسبة لإدماج مفهوم التنمية المستدامة داخل الجامعة والمساهمة في التكيف مع التغيرات المناخية والتقليص من حدة آثارها.