ثامن مارس من وجهة نظر الرجل

(بقلم : خالد بركة)

الرباط- لا يمكن أن يمر الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف ثامن مارس من كل سنة، في صمت ودون أن يلفت انتباه الرجال، الذين لا يحرصون على لعب دور مفسد فرحة النساء، في تظاهرة تخصص سنويا لأزيد من نصف ساكنة المعمور.
وهكذا، يكون الرجال مدعوين إلى الانحناء أمام شقائقهم النساء عرفانا وتقديرا لجهود وتضحيات النساء، التي تفرض عليهم احترام أمهاتهم وأخواتهم وزوجاتهم وبناتهم.

فطيلة تاريخ البشرية، أبانت النساء عن إرادة راسخة ونفس طويل لكي يتمكن من نحت مكانة تليق بهن وتكريس حقهن الأكيد في هذه المكانة وفي حياة كريمة من مستوى تلك التي تمنح الحياة وتعبر عن قبولهن تقاسم الحياة بمرها وحلوها مع أولئك الذين يدينون لهن لحد الآن بالمشروعية في مساواة تحترم الاختلاف.
وبغض النظر عن طابعها الاحتفالي، يكتسي اليوم العالمي للمرأة أهمية قصوى على اعتبار أنه يساهم على مر الزمن في التحسيس بالمعارك التي ما فتئت تخوضها النساء من أجل رفع الحيف وانعدام المساواة التي طال أمدها.
وقال رد. نور الدين وهو مدير مؤسسة تعليمية بالرباط، إنه في القرن الحادي والعشرين ما نزال نندد بالظلم الذي تتعرض له المرأة، مضيفا أن رد الاعتبار لحقوقها في مجال التعليم والتكوين والنهوض بوضعيتها سيكون له إسهام كبير ودعم لا يستهان به بالنسبة للرجل، والذي بفضل أم متعلمة يمكن لذريته أن تتطلع إلى حياة أفضل.
وبالفعل، فمنذ تكريس حقوق المرأة المغربية في دستور 2011 ، والذي يضمن، أكثر من ذلك، على المساواة بين الجنسين، وقبله مدونة الأسرة، ما فتئت وضعية المرأة تشهد تقدما على الرغم من أنه يوصف بالمحتشم من قبل بعض الجمعيات العاملة في هذا الميدان.
وإذا كان بعض المغاربة الذكور يعتقدون، على غير وجه حق، أن تفعيل وتجسيد حقوق المرأة سينتقص من حقوقهم، فإنهم مع ذلك بدؤوا يعون بمكانتها في العديد من مجالات الحياة العامة التي لن تكون حكرا عليهم في المستقبل. كما أنهم باتوا يعتقدون أن عدم مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي والحياة الاجتماعية والثقافية، وكذا في النمو يشكل عائقا أمام تحقيق الرفاهية المشتركة، بما في ذلك رفاهية الرجال.