تواصل جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإنضاج شروط الحوار بين الفرقاء الليبيين ووقف إطلاق النار

تواصل جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لإنضاج شروط الحوار بين الفرقاء الليبيين ووقف إطلاق النار

الثلاثاء, 28 أكتوبر, 2014 - 10:09

(من المراسل الدائم للوكالة .. رضوان البعقيلي)

طبرق – تواصل بعثتا الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في ليبيا جهودهما ومساعيهما المكثفة من أجل إنضاج شروط الحوار بين الفرقاء الليبيين ووقف المعارك الدائرة شرق البلاد وغربها.
وفي هذا الإطار حل رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، أمس الاثنين، بمدينة طبرق التي يتخذها مجلس النواب الليبي المنتخب مقرا مؤقتا له، حيث التقى رئيس المجلس، عقيلة صالح، وعددا من النواب، وبحث معهم السبل القمينة بإنجاح الحوار وإنهاء كل أسباب النزاع وإعادة الاستقرار إلى البلاد.
ووصف ليون هذه المباحثات ب”المثمرة”، مبرزا أنها مكنت من تبادل وجهات النظر حول جدول أعمال العملية السياسية التي تم الاتفاق عليها في جولة الحوار الأولى التي انعقدت بمدينة غدامس (جنوب ليبيا) أواخر شهر شتنبر الماضي.
وكشف ليون، في مؤتمر صحفي، أنه سينتقل إلى العاصمة طرابلس لعقد لقاء مماثل مع “الأطراف الفاعلة الأخرى ومتابعة الاستماع والتشاور حول جدول أعمال العملية السياسية”، مؤكدا أن الجميع متفق على المبادئ الرئيسية للحوار والمتمثلة في “الشرعية كما أكد عليها المجتمع الدولي، واحترام المبادئ الديمقراطية و الإعلان الدستوري ونبذ الإرهاب”.
وقال ليون إن الأمم المتحدة ستواصل العمل من أجل تطبيق وقف إطلاق النار الذي تمت الدعوة إليه في غدامس، منبها إلى أن المجتمع الدولي “يرى أن وقف إطلاق النار لم يتم تفعيله بعد، ويود أن يراه مطبقا على أرض الواقع لأن ليبيا تحتاج إلى ذلك من أجل إنجاح هذه العملية السياسية”.
وترعى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مبادرة للحوار بين الليبيين في مسعى لإنهاء الصراع المسلح في البلاد. وتم في إطار هذه المبادرة عقد لقاء حواري أواخر الشهر الماضي في مدينة (غدامس) جنوب البلاد شارك فيه أعضاء مجلس النواب الليبي المنتخب الذين يحضرون جلساته المنعقدة في طبرق وكذا المقاطعين لها على خلفية الطعن في شرعية انعقادها خارج العاصمة.
وتلا هذا اللقاء اجتماع ثان يوم 11 أكتوبر الجاري في العاصمة طرابلس بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ووزيرة الخارجية الايطالية، فريديريكا موغريني، ومبعوثي عدة بلدان أوروبية.
واتفق الفرقاء الليبيون في جولتي الحوار السابقتين على تدابير لبناء الثقة تشمل “العمل على معالجة الحاجيات الإنسانية الملحة، خاصة الأمور المتعلقة بالجرحى عند كافة الأطراف، وتسهيل استئناف العمل العادي في كافة المطارات الرئيسية في البلاد بمساعدة الأمم المتحدة و”العمل على معالجة الخلافات المتعلقة بعمل مجلس النواب”.
وبموازاة الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي، كثفت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، السفيرة آبوستولوفا، لقاءاتها مع مختلف الأطراف في ليبيا، حيث التقت أمس الاثنين بمدينة البيضاء، المقر المؤقت للحكومة المؤقتة الليبية رئيس الوزراء، عبد الله الثني، وعددا من أعضاء حكومته.
وركزت مناقشات الجانبين، حسب بيان لبعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا، على الوضع السياسي الراهن والحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي سلمي، يحفظ الوحدة الوطنية وسلامة أراضي واستقلال وسيادة ليبيا.
وشددت آبوستولوفا، خلال هذا اللقاء، على أنه “لا يوجد حل عسكري للمشكلة في ليبيا والسبيل الوحيد للمضي إلى الأمام هو حوار شامل”، مجددة دعم الاتحاد الأوروبي الكامل لجهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، بيرناردينو ليون، وللحوار السياسي الذي أطلق في غدامس.
كما أكدت للحكومة الليبية على “دعم الاتحاد الأوروبي المستمر لليبيا ولتحولها إلى دولة حديثة وديمقراطية تقوم على سيادة القانون والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية”، مشيرة إلى “اعتراف الاتحاد بمجلس النواب كسلطة تشريعية وحيدة في ليبيا، وعدم اعترافه بأي سلطة أو كيان مواز خارج الإطار المؤسسي القانوني والديمقراطي”.
وطالبت المسؤولة الأوروبية ب “الوقف الفوري وغير المشروط للأعمال العدائية والمشاركة الجادة والبناءة في الحوار السياسي الذي انطلق في غدامس وتنفيذ الالتزامات التي قطعها الوفدان المشاركان فيه، والامتناع عن الأعمال التي من شأنها تصعيد الموقف وتأجيج الانقسامات وتقويض الثقة في الحوار السياسي”.
كما التقت مبعوثة الاتحاد الأوروبي، أمس في مدينة البيضاء(شرق)، برئيس وأعضاء هيئة صياغة الدستور الليبي الجديد، وأكدت بالمناسبة دعم الاتحاد “لعملية دستورية شفافة وشاملة وتشاورية”، مشددة على المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتق الهيئة من قبل الشعب الليبي.
وعلى الصعيد الميداني، يبدو أن هذه الجهود لم تفلح، حتى الآن على الأقل، في إخماد صوت السلاح ولو لدواعي إنسانية، مثلما طالبت بذلك الأمم المتحدة أكثر من مرة، إذ تتواصل المعارك التي تخوضها قوات من الجيش الليبي في بنغازي والجبل الغربي ضد مجموعات مسلحة وكتائب تابعة ل(مجلس شورى ثوار بنغازي) و(عملية فجر ليبيا).
وبخصوص آخر التطورات العسكرية في الجبهات المشتعلة شرق وغرب البلاد، أفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، العقيد احمد المسماري، بأن معارك شرسة تدور حاليا في بنغازي بمناطق (قار يونس و القوارشة والصابري) وكذا حول (معسكر 17 فبراير وجامعة بنغازي).
وأكد العقيد المسماري، في تصريحات صحفية، أن سلاح الجو “يعتبر نقطة فاصلة” في المعركة التي يخوضها الجيش ضد الجماعات المسلحة التي ما تزال متمركزة في بعض أحياء بنغازي.
وبخصوص الوضع غرب البلاد، قال المسماري إن سلاح الجو قام بطلعات استطلاعية فوق مدينتي طرابلس والعزيزية “لتحديد بعض المواقع والأهداف”، مشيرا إلى أن قوات الجيش تنتشر حاليا في منطقة تمتد من “بئر الغنم “وحتى منطقة “العزيزية ” على بعد 45 كيلومتر من العاصمة طرابلس.

 

 

 

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغابة بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.