تقرير أورو-متوسطي: المغرب اجتاز مراحل هامة في ما يخص تنميته الاقتصادية والاجتماعية

باريس – أفاد تقرير للمنتدى الأورو-متوسطي لمعاهد العلوم الاقتصادية بأن المغرب اجتاز “مراحل هامة في ما يتعلق بتنميته الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا أن المملكة سجلت سنة 2013 إحدى “أفضل النتائج من ضمن البلدان المتوسطية”.

وسجلت الوثيقة، التي نشرت أهم نتائجها مؤخرا بباريس تحت عنوان “نحو دينامية جديدة للحفاظ على التوازنات الاقتصادية والاجتماعية”، أنه “من خلال تتبع تطور المغرب خلال السنوات الأخيرة، يمكن ملاحظة أن هذا البلد اجتاز مراحل هامة في ما يتعلق بتنميته الاقتصادية والاجتماعية”.
وأشار المصدر ذاته إلى أن النمو الاقتصادي ظل متواصلا بالمغرب كما أصبح الاقتصاد الوطني أقل ارتهانا بالظروف المناخية، مسجلا أن “الأزمة الاقتصاد صارت مجرد ذكرى بعيدة”.
وأكد تقرير 2013 حول المنطقة الأورو-متوسطية أنه “في الوقت نفسه، ظل معدل الاستثمار مرتفعا بشكل مستمر كما ارتفع الاستهلاك”، مذكرا بأنه تم، على المستوى السياسي، “تنظيم انتخابات حرة كما تم تقديم وعود بشأن تسوية مشاكل الرشوة وبشأن تحقيق هدف نمو مدمج”.
واعتبر التقرير أن “كل هذه العوامل تبعث على التفاؤل”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الحفاظ على ارتفاع معدلات الاستثمارات العمومية والاستهلاك الداخلي ترتب عنه تعميق عجز الميزانية.
ولاحظ منجزو هذا التقرير أن “العجز في الميزانية واصل تفاقمه خلال السنوات الأخيرة، على غرار العجز التجاري”، موضحين أن “التحكم في التضخم بواسطة دعم الأسعار ترتب عنه أيضا ارتفاع مستوى المديونية وكبح تمويل القطاع الخاص”.
من جانب آخر، دعا التقرير الحكومة إلى تحديد الإصلاحات الهيكلية التي يتعين تنفيذها بحذر كبير، وإعادة تقييم استراتيجية النمو وقابلية استمرار التوازنات الماكرو اقتصادية وتشجيع أصحاب رؤوس الأموال على الاستثمار في قطاعات ستساهم في تحقيق النمو وتوفير مناصب الشغل.
كما يوصي التقرير الحكومة بتطبيق سياسة تشجع الادخار وإيجاد السبل الملائمة لإعادة انتشار الموارد بشكل أنجع.
وأشار التقرير أيضا إلى أنه “يتعين جعل الشباب ضمن أولويات التغيير”، معتبرا أن “الوقت حان لأن يكون هذا الجيل مؤهلا ويتمكن من قطف ثمار استراتيجية قائمة على الابتكار”.
وعلى صعيد آخر، أعرب منجزو التقرير أن المفاوضات بين المغرب والاتحاد الأوروبي من أجل توقيع اتفاق معمق وشامل للتبادل الحر التي تم إطلاقها مؤخرا، تعطي للمملكة “فرصة فريدة للتفاوض بشأن اتفاق سيعزز موقعها في ما يتعلق بالمنتوجات التي تتوفر بشأنها على امتياز مقارن، لكنها لم تكن قط في صلب المحادثات في المفاوضات السابقة”.
“غير أن المسلسل – يضيف التقرير – يجب أن يتم بشكل ذكي، كما أن اندماجا أفضل ضمن الاتحاد الأوروبي يجب ألا يتم على حساب التعاون والاندماج الإقليمي”، مشيرا إلى أنه طالما يتم تبني الإصلاحات، فإن المستثمرين الأجانب سيهتمون دائما بالمملكة.