آخر الأخبار
تطوير الحوار الديني عامل حاسم لتحقيق التعايش والتسامح والاعتراف بالآخر (يوم دراسي)

تطوير الحوار الديني عامل حاسم لتحقيق التعايش والتسامح والاعتراف بالآخر (يوم دراسي)

الأربعاء, 5 يوليو, 2023 - 15:37

الرباط –  أكد المشاركون في يوم دراسي، ينظم اليوم الأربعاء بالرباط، أن تطوير الحوار الديني وتجديده عامل أساسي وحاسم لتحقيق التعايش والتسامح والاعتراف بالآخر.

وشدد هؤلاء المشاركين، في الجلسة الأولى لهذا اللقاء الدراسي الذي يبحث موضوع “تطوير الخطاب بين الديانات وتجديده لتعارف أمتن والوعي بالاختلاف عن الآخر والاتحاد حول كلمة (نحن جميعا) باعتبارها رسالة موجهة للإنسانية جمعاء”، على أن تجديد آليات الحوار بين معتنقي الأديان يمكن أن يحقق التعايش المنشود الذي يقوم على نبذ العنف والتطرف والكراهية والاعتراف بالآخر واحترام خصوصياته الدينية والثقافية.

وأبرزوا أن الإنسانية جمعاء في حاجة ماسة إلى التخلص من النزوع نحو الصراعات والنزاعات، وذلك عبر توفير الوسائل الكفيلة بجعل الحوار منطلقا لبناء مشترك إنساني يقوم على القيم الإنسانية الداعية إلى الحرية والعدل والمساواة والكرامة الإنسانية، بعيدا عن كل أسباب الإقصاء والظلم والاستبداد والتمييز.

وسجلوا خلال هذه الجلسة، التي ناقشت موضوع “معرفة أنفسنا والاعتراف بأنفسنا كأخوة”، أن العالم المعاصر يشهد طفرة تكنولوجية هائلة تتمثل في اتساع دائرة التواصل الاجتماعي وهو ما أسهم في إذكاء حس التبادل الثقافي والفكري، معبرين عن أسفهم كون هذا التطور اللافت لم يؤد بالضرورة إلى تطوير الحوار بين معتنقي الديانات وتعزيز التقارب بينهم.

وفي هذا الصدد، أكد أستاذ تاريخ الفكر الفلسفي عبده الفيلالي الأنصاري، أن الحوار بين الأديان يواجه تحديات جمة جديدة جعلت معتنقي الديانات يدافعون عن أنفسهم باستمرار وبشتى الطرق المتاحة، معتبرا أن التكنولوجيا تشكل إحدى أبرز هذه التحديات، خصوصا أنها اليوم جعلت المناظرات والسجالات بين مكونات هذه الديانات تأخذ مآلات مؤسفة، وهو ما ساهم في بروز أفراد ينصبون أنفسهم قضاة باسم الأديان، ويطلقون الأحكام بشكل فظ.

وأضاف في مداخلة بالمناسبة، أن رفع هذه التحديات رهين بتمثل المسؤولية وتحملها في سبيل إذكاء التعايش والتسامح من قبيل تبديد المفاهيم، والصور النمطية التي يغذيها وازع الحقد والكراهية وتوضيح مضامين النصوص الدينية، من أجل المساهمة في نشر الوعي المجتمعي وتكريس وازع قبول الآخر.

من جانبه، أكد رئيس المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية، الأب دييفو ساريو كوكاريلا أن التعايش بين الأديان يواجه في الوقت الراهن تحديات عدة، تتعلق بتنامي ظواهر العنف والتطرف وتغذية ثقافة الكراهية، مشيرا إلى أن الحوار بين المسلمين والمسيحيين، على سبيل المثال يتعين أن يعتمد، بالأساس، على كل ما هو مشترك بين الجانبين، لأنه السبيل الأمثل لقبول الاختلاف واحترام الآخر.

وفي هذا السياق، شدد الأب ساريو كوكاريل، في مداخلة مماثلة، على ضرورة تنمية روح الصداقة والثقة المتبادلة بين الأديان قبل بحث ومناقشة الخلافات التي تطرأ من حين لآخر، وذلك لإرساء مبادئ التلاقي والتواصل الفعال التي تسهم في إذكاء التعايش السلمي والودي بين معتنقي الديانتين.

وأردف قائلا “يمكن للمسيحيين والمسلمين التحدث بصراحة عن خلافاتهم دون تعريض صداقتهم للخطر، لأن المسؤولية الملقاة على عاتقهم تبقى أخلاقية وفكرية بالأساس من أجل نبذ ومحاربة الصور النمطية التي تغذي خطابات العداء والكراهية، وإرساء خطابات نوعية في المقابل تقبل الاختلاف وتحترم وتعترف بالآخر”.

أما الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، فأكد أن الحوار بين الأديان إذا اقتصر على مبادلة شعارات التسامح والعيش المشترك، لن يبلغ إلى مداه، لذلك ينبغي الارتقاء إلى أفق جديد يتمثل في أفق الافتقار المتبادل والاحتياج المتبادل لتحقيق أجندات السلام التي تحتاج إليها البشرية الممتدة.

وأشار إلى أن الاستثمار المستمر يتعين أن يكون في الانسان، لأن الانسان هو الذي يمارس هذا الحوار، و”إذا لم تكن عنده الأساسيات، وإذا لم يتملك الآليات الضرورية من المعارف والقدرات والتصورات والتمثلات التي تمكنه من إجراء هذا الحوار البناء، فالنتيجة تكون عكسية”.

وخلص السيد عبادي إلى أن التداول والتعاطي بخصوص الحوار، “إذا كان الغرض منه فقط هو أن تستمر الحياة على ما هي عليه وأن يكون هناك توقير متبادل على نهج “أتركني أتركك” فالقصد هو أن يكون عندنا أفق جديد مفاده أننا لا نريد أن نحافظ على هذا الموجود، بل نريد أن نرسم منشودا مشتركا نتعاون جميعا لبلوغه ولاسيما في ظل التحديات الحارقة الكبرى: التحدي البيئي، وتحدي الذكاء الاصطناعي، وتحدي الخوف، وتحدي الاحترام”.

يشار إلى أن هذا اليوم الدراسي الذي تنظمه أكاديمية المملكة، بالتعاون مع دائرة الحوار بين الأديان بالفاتيكان والرابطة المحمدية للعلماء، يأتي تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الحاثة على نشر ثقافة التعايش والسلام وتعزيز جسور الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات، وترسيخ قيم احترام الآخر المختلف عقديا ولغويا وفكريا لنبذ آفات التطرف والعنف.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء، على الخصوص، تنظيم جلستين، الأولى حول موضوع “معرفة أنفسنا والاعتراف بأنفسنا كأخوة: هبة الالتقاء وتحدي الاختلافات”، والثانية حول “الخطاب بين الديانات: الطبيعة، الغاية والتجديد”.

اقرأ أيضا

الاحتفاء بالرباط بتخرج طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال فوج 2023-2024

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 22:44

نظم، اليوم الجمعة بمسرح محمد الخامس بالرباط، حفل الاحتفاء بتخرج طلبة المعهد العالي للإعلام والاتصال فوج 2023-2024.

الرئيس الجديد للبرلمان الأنديني يشيد بالمبادرات التضامنية الرائدة لجلالة الملك لتعزيز التعاون جنوب -جنوب

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 20:40

أعرب الرئيس الجديد للبرلمان الأنديني، غوستافو باتشيكو، عن تقديره العميق لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، واعتزازه بالمبادرات التضامنية الرائدة لجلالته الرامية إلى تعزيز التعاون جنوب جنوب ومد جسور التواصل بين البلدان الأمريكولاتينية والقارة الإفريقية والعالم العربي.

خمس إصابات جديدة بـ “كوفيد-19” (النشرة الأسبوعية)

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 17:29

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة، عن تسجيل خمس إصابات جديدة بـ”كوفيد-19″ وحالة وفاة واحدة، خلال الفترة ما بين 20 و 26 يوليوز الجاري.