تشكيل حكومة جديدة في إسبانيا .. واستمرار المأزق السياسي

مدريد – أحمد عبد الوهاب الردام- لم تسفر المشاورات التي أجراها العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس، طيلة الأسبوع الماضي، مع قادة الأحزاب السياسية حول تشكيل الحكومة المقبلة عن أي نتيجة لحد الآن، ليستمر، بذلك، المأزق السياسي في هذا البلد.

ورفض رئيس الحكومة المنتهية ولايته، ماريانو راخوي، الذي فاز حزبه في انتخابات البرلمانية الأخيرة، اقتراح العاهل الاسباني لتسميته مرشحا لرئاسة الحكومة المقبلة، معللا رفضه لهذا الاقتراح بعدم وجود دعم كافي له في مجلس النواب.

وانطلقت اليوم الأربعاء الجولة الثانية من مشاورات العاهل الإسباني مع قادة الأحزاب، لكن لا شيء يشير إلى وجود اتفاق محتمل بين الهيئات السياسية لتجنيب البلاد المضي نحو إجراء انتخابات جديدة، الخيار الذي تخشاه كل الهيآت السياسية.

ورفض راخوي المؤقت لاقتراح ترشيحه لمنصب رئيس الحكومة الإسبانية يشير إلى أن الاشتراكيين سيحاولون تشكيل الحكومة، رغم أن نجاح هذا المشروع يبقى مرهونا بتحالف “صعب” بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس اليساري المتطرف.

ولم يتردد الأمين العام لحزب بوديموس، بابلو اغليسياس، في التعبير عن رغبته في تشكيل “حكومة التغيير” مع حزبين يساريين آخرين (الحزب الاشتراكي والحزب اليسار الموحد) وفقا للنتائج التي حصلا عليها في الانتخابات الأخيرة، مضيفا “قررنا أخذ زمام المبادرة والمضي قدما”.

وتابع بابلو اغليسياس، الذي يطمح إلى تولي منصب نائب رئيس الحكومة في حال ما تم تشكيل سلطة تنفيذية يسارية، مضيا في مثل الظروف الحالية، “إما أن نختار التغيير أو نكرس الركود والجمود”.

أما بالنسبة لزعيم الاشتراكيين، بيدرو سانشيز، فأعرب عن انفتاحه على كل إمكانية تساعد في التوصل لتوافقات بين الأحزاب اليسارية، لكنه رفض، في الوقت الراهن، التفاوض حول تشكيل حكومة مع راديكاليي حزب بوديموس، الذي يتهمه ب”الابتزاز” لفرض شروطهم.

وقال سانشيز، من جهة أخرى، أن الحزب الشعبي الفائز في الانتخابات الأخيرة، من يتعين عليه تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن حزبه سيتحمل مسؤوليته في هذا الأمر إذا ما فشل رئيس الحكومة المنتهية ولايته في سعيه لتشكيل الحكومة المقبلة.

لكن راخوي لا زال مصرا على أن الحل يكمن في تحالف كبير بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب سيوددانس، وهي أحزاب تتقاسم، بحسبه، نقاط مشتركة، منها الدفاع عن الوحدة الترابية لإسبانيا والمساواة بين الإسبان.

يشار إلى أن الحزب الشعبي (يمين)، الفائز في الإنتخابات العامة الإسبانية الأخيرة، وحزب سيوددانس (يمين الوسط)، الذي حل رابعا، اتقا على الحوار حول تشكيل الحكومة المقبلة.

ووافق رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، وزعيم حزب سيوددانس، ألبرت ريفيرا، على أن يدشن حزباهما مباحثات لاخراج البلاد من المأزق السياسي.

وأكدا أنهما سيحاولا التحدث الى الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، لبحث إمكانيات تشكيل حكومة ثلاثية، تضمن استقرار الحكم في هذا البلد الإيبيري.

وسيلتقي زعماء الأحزاب السياسية الإسبانية الرئيسية الأربعة للمرة الثانية بالملك فيليبي السادس، ابتداء من اليوم الأربعاء، لمناقشة إمكانية تسمية أحدهم لتشكيل حكومة جديدة، وذلك بعد ستة أسابيع من المفاوضات لم تفضي إلى أي نتيجة.

ويبدو أنه إلى حد الآن لم يتمكن أي حزب من تشكيل أغلبية مستقرة سواء في اليمين أو بين أحزاب اليسار. وفي حال لم يتم التوصل لأي اتفاق حول تشكيل الحكومة المقبلة، فإن الاحتكام إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى يبقى أمرا لا مفر منه.