بيروت تكرم مارسيل خليفة …عندما تعيد الموسيقى للمدينة شيئا من الدهشة والفرح

بيروت تكرم مارسيل خليفة …عندما تعيد الموسيقى للمدينة شيئا من الدهشة والفرح

الجمعة, 14 فبراير, 2014 - 13:45

مراسل الوكالة ببيروت عبد الله البشواري

بيروت -لم يجلس مارسيل، هذه المرة، على الكرسي فوق منصة قصر اليونسكو ببيروت حيث كرمه، أمس الخميس، المعهد الوطني اللبناني العالي للموسيقى، ويدوزن عوده كما اعتاد جمهوره رؤيته، بل جلس بين الجمهور يترنم على إيقاع بنات عوده بصوت أميمة الخليل ومحمد محسن، ويحلق مع شعر محمود درويش وسميح القاسم وأدونيس…

هكذا اختار المعهد، الذي نهل منه خليفة أصول الموسيقى وغادره طائرا محلقا وسفيرا للحرية ، أن يكرم أحد تلامذته الذي غنى للسلام والحياة وللفقراء وللحلم، أيضا، في جل عواصم العالم..هو المسافر الدائم لكن لغنائه ببيروت طعم آخر…هنا تربة الآباء والأجداد وموطن الذكريات، رغم ما تمر به بسبب ظروف داخلية وإقليمية قاسية …إلا أن “الحرية وطن طائر”، كما يقول مارسيل.

ما يعني مارسيل خليفة في هذه الأمسية كما أكد في رسالة في مؤتمر صحافي بمناسبة الإعلان عنها، الثلاثاء الماضي، “هو القدرة على إعادة الدهشة من جديد، وذلك عبر الرحيل مع الطيور الصادحة الى أفق بعيد، واضح المعالم في تلك الأقاصي الزاخرة، رغبة في التعبير عن فرح غامض، عن سعادة من وسط هذا الظلام الدامس، علنا نستطيع أن نغير هذا الواقع ونستبدل فوضاه بإيقاع الموسيقى”.

وفعلا فقد كانت أمسية أمس دافئة… تدفق محبو مارسيل الى قصر اليونسكو بأعداد كبيرة ، افترشوا الأرض بعد أن امتلأت القاعة والمدرجات، تركوا وراءهم أحزانهم وأخبار الأوضاع الأمنية وكلام السياسيين عن حكومة تهتم بشؤونهم منذ نحو سنة… افترشوا الأرض وغنوا محمود درويش وأدونيس والحلاج …”سلام عليكي” …”الحنة” …”في البال أغنية” …”يا نسيم الريح”، آملين ان تهب نسمة أمل على بيروت لتتغني بالحياة من جديد.

ولأنه مارسيل خليفة ، ولم لم يصدح بصوته، إلا أنه شاهد… ولأنه خليفة فإن الكلمات لا تكفي لتكريمه، كما قال وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال كابي ليون مخاطبا إياه، إن أحسن تكريم لك ببيروت هو “تكريمك بموسيقاك”.

وفي ذات الرسالة التي وجهها الى اللبنانيين يرد خليفة على هذا الحب الدافق اللامتناهي، الذي لمسه أخيرا، “منذ 30 سنة كنت هنا معكم قبل أن يتم طردي أو إقصائي عمدا من هذا المعهد الذي نحن فيه الآن. حملت أمتعتي وعودي ونوتاتي وقصائدي وأمنياتي وذهبت في رحلة فنية الى المستقبل، المستقبل الغامض، وظل الحلم يراودني كل ليلة أن أعود إليكم، وان أحيي أمسية في ربوعكم”.

وقد لمس خليفة أثر سحر موسيقاه …وهو الذي يدرك أن للموسيقى سحر لا يضاهيه إلا “أمنية” حضوره بين جمهوره التي “تضاهي الولع، وذلك اعترافا بجمال روحي يزخر في الأعماق”.

ويتساءل مارسيل “هل تستطيع أمسية موسيقية على أرض المعهد الموسيقي الوطني أن تخلصني من نقل أشياء عديدة ترمي بوزنها على الذاكرة، كما على الجسد والروح. وليس لعلاقة الانتماء التي تربطني بالكونسرفتوار تلميذا وأستاذا، سوى واحدة من العناصر العديدة التي أعتز وأمجد بها حياتي بلا تردد”.

وتنتهي الأمسية، و تبقى بيروت “في البال”، في بال مارسيل خليفة وبال عشاقه، لتستمر رحلة الفنان في البحث عن آفاق رحبة …البحث عن بيروت في كل العواصم التي يحل بها مدوزنا عوده ومشاعره على أوتار الحرية.

اقرأ أيضا

مدينة سلا تعيش على إيقاع الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 20:40

تحتضن مدينة سلا حاليا فعاليات الدورة 16 للمهرجان الدولي لأطفال السلام الذي تنظمه جمعية أبي رقراق إلى غاية 30 يوليوز الجاري تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم.

إقليم تازة.. حريق بغابة بورد بدائرة أكنول يأتي على حوالي 30 هكتار

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 19:23

أتى حريق اندلع مساء أمس الأربعاء بغابة بورد بمنطقة الشرشارة بجماعة بورد بدائرة أكنول بإقليم تازة على 30 هكتار من الغطاء الغابوي.

السيد أخنوش يشارك في قمة باريس حول “الرياضة والتنمية المستدامة”

الخميس, 25 يوليو, 2024 في 18:30

شارك رئيس الحكومة، السيد عزيز أخنوش، اليوم الخميس بباريس، في قمة “الرياضة والتنمية المستدامة”، التي تنعقد على هامش افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحدث الرياضي العالمي.