بنمسيك.. مركز الترويض الطبي للأشخاص المعاقين السالمية، منشأة أساسية لاستعادة طعم الحياة وحيويتها

الدار البيضاء (بنمسيك) – يعد مركز الترويض الطبي للأشخاص المعاقين بحي السالمية ( عمالة مقاطعات بنمسيك/ الدار البيضاء) منشأة أساسية لتمكين الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة من استعادة طعم الحياة وحيويتها.

هذا المركز، الذي شيد عام 2012 من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية(INDH)، وتديره جمعية إدماج وإعاقة ( l’Association inclusion et handicap ) تتمثل وظيفته في التكفل بالأشخاص في وضعية إعاقة جسدية، بالإضافة إلى تقييم حالاتهم الصحية (الأطفال والبالغين).

وتتوزع خدمات هذه المنشأة الاجتماعية والطبية، والتي تستقبل يوميا العديد من الأشخاص من الدار البيضاء وخارجها، حسب مختلف الاحتياجات أو حالة المريض.

مركز بكل مواصفات العلاج والتأهيل الجسدي والمعنوي، والذي يتردد عليه يوميا العشرات من الأشخاص أملا في استعادة حركية الجسم كاملة، وضمان نوع من الاستقلالية التي تحرر من إكراهات عديدة تفرضها حالات الإعاقة.

في هذا الصدد أبرز مدير مركز الترويض الطبي والتأهيل السالمية بالدار البيضاء ( Le Centre de rééducation pour les personnes handicapées de Casablanca ) الدكتور يوسف اليوبي، في تصريح لقناة M 24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المركز جرى تشييده من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2012، وتم تدشينه في الخامس من شهر دجنبر من السنة نفسها، واستقبل أول مريض في 5 فبراير عام 2013.

وقال هذا الطبيب المتخصص في الطب الفيزيائي وإعادة التأهيل، إن المركز المقام على مساحة تبلغ 2500 متر مربع (5 طوابق) يقدم خدمات لها علاقة بالترويض من قبل طاقم طبي وشبه طبي وإداري ( 40 فردا) .. خدمات استشفائية بعين المكان، وخدمات أخرى تتعلق بـأشخاص يترددون على المركز لإجراء حصص الترويض ويغادرون.

وأوضح أن الأمر يتعلق بخدمات تغطي بشكل خاص، الحسي الحركي، الترويض، تقويم النطق، الاستشارات الطبية (الطب الفيزيائي)، استشارات طبية متعددة الاختصاصات.

من جهته أبرز السيد عبد القادر حوسني رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة مقاطعات بنمسيك ( الدار البيضاء)، أن المركز، الذي تم تدشينه من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2012، يشتغل منذ ذلك الوقت بطاقة استيعابية كبيرة.

وبعد أن أشار إلى أن المركز أصبح له صيت كبير على الصعيد الوطني، قال إن كل الأشخاص بعمالة بنمسيك، الذين يقومون بعمليات الترويض، يستفيدون من خدمات هذا المركز، بل أكثر من هذا هناك أكثر من 1500 شخص يستفيدون من هذه الخدمات.

وحسب السيد حوسني، يتم دعم هذا المركز سنويا من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كي يتكفل بالأشخاص المعوزين بشأن عمليات الترويض.

ومن أجل ضمان جودة عملية التكفل بالمرضى برمتها، يتم تنظيم استشارات متعددة التخصصات (اجتماعات استشارية متعددة التخصصات)، بمشاركة العديد من الهيئات بما في ذلك أطباء الأعصاب وأطباء الأطفال، وأطباء جراحة الأطفال، وجراحي العظام، والمتخصصين في علم النفس ، وأخصائيي العلاج الطبيعي، وذلك من اجل اتخاذ قرار جماعي بالتشاور مع جميع المتخصصين .

وخلال زيارة لمختلف أقسام المركز، لم يخف بعض المرضى ارتياحهم بشأن الخدمات المقدمة والاستقبال الجيد الذي يحضون به.

من ضمن هؤلاء (يونس/ 30 سنة)، والذي يعاني من إعاقة على مستوى رجليه ( شلل نصفي)، حيث أكد أنه يشعر بتحسن كبير على مستوى حالته الصحية، وذلك منذ أن بدأ حصص الترويض بالمركز من أجل العلاج وإعادة التأهيل.

وتبقى الإشارة إلى أن مهمة المركز الأساسية تتمثل في التكفل بالأشخاص الذين يوجدون في وضعية إعاقة من أجل تمكينهم من الوصول إلى المستوى الوظيفي الأمثل ، واستعادة قدراتهم الوظيفية.