بعد العاصفة، سكان نيويورك يحاربون الثلوج بقوة القانون

بقلم .. عزيز الرامي

نيويورك – بعد هبوب عاصفة ثلجية استثنائية، تسببت في تكون طبقة ثلوج سميكة تفوق 60 سم بولاية نيويورك، شرع سكان المدينة وضواحيها، اليوم الأحد، في مهمة متعبة لكن ممتعة، أي إزالة الثلوج عن الطرقات والممرات الخاصة، والتي تعتبر مهمة إجبارية بقوة القانون.
بآلاتهم الكهربائية لإزالة الثلوج، أو بالمعاول بالنسبة للأقل ثراء منهم، قضى سكان نيويورك ساعات يوم الأحد المشمسة، عقب عاصفة شديدة القساوة، في إزالة أكوام الثلوج المتراكمة بالطرقات ومداخل المباني، وفوق السيارات أيضا.
وتحظى هذه المهمة، التي تعتبر في الغالب من اختصاص رب الأسرة، بإقبال كبير أيضا من لدن الأطفال، الذين ينتهزون الفرصة لممارسة بعض ألعابهم المفضلة، من قبيل تشكيل تماثيل “رجل الثلج”، أو التراشق بالكرات الثلجية، فيما يعمل الأقل ميلا إلى المغامرة على الاستلقاء على الثلج ورسم فراشات باستعمال حركات الرجلين واليدين.
وأبرز إدوارد غارلتون، الذي شرع منذ ساعات الصباح الأولى في تمهيد الممر الخاص المؤدي إلى منزله ببلدة لارشمونت الواقعة بالقرب من الحدود مع ولاية كونيكتيكت أنه كان ينتظر بفارغ الصبر القيام بهذا العمل منذ عدة أسابيع.
وأسر في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بفخر بالكاد يخفيه، أنه “أعد العدة لكل شيء”، مضيفا أنه قام بإصلاح آلة إزالة الثلج وتجريبها عدة مرات قبل بداية دجنبر، كما اقتنى معولا خاصا بالأماكن التي يصعب وصولها بالآلة.
وأضاف أنه مولع جدا بهذه العملية الشتوية لدرجة أنه قرر إزالة الثلوج عن ممرات جيرانه وعن جزء من الطريق العام على غرار السنوات الماضية، معتبرا أن الأمر يتعلق بمبادرة لإظهار “حسن الجوار” وتقديم مساعدة “لا تكلف شيئا” إلى السلطات المحلية.
على بعد عدة منازل، أقر مارتان سنيفلي، فرنسي عاش لسنوات بولاية تكساس قبل الرحيل إلى نيويورك قبل أقل من تسعة أشهر، انه يجد صعوبة كبيرة في التأقلم مع نمط حياته الجديد.
وقال إنها “حياة وتجارب جديدة كليا بالنسبة لي”، موضحا أنه لا يتقن بعد استخدام آلة إزالة الثلوج، ما تطلب منه “نصف ساعة للتمكن من التحكم في هذه الآلة، القوية أكثر مما تبدو عليه”.
كما تعتبر إزالة الثلج مهمة إجبارية بموجب قانون ولاية نيويورك، حيث يلزم السكان بفتح الطرقات الخاصة المؤدية إلى منازلهم قبل الساعة 11 صباحا، تحت طائلة الحصول على غرامات تصل إلى 300 دولار في بعض المقاطعات.
وينتهز أطفال سنيفلي، برفقة أقرانهم، الفرصة من أجل الاستمتاع بالتزحلق على تلة صغيرة مغطاة بالكامل بالثلج، بينما شرع أطفال آخرون في تشكيل تماثيل “رجل الثلج”، التي غالبا ما تنهار أو يتم تخريبها من طرف الأطفال أنفسهم، والشروع في بناء أخرى جديدة.
لكن من يهتم، فهؤلاء الجنود الصغار بسراويلهم وملابسهم الثقيلة التي تحميهم من البرد القارس، يمرحون بالثلج، تحت انظار آبائهم، الذين يعيشون من خلال الأبناء ذكريات الطفولة، وأحيانا ينخرطون معهم في معارك بكرات الثلج.