بعد أن فرقتهما السياسة.. جائزة نوبل للسلام 2014 تجمع بين الهند وباكستان لفائدة رعاية الطفولة

بعد أن فرقتهما السياسة.. جائزة نوبل للسلام 2014 تجمع بين الهند وباكستان لفائدة رعاية الطفولة

الثلاثاء, 14 أكتوبر, 2014 - 11:44

نيودلهي- تشاء الأقدار أن يحصل على جائزة نوبل للسلام للعام 2014 ناشطان حقوقيان ينتميان إلى كل من الهند وباكستان، الدولتان الجارتان اللتان فرقت بينهما السياسة وأشياء أخرى، منذ تاريخ استقلال القارة شبه الهندية عن التاج البريطاني في سنة 1947 .

ولا شك أن حصول الناشط الهندي في مجال حقوق الطفل، كايلاش ساتيارثي، على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الباكستانية ملالا يوسف، يأتي كنقطة ضوء وبارقة أمل تنكشف من بين غيوم العلاقات السياسية المتدهورة بين سلطات نيودلهي وإسلام آباد، خاصة في ظل التصعيد الأخير بين الطرفين وتبادلهما إطلاق النار على الخط الفاصل بينهما في إقليم جامو وكشمير.

وأثبت حصول هذين الناشطين الحقوقيين على جائزة نوبل للسلام أن الكفاح والنضال من أجل غايات إنسانية يتغلب أحيانا على إكراهات السياسة وتعقيداتها.

وحرصت لجنة جائزة نوبل على تأكيد وعيها بالأزمة الدائرة بين الهند وباكستان، مشددة على أنه من الواجب على الفائزين بالجائزة، كايلاش (الهندوسي)، وملالا (المسلمة)، أن يتحدا في نضال مشترك لفائدة الطفولة المحرومة من الحرية والتعليم، ضد أساليب الاستغلال الاجتماعي وفي مواجهة مظاهر التطرف.

وفي هذا الصدد، يكتسب خيار لجنة نوبل للسلام أهمية كبيرة في ظل ما يشهده العالم من عنف يطال الأطفال في عدد من مناطق التوتر في العالم، بدءا بالعدوان على غزة والأحداث الأليمة التي تعيش على وقعها الأراضي السورية والعراقية والليبية، وانتهاء بقيام جماعة (بوكو حرام) المتشددة بخطف 276 تلميذة في نيجيريا.

وفي سبيل انتشال عشرات الآلاف من الأطفال من العبودية في الهند، خاض كايلاش ساتيارثي، الذي ترك عمله في الهندسة لينكب على العمل الاجتماعي، نضالا مستمرا منذ أزيد من ثلاثين عاما، بعزيمة كبيرة ومن دون ضجيج.

ونقلت وسائل الإعلام عن ساتيارثي (60 عاما) المنحدر من ولاية ماديا براديش قوله، بعد حصوله على الجائزة، “أتقدم بالشكر الجزيل للجنة نوبل لاعترافها بالوضع البائس لملايين الأطفال الهنود الذين يعانون”، مضيفا “هذا شرف لكل مواطني الهند. سأواصل عملي من أجل مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال”.

وأكد ساتيارثي، وهو رئيس حركة “المسيرة الشاملة ضد عمل الأطفال” (غلوبال مارش اغينست تشايلد ليبر)، التي تضم نحو ألفي جمعية وحركة اجتماعية في نحو 140 بلدا، أن الجائزة هي تتويج لجهود مضنية قام بها في مجال حقوق الطفل.

وأضاف أنه قاد مظاهرات ضد استغلال الأطفال، كانت كلها سلمية حسب “مبادئ غاندي”، مشيرا إلى أن وعيه بهذه المشكلة بدأ في سن السادسة عندما رأى صبيا من عمره على درج المدرسة وهو منهمك في مسح الأحذية مع والده.

وأكد أنه بعدما رأى عدد الأطفال الذين يعملون بدلا من الذهاب إلى المدرسة، لمس ضرورة الالتزام من أجل وقف هذه الآفة، قائلا “أرى في كل ذلك اختبارا. إنه امتحان أخلاقي يجب اجتيازه وهو الوقوف في وجه مثل هذه الآفات الاجتماعية”.

وقد بدأ ساتيارثي نشاطه بتنظيم حملات في عدد من المصانع وورشات العمل بالهند، بهدف تحرير عائلات بأكملها مجبرة على العمل مع أطفالها من أجل تسديد قروض حصلت عليها. وهذه العائلات التي تستغل ولا تستطيع تسديد دينها، كانت تباع في أغلب الأحيان إلى أرباب عمل آخرين.

أما الباكستانية ملالا يوسف، فهي صبية أصيبت في الرأس برصاصة أطلقها عليها أحد عناصر حركة طالبان قبل عامين لمطالبتها بحق الفتيات في التعليم.

وقال رئيس لجنة نوبل للسلام، ثوربيورن ياغلاند، لدى إعلان الجائزة، إن “ملالا فازت بعدة جوائز أخرى وأظهرت نضجا كبيرا”، مضيفا أن “ملالا أظهرت، رغم سنها الصغيرة، أن الأطفال والشباب يمكن أن يساهموا أيضا في تحسين الظروف التي يعيشون فيها”.

وأضاف أنه “بذلك تكون ملالا أصغر من يحصل على نوبل في تاريخ هذه الجائزة منذ 114 عاما”، مشيرا إلى أنه “عند إعلان نتائج جائزة نوبل للسلام، كانت ملالا في مدرستها بالعاصمة لندن”.

وقد عملت ملالا على مدى سنوات من أجل تشجيع تعليم الإناث، حيث واجهت بعض التقاليد الاجتماعية القاسية في مناطق نائية محافظة في بلدها باكستان، وكذا توجهات المتشددين الإسلاميين المتأثرين بحركة “طالبان” الأفغانية، التي كانت تحظر تعليم البنات في سنوات حكمها.

وتعيش ملالا حاليا برمنغهام وسط إنجلترا. ومنذ رحيلها من باكستان، شاركت في عدة مؤتمرات دولية دعت فيها إلى السلام وتعليم الأطفال، مطالبة قادة العالم ب “إرسال الكتب وليس الأسلحة” إلى البلدان الفقيرة، كما دعت الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان إلى مقابلة أولياء التلميذات المخطوفات من قبل جماعة (بوكو حرام) المتطرفة.

 

-(من المراسل الدائم للوكالة بنيودلهي: سعد أبو الدهاج)-

اقرأ أيضا

التوقيع على محضر اتفاق بين وزارة الصحة ونقابات القطاع

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:56

وقع وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت طالب، بتفويض من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، اليوم الثلاثاء، محضر اتفاق بين الوزارة والنقابات الممثلة في قطاع الصحة.

السيد لقجع يؤكد على أهمية إصلاح قانون المالية لجعله إطار رائدا لتدبير الميزانية

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 21:40

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، اليوم الثلاثاء بمجلس المستشارين، على أهمية إصلاح القانون التنظيمي لقانون المالية لجعله إطارا تنظيميا رائدا لتدبير الميزانية العامة للدولة.

مجلس المستشارين يختتم بعد غد الخميس دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024

الثلاثاء, 23 يوليو, 2024 في 19:54

يعقد مجلس المستشارين، بعد غد الخميس، جلسة عامة تخصص لاختتام دورة أبريل من السنة التشريعية 2023-2024.