بروكسيل .. قمة أوروبية لبحث أزمة اللاجئين

إعداد : محمد حميدوش

بروكسيل- يلتئم، اليوم الخميس ببروكسيل، رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الأوروبي في قمة تخصص أساسا لبحث أزمة اللاجئين، وتنفيذ المبادرات ذات الأولوية المدرجة في الأجندة الأوروبية في مجال الهجرة.

وتأتي هذه القمة، التي ستنطلق أشغالها في الساعة الرابعة من زوال اليوم، بعد ثلاث أسابيع من انعقاد اجتماع استثنائي لقادة الدول الأعضاء ال28 الذي خصص لتدارس أزمة المهاجرين التي ما فتئت تتفاقم على الرغم من الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء من أجل الحد من تدفق اللاجئين.

وإذا لم يتم اتخاذ أي قرار ملموس، سيكون هذا الاجتماع مناسبة للشروع في إجراء أول تقييم للتقدم الذي أحرزه تنفيذ التدابير المقررة خلال القمة الخاصة التي انعقدت في 23 شتنبر الماضي، وتلك التي سبق اتخاذها لكن بالكاد يتم تطبيقها من قبل الدول الأعضاء.

كما ستشكل مناسبة للتفكير في حلول جديدة لأزمة اللاجئين التي بدأت منذ الصيف والتي تضع القيم الأساسية لأوروبا على المحك.

وكتب رئيس مجلس أوروبا دونالد طاسك، في رسالة خاصة بدعوة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي لهذه القمة، “علينا أن نتساءل إذا كانت القرارات التي اتخذنها حتى الآن وتلك سنتخذها كافية للتطويق موجة جديدة من الهجرة (…) والإجابة على تساؤلات جدية تهم أساليب عملنا”.

وستتمحور النقاشات، أساسا، خلال هذه القمة حول مستقبل نظام دبلن الجاري العمل به حاليا، وحول تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

وسيتطرق القادة الأوروبيون إلى إمكانية إصلاح نظام دبلن والذي يقضي بأن البلد الأول الذي من خلاله تم الولوج للاتحاد الأوروبي هو الذي يتعين عليه معالجة طلبات اللجوء أو إعادة إرسال المهاجرين إلى بلدهم الأصلي. كما سينكبون على أجرأة “النقاط الساخنة” المرتقبة بإيطاليا واليونان من أجل التمكن من إعادة نقل اللاجئين المحتملين نحو البلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى، وسيناقشون مراقبة حدود الاتحاد الأوروبي والمشاريع المزمع بلورتها في هذا الإطار.

وفي سياق متصل بأزمة الهجرة، سيتم أيضا تناول التحضير لقمة لافاليت التي سيلتئم خلالها قادة عدة دول إفريقية ونظرائهم الأوروبيين يومي 11 و12 نونبر القادم.

وفي أفق انعقاد هذا الاجتماع، تلتزم المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء بالاتحاد ال28 بخلق صندوق لجمع 1,8 مليار أورو موجه للتصدي للأسباب الجذرية للهجرة بإفريقيا.

وعشية هذه القمة الأوروبية، أبرز رئيس الجهاز التنفيذي الأوروبي، جان كلود جانكر، أن المفوضية الأوروبية حققت نتائج ملموسة في ما يخص تنفيذ المبادرات ذات الأولوية في الأجندة الأوروبية في مجال الهجرة، ولكن تنتظر من الدول الأعضاء أن تبذل المزيد من الجهود.

وحث جانكر الدول الأعضاء على الوفاء بتعهداتها المتعلقة بتقديم مساهمات مالية من أجل مواجهة أزمة الهجرة و”الانتقال من الأقوال إلى الأفعال”.

وخلال القمة الأوروبية التي عقدت يوم 23 شتنبر الماضي، كانت الدول الأعضاء وعدت بتقديم دعم يصل إلى 500 مليون أورو لفائدة الوكالات الإنسانية الأممية لمساعدة اللاجئين في البلدان المجاورة لسورية.