برنامج التأهيل الحضري لأحياء الدار البيضاء..إدماج النسيج الحضري في الدينامية السوسيو اقتصادية التي تعرفها المدينة

الدار البيضاء – تشكل المشاريع التنموية المهيكلة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، اليوم الخميس بالدار البيضاء، رافد أساسيا وحيويا للنهوض بالنسيج الحضري، وإدماجه في دينامية التنمية السوسيو- اقتصادية التي تعرفها المدينة على كافة المستويات. وتعكس هذه المبادرات التنموية، التي تستهدف شريحة اجتماعية واسعة، الاهتمام الراسخ الذي ما فتئ يوليه صاحب الجلالة للفئات الاجتماعية الهشة، وعزم جلالته الثابت على تمكينهم من إطار عيش أفضل والولوج للخدمات الأساسية والبنيات الاجتماعية للقرب.

وتروم مثل هذه المشاريع التي تهم إعادة الهيكلة والإدماج الحضري لحيي “الهراويين الشمالية” و”سيدي أحمد بلحسن” التي أعطى جلالة الملك انطلاقتها اليوم بعمالة مقاطعات مولاي رشيد، تحقيق رؤية مندمجة ومتكاملة للتطور العمراني والمجالي للحيين، وتجاوز مجموعة من الاكراهات المرتبطة بالنقص الذي كانا يشكوان منه في ما يتصل بالتجهيزات الأساسية.

كما ستسمح بمواكبة توسيع النسيج الحضري للعاصمة الاقتصادية من خلال تحسين ظروف السلامة الصحية لساكنة بعض الأحياء ناقصة التجهيز، والارتقاء بجاذبية المدينة، وتعزيز أمن الأشخاص والممتلكات، وحماية البيئة، ضمن تنمية سوسيو- اقتصادية مستدامة ومتناغمة على مستوى جهة الدار البيضاء سطات.

ويقوم برنامج إعادة الهيكلة والإدماج الحضري لحيي “الهراويين الشمالية” و”سيدي أحمد بلحسن” على تصور شامل يهدف إلى تعميم ربط الأحياء المستهدفة بشبكات الماء الشروب والكهرباء والتطهير، وتقوية الشبكة الطرقية وتعزيز ربطها بمختلف أرجاء المدينة، والإدماج العمراني للسكن ناقص التجهيز، في إطار نسيج حضري مهيكل عن طريق تحسين الواجهات ومعالجة الاختلالات العمرانية والإدماج الاجتماعي لقاطني هذه الاحياء من خلال إنجاز البنيات الأساسية ذات الصلة من مدارس ومرافق صحية ومراكز اجتماعية وثقافية وملاعب رياضية.

كما يروم هذا التصور إدماج الأحياء المعنية في الدورة الاقتصادية عبر خلق أنشطة مدرة للدخل وإعطائها وظائف جديدة، وتحفيز إدماج شباب الأحياء التي تعاني من الهشاشة في الحياة العملية عن طريق تكوينهم وتطوير قدراتهم ومهاراتهم المهنية.

وعلاوة على ذلك يسعى هذا البرنامج إلى تحسين وسط العيش والمحيط البيئي من خلال ترصيف الأزقة وبناء ساحات عمومية وخلق مساحات خضراء وتعزيز خدمات النظافة وجمع النفايات المنزلية، وحماية التجمعات السكانية المستهدفة من خطر الفيضانات ومعالجة النقط التي تعاني من بعض التشوهات المجالية وإحداث فضاءات ترفيهية ورياضية للمساهمة في صقل مواهب الشباب والأطفال وإبراز مؤهلاته، وتمكين هذه الاحياء من بنية مؤسساتية متكاملة تضم جميع المرافق الأساسية.

وانسجاما مع هذه المبادرات التنموية الرامية إلى الإرتقاء بالعاصمة الاقتصادية إلى مصاف الحواضر الكبرى، يأتي تدشين جلالة الملك أيضا بعمالة مقاطعات بن مسيك (جهة الدار البيضاء- سطات)، لملعب رياضي، أنجز في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية باستثمار إجمالي قدره 4ر7 مليون درهم، تجسيدا جديدا لسياسة القرب الاجتماعي التي ينهجها جلالته من اجل توفير كافة المرافق الرياضية رهن إشارة فئات واسعة من الاطفال و الشباب وبكافة التراب الوطني.

وتروم هذه النواة الرياضية الجديدة التي ستعزز المرافق الرياضية بالمدينة، تطوير الملكات الرياضية للأطفال والشباب، ومحاربة الانحراف والإدماج السوسيو- رياضي للساكنة المستهدفة، وذلك من خلال ولوج أوسع للتجهيزات والخدمات الأساسية.

كما تتوخى هذه المنشأة الحيوية الارتقاء بظروف ممارسة الرياضة، بعمالة مقاطعات بن مسيك والنهوض بالأنشطة الرياضية على المستوى المحلي، وتحفيز الاندماج الاجتماعي وتفتح الأشخاص المستهدفين في آن واحد، وبروز نخبة رياضية قادرة على الدفاع عن الألوان الوطنية.

وتأتي هذه المشاريع المهيكلة جميعها لبعث دينامية جديدة في القاعدة السوسيو- اقتصادية لجهة الدار البيضاء-سطات، وتعزيز تموقعها، وتحسين ظروف عيش ساكنتها، وحماية بيئتها.