برنارد لافيي، المسافر الأبدي الذي يجسد روح “موازين .. إيقاعات العالم”

(أمل التازي)

الرباط – خلال أول مشاركة له في مهرجان “موازين”، طبع المغني الفرنسي الملتزم بيرنارد لافيي، أو المسافر الأبدي بحثا عن أصوات جديدة لإغناء رصيده الموسيقي الهجين، على حضور متميز في التظاهرة، جسده حفل للذكرى يجسد بالفعل روح التنوع التي تكمن خلف عنوان “إيقاعات العالم”.
بكاريزميته الطافحة وصوته الأخاذ وإتقانه للعزف على عدة آلات موسيقية، وخصوصا القيثار، سافر بيرنارد لافيي، أمس الثلاثاء بالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، بجمهوره إلى عوالم موسيقية يصنعها مزيج خلاق من الأساليب (الأغنية الفرنسية، الروك، الصالصا، الريكي وغيرها)، كثمرة لتأثره بعدة تيارات، لاسيما أمريكية لاتينية وإفريقية.
بغنائه المنفرد مصحوبا بالعزف على القيثار أو رفقة مجموعته على إيقاع سمفونية من الأنغام الممثلة لتنوع الأساليب (ساكسوفون، كمان، تشيلو، البيركسيون … وغيرها)، أبهر الفنان جمهور المسرح سواء بسحر موسيقاه، التي تجمع بين الفرح والشجن، كما برسائله القوية التي تصدرها أغان تندد بالعنصرية والبؤس والحروب ومختلف أشكال الظلم.
وأكد بيرنارد، مقدما أمام جمهور حاشد، أغنيته “إنها حياة أعرفها”، عزمه على مواصلة الغناء ضد الدكتاتورية والعنصرية، طالما أنه كلما وجدت أزمة تم البحث عن كبش فداء، في إشارة منه الى القلق الناجم عن تصاعد النفوذ الانتخابي لليمين المتطرف.
وبعد أن انتقى الفنان قطعا من عناوينه الناجحة منذ البدايات وحتى البوماته الأخيرة، بلغ العرض ذروته بأغنيته “يد من ذهب” التي كان يفترض أن تنهي الحفل قبل ان يلبي بيرنارد الحاح جمهوره ويعود ثلاث مرات مؤديا قطعا أخرى من قبيل “مرة أخرى على الطريق” و”ميلودي” و”أن تواصل العيش”.
بيرنارد لافيي، المزداد في سانت ايتيان (فرنسا) سنة 1946، جاب مختلف بقاع العالم وسنه لا يتجاوز 19 سنة بداية من البرازيل، ونيويورك، إلى جامايكا، السنغال و الكونغو.
وفيما يتضمن ألبومه الأول، “الشعراء”، أغاني ذات كلمات قوية ومعبرة، يتميز ألبومه الأخير الصادر سنة 2013 بمزيج مدهش لشخصية هامشية وطوباوية نابعة من نبض الشعب.
ويستضيف مهرجان “موازين .. إيقاعات العالم”، المتواصلة فعالياته حتى السابع من يونيو المقبل بالعاصمة الرباط، حوالي 1500 فنان، من بينهم أكبر الأسماء في الساحة العالمية والمغربية والعربية.