برقية ولاء وإخلاص مرفوعة الى جلالة الملك بمناسبة اختتام أشغال الدورة العادية السابعة عشرة للمجلس العلمي الأعلى

الرباط – توصل الديوان الملكي ببرقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى ، وذلك بمناسبة اختتام أشغال الدورة العادية السابعة عشرة للمجلس بفاس (13-14 دجنبر).

وجاء في البرقية “يتشرف خديمكم المطيع الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى ، أن يرفع أصالة عن نفسه ونيابة عن علماء مملكتكم الشريفة أعضاء المجلس العلمي الأعلى الى مقامكم العالي بالله أزكى آيات الطاعة والولاء، وأسمى عبارات الإخلاص والوفاء”.

وعبر أعضاء المجلس في هذه البرقية عن “تجندهم الكامل وراء جلالتكم الشريفة، مستهدين بأنوار توجيهاتكم السامية الرامية إلى الارتقاء بالاشتغال الديني في أفق استدامة الطمأنينة الناشئة عن توفير أسباب استمرار أنموذج التدين السمح الذي ضمن استقرار مملكتكم الشريفة”.

ومما جاء في البرقية أيضا “إن علماء مملكتكم الشريفة وهم يجتمعون في هذه الدورة، لينخرطون في مشروع جلالتكم من خلال جدول أعمالها لتأهيل آليات اشتغال الحقل الديني والارتقاء بها خاصة منها المساجد بما هي في مركز عنايتها وبؤرة اشتغالها، دفعا لكل صور التشويش والمنازعة التي تستهدفها وتحصيلا لحضورها من خلال قوة عطائها، عطاء في سياق الانضباط لمقومات هويتها، ضمانا لاستمرارية تميزها وصلا لحاضرها المجيد بماضيها التليد والذي قلتم عنه في درة من درر أقوالكم “لقد كان المغرب خلال تاريخه الحافل المجيد حصنا منيعا وقلعة عالية للإسلام، وإننا لحريصون على أن يبقى – كما كان- البلد الذي يتمثل فيه الدين راسخا قويا باعتباره أساس مكونات هويتنا ومقومات شخصيتنا”.

وتابعت البرقية “إن علماء مملكتكم يا مولاي من منطلق وعيهم بالتحديات الكبرى التي تستهدف الوطن في وحدته، وفي تماسك مكوناته، ليؤكدون تعبئتهم الكاملة وراء سديد نظركم لتقوية معاني الترابط التي تجمع المغاربة وراء ولي أمرهم ضامن اجتماعهم ورمز وحدتهم، اصطفافا يرونه جزءا من مقتضيات البيعة التي تجمعهم بكم”.

وأكدت البرقية أن العلماء “ليستوعبون أساس اختياراتكم بشأن قضايا وطنهم بل وينخرطون في دعمها إيمانا منهم بأويكم فيها إلى ركن شرعي شديد تستمدونه من عمق انتمائكم لجدكم المصطفى صلى الله عليه وسلم ويقينا منهم باستنادكم فيها إلى أساس عقلي متين تؤسسونه على مقتضيات نظر مصلحي محنك بالتجارب والمشاورات، تجاوزتم بسببه حدود مملكتكم للانخراط المتبصر في حل مشاكل الجوار إفريقيا أو غيره ، مما اضطرت معه كثير من الجهات للخضوع إلى حكمتكم فيه”.

وأضاف أعضاء المجلس العلمي الأعلى ” إنكم يا مولاي تغرون بتفانيكم علماء مملكتكم لتتكاثف جهودهم بمعية علماء الجهات التي هي ألصق منهم بتلك التحديات على جعل العناية بها جزء من برامج اشتغالهم تأسيا منهم بكم في توسيع دائرة الاطمئنان لأبعاد ما تؤسسون عليه صوابية اختياراتكم”.

وخلصت البرقية إلى أن “علماء المغرب ليجددون العهد لجلالتكم على التفاني في تأدية رسالتهم التنويرية بغاية الحكمة المراعية لطبيعة الصيرورة التاريخية ، حريصين على تعميق القبول بمعاني العمل المؤسسي المراعي لمقتضيات الاجتماع الذي لا يتصور انتظامه دون إمامة حريصة على الخير كما هو شأن إمامتكم الحانية، حتى يظل المغرب بإذن الله متميزا بتعاون أمرائه وعلمائه كما هو شأنه عبر تاريخه”.

وتوجه أعضاء المجلس العلمي الأعلى بالدعاء إلى الله تعالى بأن يبارك جهود جلالته وأن ينجح مساعيه ويصلح أعماله ويحقق آماله ويديم لجلالته النصر والتمكين والعز والفتح المبين “قرير العين ببشير السعد وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير الجليل المحبوب مولاي الحسن مشدود الأزر بصنوكم السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد”.