بالمائة من الأمهات فقط يرضعن أطفالهن لمدة ستة أشهر (رئيسة مصلحة طب وإنعاش المواليد)

(أجرت الحوار فاطنة خراز)

الرباط – قالت البروفسور أمينة بركات ، رئيسة مصلحة طب وإنعاش المواليد بالمركز الاستشفائي ابن سينا بالرباط ، إن 15 في المائة فقط من النساء يرضعن أطفالهن لمدة لا تتجاوز ستة أشهر، معتبرة هذه النسبة ضعيفة ومؤسفة خاصة وأن الرضاعة المبكرة والطبيعية تعد سلسلة مهمة ضمن سلاسل حياة حديثي الولادة.
وأوضحت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب تحت شعار”لننقذ 10 آلاف رضيع”، التي تنظمها جمعية سلاسل الحياة، تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب، أهمية حليب الأم في وقاية الرضيع والتقليص من مؤشرات وفاة الرضع ، علما أن المنظمة العالمية للصحة تحث على أن تكون الرضاعة الطبيعية لمدة ستة اشهر بواسطة حليب الأم فقط لا غير مبرزة أن وزارة الصحة والعاملين في القطاع الصحي يعملون على تشجيع الرضاعة المبكرة عبر التوعية والتحسيس والتكوين.
وأشارت إلى العدد الكبير لوفيات الأمهات والرضع والإعاقات المسجلة في أوساط حديثي الولادة، وهو الأمر الذي يتطلب تعبئة جميع المتدخلين خاصة المجتمع المدني من أجل التقليص من مؤشرات الوفاة، وعلى هذا الأساس، تركز “جمعية سلاسل الحياة” في معركتها المتواصلة على أن احترام ممارسات بسيطة ومهمة في آن واحد من شأنها إنقاذ حياة آلاف الأمهات والرضع وتقليص نسبة الوفيات ب75 بالمائة.
وأوضحت البروفسور أمينة بركات ،أن “النظافة ، والتدفئة وتسهيل التنفس ، والرضاعة” ، هي سلوكات بسيطة وسهلة ، وخلل بسيط في إحداها يسبب وفاة الأم ورضيعها أو في إعاقة الرضيع ، لهذا يبقى دور التوعية والتحسيس والوقاية أفضل السبل لننقذ ونقلص من حجم هذه الأرقام المخيفة مشيرة إلى أن وزارة الصحة في هذا السياق جعلت سنة 2014 ، سنة العمل على التقليص من عدد وفيات الأمهات والرضع، خاصة وفيات الرضع التي لازالت تطرح إكراهات كبيرة نظرا للخصاص المسجل على الصعيد الوطني في مجال طب وانعاش المواليد.
وفي هذا السياق أشارت إلى أن الوزارة تعمل حاليا بتنسيق مع مجموعة من الأطر الطبية من أجل خلق شعبة للممرضين مختصة في طب وإنعاش المواليد سترى النور قريبا كما أن كلية الطب والصيدلة أحدثت شعبة لطب وإنعاش المواليد ، هذا التخصص الذي يعد جد مكلف ، حيث يكلف رضيع ولد قبل الأوان وبقي مدة عشرة ايام في قسم الإنعاش ، ما يناهز 300 ألف درهم.
وفي إطار تشجيع الرضاعة المبكرة ، أوضحت البروفسور بركات ، بصفتها نائبة رئيسة الجمعية المغربية لتشجيع الرضاعة ، أن الجمعية وفي إطار حملة “سلاسل الحياة” ، ستنظم قريبا حملة وطنية لتشجيع الرضاعة تتضمن لقاءات تحسيسية ودورات تكوينية لفائدة العاملين في القطاع الصحي من ممرضين وقابلات بهدف المساهمة في نشر ثقافة الوعي بأهمية حليب الأم والرضاعة المبكرة وسط النساء مضيفة أنه في هذا الصدد سيتم توزيع كتيب جيب يضم إرشادات موجهة للنساء خلال فترة الحمل وأثناء الولادة وبعد الولادة لتشجيعهن على الرضاعة.
من جهة ثانية، أشارت رئيسة مصلحة طب وإنعاش المواليد بالمركز الاستشفائي ابن سينا ، أن المركز الذي يعد أكبر مركز لطب وإنعاش المواليد بالمغرب ، يسجل سنويا 19 ألف ولادة ، ويضم 55 سريرا لإنعاش وتطبيب المواليد منها 12 سريرا للإنعاش ، و11 سريرا للعناية المركزة ، و32 سريرا للعناية الخفيفة ،ويفحص أكثر من 15 ألف طفل سنويا يشرف عليه ثلاثة أطباء متخصصين وطاقم طبي من الطب العام والممرضين.
وأضافت أن عدد وفيات الأطفال بالمركز تقلص خلال السنوات الأربعة الأخيرة من 350 في الألف إلى ما بين 180 و200 في الألف حاليا ويرتقب أن يتقلص إلى 150 في الألف بفضل الجهود التي تبذلها مديرية المستشفى بتعاون مع الوزارة الوصية.