آخر الأخبار
اليوم الوطني للمقاومة .. مناسبة لاستحضار أطوار الكفاح البطولي لملحمة الاستقلال الذي خاض غماره العرش والشعب

اليوم الوطني للمقاومة .. مناسبة لاستحضار أطوار الكفاح البطولي لملحمة الاستقلال الذي خاض غماره العرش والشعب

الأربعاء, 15 يونيو, 2016 - 10:56

عبد اللطيف الحربيلي

  الرباط- يخلد الشعب المغربي، وفي طليعته أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، يوم 18 يونيو الجاري الذكرى ال62 لليوم الوطني للمقاومة المقرونة باستشهاد البطل محمد الزرقطوني (18 يونيو 1954) والذكرى ال60 للوقفة التاريخية لبطل التحرير وأب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس، طيب الله ثراه، أمام قبر الشهيد.

 وتشكل هذه الأحداث البطولية مناسبات وطنية لاستحضار أطوار الكفاح البطولي لملحمة الاستقلال الذي خاض غماره العرش والشعب، وتجسيدا لقيم الوفاء لأرواح الشهداء الطاهرة، والإشادة بأعمالهم الجليلة ونضالاتهم الخالدة من أجل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته والحفاظ على مقوماته.

  فبعد إقدام المستعمر على فعلته الشنيعة بنفي بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الكريمة في 20 غشت 1953، معتقدا أنه بذلك سيخمد جذوة الكفاح الوطني، اندلعت ثورة الملك والشعب لمواجهة هذه المؤامرة.

  وهكذا، انطلقت المظاهرات الشعبية وأعمال المقاومة من طرف الفدائيين في كافة ربوع المملكة لتزعزع أركان الوجود الاستعماري، وتضرب مصالحه وتستهدف دهاقنته وغلاته، مستيقنين بعدالة قضيتهم ومستحضرين صبر قدوتهم جلالة المغفور له محمد الخامس، الذي فضل المنفى على أن يرضخ لمخططات المستعمر.

  كما انطلقت شرارة العمليات الأولى لجيش التحرير ضد المستعمر، والتي شكلت حدثا بارزا تعدت أصداؤه حدود الوطن، بسبب ما خلفه من خسائر كبيرة في صفوف المستعمر، التي اهتزت أركانه وأربكت مخططاته من هول وقع الهجومات وضراوة المعارك.

  وجسدت هذه العمليات ملحمة كبرى من ملاحم البطولة والشهامة والإباء وأنبل صور التضحية والوفاء والترابط المتين بين العرش العلوي الأبي والشعب المغربي الوفي في سبيل الذود عن المقدسات الدينية والوطنية وتحقيق الوحدة الترابية.

  وكان الشهيد محمد الزرقطوني في طليعة هؤلاء المقاومين وأحد رجالات هذه الملحمة ورموزها الأفذاذ الذين أسسوا لانطلاق المقاومة، بتنسيق مع رفاقه في الكفاح بمدينة الدار البيضاء، حريصا على تقوية تنظيمات المقاومة وامتداداتها، عاملا بكل جهده بتنسيق وتخطيط مع رفاقه في النضال من أجل تكوين خلايا ومنظمات المقاومة المسلحة بهذه المدينة وبمثيلاتها من مدن المغرب وقراه بإسهام شباب متحمس هب للدفاع عن حرمة الوطن ومقدساته إلى أن لقي ربه شهيدا يوم 18 يونيو 1954 حينما تمكنت سلطات الحماية من إلقاء القبض عليه.

  وهكذا، فضل البطل محمد الزرقطوني الشهادة حفاظا على أسرار المقاومة وتضحية من أجل استمرارها، معطيا بذلك المثال على روحه الوطنية الصادقة وتفانيه في الدفاع عن مقدسات وطنه، وهي روح خالدة جسدها  أيضا الشهداء الأبرار والمقاومون وأعضاء جيش التحرير الأفذاذ عبر كل جهات المغرب، متحملين كل الشدائد وإيمانا منهم بضرورة بزوخ فجر حرية بلادهم واستقلالها وصيانة مقوماتها.

 وكان حتما انتصار إرادة العرش والشعب وعودة بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس محفوفا برفيقه في الكفاح الملك الموحد جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، والأسرة الملكية الكريمة من المنفى في 16 نونبر 1955، مظفرا ومعلنا بشرى انتهاء عهد الحجر والحماية وبزوغ فجر الحرية والاستقلال.

  وقد أبى جلالة المغفور له محمد الخامس إلا أن يجعل يوم 18 يونيو 1954 يوما للمقاومة والتذكير والاعتزاز بتضحيات كل الشهداء الذين استرخصوا أرواحهم فداء للوطن، حيث قام طيب الله مثواه بوقفته التاريخية يوم18 يونيو 1956 أمام قبر الشهيد محمد الزرقطوني، مجسدا جلالة المغفور له قيم الإكبار لتضحيات الشهداء والاعتزاز بنضالات المقاومة.

  وفي هذا السياق، أكدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير  أن جلالة المغفور له محمد الخامس أبى إلا أن يجعل يوم 18 يونيو 1954 يوما للمقاومة والتذكير والاعتزاز بتضحيات كل الشهداء، الذين استرخصوا أرواحهم فداء للوطن، حيث قام طيب الله مثواه بوقفته التاريخية يوم 18 يونيو 1956 أمام قبر الشهيد محمد الزرقطوني رحمة الله عليه، مجسدا قيم الإكبار لتضحيات الشهداء والاعتزاز بنضالات المقاومة.

  وأضافت أن جلالة المغفور له محمد الخامس قال، بهذه المناسبة، “إن الشعب المغربي مفطور على الاعتراف بالجميل، ولن ينسى عمل أولئك الذين كان لهم فضل المقاومة سواء بالسلاح أو اللسان أو المال، وأنه جدير بذكرى المكافحين أمثال محمد الزرقطوني وعلال بن عبد الله أن يخصص لهم يوم يكون أحد أيامنا المشهودة لتكون ذكرى لائقة بنضالهم ناطقة بعظمة كفاحهم”.

  ولذلك، فإن تخليد يوم المقاومة المقرون باستشهاد محمد الزرقوطني يأتي عرفانا بأمجاد ومكارم الشهداء والمجاهدين وإسهاماتهم الخالدة وأدوارهم الرائدة في سبيل الحرية والاستقلال، وما كان ذلك ليتحقق لولا العروة الوثقى التي تجمع على الدوام وإلى الأبد بين الشعب المغربي الوفي والعرش العلوي الأبي.

  كما أن تخليد هذه المناسبات الجليلة يروم التعريف بالموروث الحضاري و الائتمان عليه وإبراز ما يطفح به من دروس بليغة وعبر قيمة في أذهان الأجيال الصاعدة حتى تشب الناشئة على التحلي بقيم الوطنية الصادقة وشمائل روح المواطنة وتتشبع بها في مسيرتها الرائدة في عهد صاحب الجلالة الملك محمد السادس والارتقاء بالوطن في مدارج الحداثة والتقدم في مختلف الميادين والمجالات.

اقرأ أيضا

لحظة تاريخية للصويرة “التي يمكن أن تتحدث أخيرا بمليارات الدراهم” (السيد أزولاي)

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 21:29

أكد أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، في كلمة ألقاها، أمس الثلاثاء بالصويرة، بصفته الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة-موكادور، أن “مدينة الرياح تخطت عتبة تاريخية في 23 يوليوز 2024، مع يومها للمستثمر، الذي يعد محطة فارقة في المسار الطويل الذي استهله الصويريون سنة 1991”.

الرباط.. تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:42

تم اليوم الأربعاء بالرباط، تقديم المنصة الإلكترونية لتلقي وتدبير طلبات الحصول بطاقة شخص في وضعية إعاقة.

وزارة العدل والمديرية العامة الأمن الوطني.. نحو إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة

الأربعاء, 24 يوليو, 2024 في 18:13

وقعت وزارة العدل والمديرية العامة للأمن الوطني، اليوم الأربعاء بالرباط، بروتوكول اتفاق لتأطير وتيسير التعاون بشأن التبادل الإلكتروني للبيانات يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون والشراكة لإرساء إدارة قضائية إلكترونية مندمجة ومتكاملة، تتيح الولوج المشترك للمعلومات بين الطرفين.