النموذج المغربي للعدالة الانتقالية “يفرض نفسه كمرجع على المستويين العربي والاسلامي” (خبير دولي)

النموذج المغربي للعدالة الانتقالية “يفرض نفسه كمرجع على المستويين العربي والاسلامي” (خبير دولي)

الإثنين, 22 سبتمبر, 2014 - 11:03

– أجرى الحوار عبد الله شهبون –

جنيف – اعتبر الخبير الدولي نزار عبد القادر أن النموذج المغربي للعدالة الانتقالية وحماية الحقوق الإنسانية “يفرض نفسه كمرجع لا جدال فيه على المستويين العربي والإسلامي”، مدفوعا بإرادة سياسية واضحة.واستخرج المدير التنفيذي لمعهد جنيف لحقوق الإنسان حصيلة إيجابية بالتأكيد، ولكن أيضا نقدية “للتجربة الأكثر طلبا في منطقة تشهد إعادة تشكيل كلية في مرحلة ما بعد الربيع العربي”.
وأبرز السيد عبد القادر، في حوار خص به وكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الدورة 27 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن “هذه تجربة رائدة تستحق الدراسة بشكل كلي والتعريف بها على نطاق واسع”.
وأضاف أنه لم يكن عبثا أن يستمد عدد كبير من بلدان المنطقة أفضل ما في هذا المسلسل الانتقالي، بما فيها بلدان تونس، واليمن والسودان ولبنان التي تستفيد من برامج مساعدة تقنية يوفرها المعهد السويسري.
وتتواجد هذه المؤسسة المرموقة منذ فترة قصيرة في المملكة، حيث تنشط من أجل تعزيز قدرات البرلمانيين وكذا فاعلي المجتمع المدني بهدف تطوير أداء الوسطين التشريعي والجمعوي بغية تدبير ومتابعة أمثل للمسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وتبنيها كقضية في هذين الوسطين.
وقال المدير التنفيذي لمعهد جنيف “لمسنا لدى الحكومة والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وحتى لدى المجتمع المدني رغبة مشتركة في التقدم بالاستفادة من مناخ الانفتاح الذي يشجعه الدستور الجديد”.
ويتجسد هذا التوجه بشكل واضح، حسب الخبير، عبر الصرح المؤسساتي المتين الذي أضحت تتوفر عليه البلاد في السنوات الأخيرة.
وأشار، في هذا الصدد، إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والمندوبية الوزارية لحقوق الإنسان، دون إغفال بروز المنظمات غير الحكومية وفاعلين مؤثرين في الدفاع عن حقوق الإنسان.
ومما يبعث على الارتياح أيضا أن المؤسسة التشريعية تولي اهتماما متزايدا للقضايا التي تشغل بال مجموعة حقوق الإنسان، بما فيها التقارير المرفوعة للهيئات المختصة التابعة للأمم المتحدة، وفي إطار الفحص الدوري الكوني.
ويرى السيد عبد القادر أنه ما يهم أكثر هو ترجمة توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان وهيئة الإنصاف والمصالحة إلى واقع، بما في ذلك التوقيع على بعض البروتوكولات الاختيارية حول حق الأفراد في التقاضي أمام الآليات الدولية، وملاءمة جزء من التشريعات الوطنية مع التزامات المملكة.
وحول ما إذا كانت بلدان المنطقة تسير نحو نموذج خاص بها، اعتبر الخبير الدولي أنه لا توجد وصفة سحرية في مجال العدالة الانتقالية.
وأوضح أن “الوضع يختلف من بلد لآخر، بالنظر للفوارق القائمة بين الأنظمة الحكومية والانتهاكات المرتكبة والدينامية الاجتماعية”، معتبرا أنه من الأهمية بما كان الانكباب على خمس تجارب على الأقل عبر العالم.
وذكر السيد عبد القادر أن المغرب، كبلد مؤسس وعضو في مجلس حقوق الإنسان، قام بدور أساسي، إلى جانب سويسرا والأرجنتين، في بروز الجيل الجديد من المقررين الخاصين، بمن فيهم المقرر المكلف بالعدالة الانتقالية، مشيدا بانخراط المملكة في مختلف الأدوات التابعة للمنظمة.
ويعد معهد جنيف لحقوق الإنسان، الذي تأسس سنة 2004، منظمة غير حكومية تنشط، بالأساس، في مجال التحسيس ونشر الوعي الجماعي إزاء حقوق الإنسان.
ويتجه المعهد نحو المجموعات الأكثر هشاشة للحث على إدماج مبادئ الاحترام والمساواة والكرامة على جميع المستويات في الخدمة العمومية.
كما ينظم المعهد ندوات ودورات تكوينية وطنية ودولية في مجال التربية على حقوق الإنسان.

اقرأ أيضا

بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 10:34

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الثلاثاء، بأداء إيجابي، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” تقدما بنسبة 0,23 في المائة ليستقر عند 14.201,34 نقطة.

المجلس الأعلى للحسابات يواصل تنفيذ استراتيجية التحول الرقمي (مسؤول)

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 10:33

أكد الكاتب العام للمجلس الأعلى للحسابات، عبد العزيز كولوح، مساء أمس الاثنين بمجلس النواب ، أن المجلس، وعيا منه بأهمية التحول الرقمي، يواصل تنزيل وتنفيذ أهدافه الاستراتيجية “المنبثقة من القناعة الراسخة في تجسيد المهنية والشفافية باعتبارها أهم الدعامات الأساسية لتوطيد هذا الإصلاح”.

السيدة ابن يحيى: برنامج عمل الوزارة لسنة 2025 يرتكز على تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 9:19

أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، أن التوجهات العامة لبرنامج عمل الوزارة لسنة 2025 ترتكز على “تثمين المكتسبات وتسريع تنفيذ إجراءات البرنامج الحكومي “من خلال تعبئة الفاعلين والارتكاز على برامج ذات الأثر المباشر على المواطن”.