النجم البريطاني جيريمي آريونز: كاريزما استثنائية في خدمة فن تمثيلي راق

(بقلم كوثر كريفي)

مراكش – يعد النجم البريطاني جيريمي آيرونز، الذي كرمه، مساء أمس السبت، المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته 14، ممثلا متميزا بكل المقاييس، قدم نموذج فنان قوي الحضور بكاريزما كاسحة في خدمة فن تمثيلي راق ينقل أعمق المشاعر الانسانية وأكثرها غموضا.فقد عرفه الجمهور طيلة مشواره الفني الحافل بالنجاحات والإنجازات، بأدائه الرائع لعدة أدوار جسدها بحرفية عالية ومهارة مقنعة للمتلقي.

فبفضل موهبة غير عادية جعلته أحد نجوم الصف الأول عالميا، وحضوره القوي والكاريزما التي يتمتع بها، اختاره عدد من المخرجين العالميين لتشخيص مجموعة من الأدوار الهامة، الصعبة والمركبة أحيانا.

وبشخصية هادئة ومؤمنة باختياراتها الفنية، كانت أنظار جيريمي أيرونز في كل مرحلة من مراحل مساره المهني مشدودة نحو الأعالي، ليكتب باجتهاده وموهبته قصة نجاحه بكل تفاصيلها، توجت بحصوله على عدة جوائز.

يتفق بعض النقاد على أن جيريمي أيرونز يملك جميع مواصفات الفنان الناجح، فهو ينتقي أدواره بعناية، وينوع مواضيع أعماله الفنية ويدرس الشخصية من كل جوانبها وأبعادها،الشيء الذي ينعكس بوضوح على أدائه لأدواره التي قدم معظمها بروعة وإتقان سواء في المسرح الذي انطلق منه كممثل أو في السينما التي عرفت الجمهور به في جميع أنحاء العالم.

يصدق الجمهور أيرونز في جميع الأدوار لأنه ممثل أدرك منذ بداياته الفنية ماذا يعني مجال التمثيل بحق من تقمص وصدق وإحساس، لذلك تجده في كل عمل فني يعرض له، يثبت أنه فنان عالي الاقتدار، متمكن وقادر على تطويع وتطوير موهبته والدخول في أعماق أي شخصية يؤديها.

ورغم مسيرة فنية تمتد على مدى 30 عاما، كان ولايزال التمثيل شغف أيرونز الأول في الحياة، ففي حوارات سابقة له، أكد عشقه لتقمص مختلف الأدوار التي تعرض عليه والتي يعتبرها في كل عمل جديد تحديا يلهب حماسه وحبه للسينما.

ويبقى الممثل البريطاني جيريمي أيرونز الذي ولد في 19 شتنبر 1948، واحدا من الوجوه الأكثر حظوة لدى عشاق الفن السابع في جميع أنحاء العالم.
فموازاة مع حضور رائع على خشبة المسرح، استطاع أن يزاوج في نجاحاته بين الأفلام التجارية ذات الإنتاجات الضخمة وأفلام سينما المؤلف، حيث قدم أيرونز كما من الأعمال والشخصيات أمام كبار النجوم، ترك من خلالها بصمات وأثرا قويا في ذاكرة ووجدان المشاهد.

ومن يستحضر أعماله الفنية، يرى حضوره الخصب في عدد من الأعمال، فقد اشتغل هذا الممثل إلى جانب كبار المخرجين العالميين، فهو كاهن في ”المهمة” لرولاند جوفي، وطبيب يغوص في حالة من الجنون في ”المشابهان” لديفيد كروننبرك، وزوج متهم بقتل زوجته في ”انعكاس الحظ” لباربيت شرودر الذي نال عنه باستحقاق جائزة أوسكار أفضل ممثل سنة 1990، والكاتب كافكا في السيرة الذاتية لستيفن سودربرك، ورجل السياسة الذي يقع في شراك الحب في ”داماج” للويس مال، وكاتب على عتبة الموت في ”سرقة الجمال” لبرناردوبرتولوتشي.

كما ساهم بصوته في أحد أفضل أفلام الرسوم المتحركة على مر التاريخ ”الأسد الملك”، بدور الأسد ”سكار” عام 1994.

ويظل النجاح سمة ملازمة لجيريمي آيرونز، ففضلا عن جائزة الأوسكار، فاز هذا النجم الكبير أيضا مرتين بجائزة ”إيمي”، كما حصل على جائزة ”الغولدن غلوب” عن أعماله الفنية التي تعني الكثير لمعجبيه والتي ظلت راسخة في أذهان المشاهدين.

وقد تم اختياره في سنة 2000 عضوا بلجنة تحكيم مهرجان كان. أما في سنة 2007 فقد تم اختياره رئيسا للجنة تحكيم مهرجان الفيلم بسراييفو. وفي 2011 ، تم تعيينه سفيرا للنويا الحسنة بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.