المنتخب الوطني والهيكلة المؤسساتية للعبة من أولويات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (السيد لقجع)

(أجرى الحديث:حسن هرماس )

القاهرة – أعلن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، السيد فوزي لقجع، أن من بين أولويات عمل الجامعة التعجيل بإعداد منتخب مغربي قوي، إلى جانب إطلاق هيكلة مؤسساتية جديدة لمنظومة لعبة كرة القدم.
وأوضح في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، خلال تواجده بالقاهرة حيث شارك ،خلال نهاية الأسبوع الماضي، في اجتماعات مع أعضاء الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم حول استعدادات المغرب لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم ما بين 17 يناير و 8 فبراير المقبلين، أن الجامعة تعمل حاليا قصارى جهودها من أجل توفير الظروف الملائمة ليكون المنتخب الوطني لكرة القادم جاهزا لخوض غمار منافسات هذا العرس الكوري القاري .
وأضاف السيد لقجع أن مشاركته، إلى جانب وفد من الجامعة ومن أعضاء اللجنة التنظيمية لكأس أفريقيا للأمم، في القاهرة انصب في هذا الإطار، مسجلا أن الجهود منكبة الآن على تدارك التأخر الحاصل في إعداد المنتخب الوطني ، وتوفير الظروف الملائمة ليكون في الموعد بحلول يناير 2015.
وبخصوص الهيكلة المؤسساتية قال السيد لقجع إن من بين ملامحها إطلاق منافسات البطولة الوطنية لكرة القدم خلال الموسم القادم تحت لواء عصبتين هما “العصبة الاحترافية” و”عصبة الهواة”، حيث أعرب عن تطلعه إلى إطلاق هذا التصور في شهر يونيو، على أن تبدأ المنافسات في إطار هذا المنظور الجديد مع حلول شهر غشت أو شتنبر القادمين.
وأشار إلى أن الهيكلة المؤسساتية تشمل جميع مكونات ممارسة اللعبة وتدبير قضاياها وذلك بالشكل الذي يسمح بمواكبة التحولات المنتظرة، بما في ذلك إعادة ترتيب البيت الداخلي ممثلا في الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورسم استراتيجية أفقية لممارسة رياضة كرة القدم، وضمان أفضل السبل للنهوض بها وتطويرها.
وقال إن هذه “التصورات ستجد من دون شك امتدادها العميق في كل الأوساط المعنية، وفي الأندية حتى نتمكن من خلق منظومة مهيكلة من جميع الجوانب، لاسيما منها الإدارية والمالية، إضافة إلى البنيات التحتية، وباقي التجهيزات”.
وتشمل هذه المنظومة المهيكلة أيضا مجال التكوين في بعده الشمولي، حيث ستعمل الجامعة على خلق مراكز للتكوين لدى الفرق لتشجيعها على صقل المواهب التي يزخر بها المغرب وتحفيزها على العطاء ، فضلا عن توجيه هذه المراكز التكوينية لتأطير باقي الأطراف المتدخلة في ممارسة كرة القدم من أطر طبية وتقنية وغيرها، مشيرا إلى أنه بهذه الطريقة يمكن مواكبة التطورات المميزة لممارسة لعبة كرة القدم العصرية.
ويقتضي بلوغ هذه الأهداف ـ في تصور السيد لقجع ـ توظيف استثمار حقيقي في البنيات التحتية لكرة القدم، خاصة بالنسبة “لمنظومة الهواة” التي قال انها لا يمكن تصور استمراريتها دون الانخراط في المنظومة الكروية الجديدة في شموليتها، والتي تشمل أيضا النوادي الاحترافية والمنتخبات الوطنية، معتبرا أنه إذا كان هناك خلل في إحدى الحلقات المكونة لهذه المنظومة، فسيكون له تأثير سلبي على باقي المكونات الأخرى.
وشدد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على ضرورة تعبئة مختلف الطاقات لإنجاح هذه الاستراتيجية، وإسهام جميع المتدخلين في هذا “المجهود”، داعيا في السياق ذاته إلى ضرورة تجاوز الحسابات الضيقة، والتوجه نحو المستقبل بإرادة صادقة تروم خلق الأجواء الملائمة للممارسة الكروية اللائقة بالأجيال الصاعدة.
ولفت الانتباه إلى الأهمية التي يكتسيها التدبير الجيد ضمن الرؤية الجديدة الشمولية والمتوازنة للنهوض بكرة القدم المغربية، حيث دعا إلى إعادة النظر في البناء المؤسساتي للأندية عن طريق توظيفها للأطر البشرية ذات الكفاءة المهنية العالمية والمؤهلة كي تقوم بتدبير عقلاني عصري ومحترف.
وبالموازاة مع ذلك، قال السيد لقجع إن إنجاح هذه الرؤية لا يمكن أن يتأتى من دون توفير الموارد المالية الضرورية، ووضع مخطط استثماري للفرق والأندية يضمن لها توازنها وديمومتها، حيث لاحظ في هذا الصدد ضعف المداخيل المتوفرة لدى العديد من الفرق التي تجد صعوبة كبيرة في إيجاد توازنها المالي، داعيا إلى ضرورة التفكير بموضوعية في إيجاد حل منطقي لمسألة التمويل.
من جهة أخرى، صرح رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بأن النخبة الوطنية ستبدأ استعداداتها ابتداء من 20 مايو القادم في نفس الظروف والأجواء التي تشتغل فيها الفرق المؤهلة لكأس العالم، حيث سيستمر التربص إلى حين انطلاق منافسات كأس العالم 2014 .
وأضاف أن المنتخب سيواصل استعداداته خلال الأشهر التي ستسبق انطلاقة منافسات كأس إفريقيا للأمم، حيث أشار إلى أن النخبة الوطنية ستستفيد من لقاءات “أيام فيفا” ، حيث سيتم استغلال هذه الفرصة على أحسن وجه .
وخلص السيد فوزي لقجع إلى القول بأنه إذا ما تظافرت الجهود لخلق العوامل المشجعة المحيطة بالمنتخب المغربي، فإن ذلك سيمكن لا محالة من إعادة الروح للنخبة الوطنية، وجعلها بالتالي تكون في الموعد، وعند حسن ظن الجميع.