آخر الأخبار
الملتقيات الثقافية والفنية لمدينة أكادير خلال سنة 2016 تجسد الطابع الانفتاحي الكوني للثقافة المغربية

الملتقيات الثقافية والفنية لمدينة أكادير خلال سنة 2016 تجسد الطابع الانفتاحي الكوني للثقافة المغربية

الخميس, 22 ديسمبر, 2016 - 10:40

حسن هرماس

أكادير – بات اختيار المغرب الانفتاح على الثقافات والفنون المنتسبة لحضارات الكون واقعا حقيقيا، ومصدر ثراء بالنسبة للهوية المغربية ذات التركيبة الفسيفسائية المتناغمة.

   فقد أصبح من النادر، ومنذ سنوات خلت، أن تجد إحدى التظاهرات الثقافية أو الفنية في العديد من المدن المغربية، سواء أكانت ذات بعد وطني أو دولي، لا يتضمن برنامجها مشاركة فرقة غنائية أو مسرحية أجنبية، أو استضافة أديب أو ناقد أو سينمائي، أو غيرهم من الفاعلين الأجانب في شتى حقول الفن والثقافة.

  وخلال سنة 2016، كان للثقافة والفنون الأجنبية المنتسبة لمختلف بلدان العالم حضور وازن في التظاهرات الثقافية التي نظمت على امتداد شهور السنة التي سنودعها خلال ايام. وشمل هذا الحضور مجالات المسرح، والغناء، والسينما، الشيء الذي كان له وقع إيجابي كبير على الساحة الثقافية والفنية لمدينة الانبعاث، التي عرفت منذ عقود بهويتها الانفتاحية، بحكم استقبالها سنويا لمئات الآلاف من السياح من مختلف الجنسيات.

    وفي هذا السياق، شكلت الدورة 21 لمهرجان أكادير الدولي للمسرح الجامعي، التي نظمت خلال الفترة ما بين 24 و27 مارس الماضي، أولى المحطات خلال سنة 2016، التي عكست الاستمرارية التي تطبع انفتاح مدينة الانبعاث على الثقافات الأجنبية منذ أزيد من عقدين من الزمان، خاصة في شقها المرتبط بأب الفنون.

   فقد استضافت هذه التظاهرة الثقافية السنوية، التي تنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير فرقا مسرحية جامعية من مدينة بوردو الفرنسية، وطليطلة الإسبانية، ومن العاصمة الإيطالية روما، التي فازت  فرقة “أكاديمية المسرح صوفيا أمندولا” الممثلة لها بالجائزة الكبرى للدورة بفضل عرضها المسرحي المتميز الذي كان بعنوان “حديقة الدوائر الحالمة”.

 وشكلت الدورة 10 لمهرجان أكادير الدولي للفيلم الأمازيغي “إسني ورغ” التي نظممت من فاتح إلى 5 نونبر الماضي، ثاني محطة لإبراز البعد الانفتاحي للثقافة المغربية ذات الروافد المتعددة، ومن ضمنها الرافد الأمازيغي، حيث استضافت هذه الدورة سينما جزر الكناري التي اعتبر منظمو المهرجان أنها “تعد تجربة مخضرمة تجمع بين البعدين الثقافي الهوياتي والتقني الحداثي، وكذا لما لأرخبيل جزر الكناري من تاريخ ثقافي مشترك وروابط كثيرة تجمع المغاربة بالكناريين وأمازيغ شمال إفريقيا”.

  وإلى جانب حضور نخبة من أبرز السينمائيين الكناريين في دورة 2016 لمهرجان “إسني ورغ”، الذي اتخذ كشعار له “أكادير عاصمة الثقافة الأمازيغية”، شملت العروض السينمائية التي قدمت للجمهور خلال أيام المهرجان ثمانية أفلام لمجموعة من المخرجين المرموقين، من ضمنها أفلام عرضت لأول مرة بالمغرب ومنها فيلم “الحبال الأربعة” للمخرج أموري سنتانا الحائز على مجموعة من الجوائز، إلى جانب شريط من توقيع المخرج أرماندو رافيلو، والذي يحكي قصة امرأة أمازيغية بجزر الكناري قررت الخروج عن صمتها والنضال دفاعا عن حقوقها.

وجسدت الدورة 13 لمهرجان أكادير الدولي للسينما والهجرة التي التأمت خلال الفترة ما بين 15 و19 نونبر المنصرم بعدا آخر للانفتاح الثقافي والفني المغربي على محيطه العالمي، حيث استضافت هذه الدورة السينما الإيفوارية، كما أسند منظمو المهرجان رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الافلام الطويلة الخاصة بهذه الدورة للمخرج الإيفواري كرامو لانسيني فاديكا.

واعتبرت “جمعية المبادرة الثقافية” التي تنظم هذا المهرجان السينمائي الدولي بشراكة مع مجلس الجالية المغربية في الخارج أن لاهتمام بالسينما الإيفوارية يبرره “التراكم الفني الذي حققته السينما في هذا البلد الإفريقي”، فضلا مسايرة هذا الاختيار للدينامية غير المسبوقة التي تشهدها العلاقات المغربية مع الدول الإفريقية الشقيقة خلال السنين الأخيرة، والتي شملت إلى جانب المجال الثقافي مجالات أخرى في مقدمتها الشراكة الاقتصادية.

 وجسد المجال الغنائي واجهة أخرى أكثر إشراقا في مجال انفتاح أكادير بالخصوص على الفنون والثقافات الكونية، ومن خلالها المغرب برمته. وتجسد ذلك من خلال تظاهرتين حظيتا باهتمام إعلامي كبير ليس على المستوى الوطني فحسب، ولكن على الصعيد العالمي.

 وتتمثل التظاهرة الأولى في مهرجان “تيميتار” الدولي للموسيقى والغناء الذي ينظم منذ أزيد من عشر سنوات تحت شعار “الفنانون الأمازيغ يحتفلون بموسيقى العالم”، حيث استضافت دورة هذه السنة ثلة من الفنانين المنتسبين لمختلف القارات، والذين يمثلون تجارب وأنماط غنائية وموسيقية مختلفة من إفريقيا وأوربا وآسيا وأمريكا، إلى جانب الأنماط الغنائية المغربية في مختلف تجلياتها العصرية والتراثية.

أما التظاهرة الغنائية الثانية التي ما فتئت تخلف سنة بعد أخرى صدى إيجابيا قويا على الصعيد العالمي فهي “حفل التسامح” الذي بلغ سنة 2016 دورته الحادية عشرة، والذي جمع نخبة من ألمع الفنانين المغاربة والأجانب الذين يجمعهم قاسم مشترك هو الغناء من أجل أن يسود الحوار والتبادل والإخاء والتسامح بين مختلف شعوب العالم.

 ويتضح من خلال الملتقيات الثقافية والفنية التي نظمت في أكادير خلال سنة 2016، أن هذه المدينة أصبح لها رصيد يعتد به في مجال الانفتاح على التجارب الكونية المماثلة، ومن تم تستحق مدينة الانبعاث أن تكون مؤهلة عن جدارة واستحقاق لتشكل نموذجا ناجحا وأصيلا للانفتاح الثقافي والفني المغربي.

اقرأ أيضا

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثالث

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:49

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام ، ليلة الأحد – الاثنين، بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثالث لمسابقة ركوب الأمواج، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

بورصة الدار البيضاء : أداء إيجابي في تداولات الافتتاح

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:23

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها اليوم الإثنين بأداء إيجابي، حيث سجل مؤشرها الرئيسي “مازي” نموا بنسبة 0,38 في المائة ليستقر عند 13.824,97 نقطة.