المغرب يولي أهمية كبيرة للحفاظ على التراث والتنوع الثقافي

مراكش – أكد رئيس اللجنة الوطنية المغربية (إيكوموس المغرب)، السيد عبد العاطي لحلو، أمس الثلاثاء بمراكش، إن المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يولي أهمية كبيرة للحفاظ على التراث والتنوع الثقافي.

وأبرز السيد لحلو، خلال افتتاح الجمع العام السنوي ال19 للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، الذي ينعقد بين 12 و 18 أكتوبر الجاري بمراكش، أن الاهتمام المغربي بهذا المجال ينبع من إدراكه بأن التراث والتنوع الثقافي يمثلان رافعة أساسية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.

وأشار، في هذا السياق، إلى أن المملكة تتوفر على موقع استراتيجي مكن مختلف الروافد من التعبير عن الهوية المغربية، مضيفا أن غنى وتنوع التراث الثقافي المغربي يفرضان اتخاذ تدابير هامة على مستويات الحفظ والتأهيل والتثمين.

وشدد على أن هذا الجمع العام السنوي سيمكن من وضع رؤية مستقبلية حول قضية الحفاظ على التراث العالمي الذي ينبغي أن يدمج ضمن السياسات العمومية للدول.

من جهته، قال السيد توشيوكي كونو، رئيس المجلس الإداري للمجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، إن قائمة التراث العالمي تضم حاليا 869 موقعا ثقافيا و13 موقعا طبيعيا و39 موقعا مختلطا، وهي موزعة على 167 دولة، مشيرا إلى أن هذه المواقع تعكس القيم الثقافية والطبيعية المختلفة في العالم.

واعتبر أن مراكش، التي تحتضن روائع الهندسة المعمارية، لعبت دورا كبيرا في تطور التعمير وتشكل نموذجا بارزا لمدينة تاريخية حية.

وأضاف أن الجوانب اللامادية للتراث الثقافي ذات أهمية كبيرة، ليس فقط في الإطار الحرفي والتقنيات التقليدية، بل أيضا فيما يتعلق بالذاكرة وإعادة الإعمار.

وأشار السيد كونو إلى أن المجلس العالمي للمعالم والمواقع “إيكوموس” ساهم في الحفاظ على التراث الثقافي لكونه منظمة تعرف بحيادها وكفاءتها العلمية منذ سنة 1965، مؤكدا أن هذا الاجتماع يعد فرصة سانحة من أجل تعزيز الانسجام بين الأعضاء واللجان ومجموعات العمل.

من جهتها، قالت أمينة الحجري، نائبة المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، إن المنظمة تولي أهمية كبيرة لترابط السكان المحليين من أجل تثمين التراث القروي الذي يضطلع بدور هام في تكريس الهوية الثقافية وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وأكدت السيدة الحجري، في كلمة تلتها بالنيابة عن المدير العام للإيسيسكو، أن المنظمة قد اعتمدت استراتيجية شاملة وواقعية جديدة من أجل الحفاظ على التراث الحضاري الإسلامي، خاصة في القدس الشريف، مذكرة بإحداث الإيسيسكو لصندوق تمويل المشاريع الثقافية.

ويهدف هذا الحدث الدولي، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشراكة مع اللجنة الوطنية المغربية (إيكوموس المغرب)، إلى”إبراز تنوع التراث المغربي المنصهر والمتفاعل مع بيئة متنوعة وغنية، وكذا لتقوية التبادل الثقافي بين المجالات القروية والحضرية ومع الثقافات المتعددة عبر العالم”.

كما يسلط اللقاء الضوء على ما يزخر به المغرب من الإمكانيات ذات الطابع الثقافي والسياحي والاقتصادي، خاصة في العالم القروي.

ويجمع اللقاء العلمي، المبرمج ضمن أشغال الجمع العام لهذه المنظمة الدولية، الذي اختير له موضوع “التراث القروي .. المشاهد الطبيعية وما وراءها”، العديد من الخبراء الوطنيين والدوليين القادميين من 110 بلدا.

ويناقش المتخصصون في مجال التراث الطبيعي والثقافي والمادي واللامادي، لمدة أسبوع، مواضيع مدرجة في إطار برنامج علمي وثقافي يتضمن عدة محاور وأنشطة واجتماعات، من بينها المجلس الإداري والمجلس الاستشاري لإيكوموس الدولي، وجلسات تجمع اللجان الوطنية والقارية والدولية التابعة لإيكوموس الدولي، وأوراش موضوعاتية ولقاءات تمكن المؤتمرين والمدعوين من مناقشة المواضيع المتعلقة بالتراث الثقافي والقروي، والبيئة، والمجتمع والاقتصاد القروي.

كما يشتمل على فضاءات متخصصة لمعارض الشركاء والفاعلين الجمعويين في مجالات البحث الاركيولوجي والتهيئة المجالية، وحماية البيئة والتراث الإنساني، والأعمال الفنية حول المشاهد الطبيعية، وكتب حول التراث المغربي.

ويتضمن هذا الحدث أنشطة تحسيسية مخصصة للشباب حول أهمية التراث الثقافي للاستلهام منه والمحافظة عليه، وزيارات لمواقع ومواقع تاريخية ومتاحف بمدينة مراكش ونواحيها والتي تجسد التاريخ الغني والمتنوع للمغرب.

وينظم هذا اللقاء بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة والشباب والرياضة، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والمكتب الوطني المغربي للسياحة، ومنظمة الإيسيسكو، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، وأكاديمية المملكة، والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط والمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش، وولاية جهة مراكش-آسفي، والمجلس الجهوي لمراكش-آسفي، ومجلس مدينة مراكش، وصندوق الإيداع والتدبير، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.

وتأسس المجلس العالمي للمعالم والمواقع (إيكوموس)، وهو منظمة دولية غير حكومية وغير ربحية، في سنة 1965 بعد التبني الدولي لاتفاقية البندقية سنة 1964 الخاصة بمعايير ترميم المعالم التاريخية.

وتتمثل مهمة المجلس في حماية التراث الطبيعي والإنساني والمحافظة عليه وإثارة الانتباه إليه وتثمينه في كل مناطق العالم.