المغرب حقق “قفزة نوعية” في مجال الأنكولوجيا الطبية (متخصص في علم الأورام)

( أجرت الحديث : عفاف رزوقي )

الرباط – أكد البروفيسور حسن الريحاني، رئيس مصلحة الأنكولوجيا الطبية بالمعهد الوطني للأنكولوجيا بالرباط، أن المغرب حقق “قفزة نوعية” في مجال الأنكولوجيا الطبية من خلال تسجيل إنجازات كبرى في العديد من المجالات ذات الصلة بهذا التخصص.
وأوضح في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الدينامية تهم بالخصوص التكوين في مجال الأنكولوجيا، الذي يعكسه الارتفاع الملحوظ في عدد المتخصصين في ميدان الأنكولوجيا الطبية على الصعيد الوطني.
وأشار إلى أن المغرب قام بتكوين 80 متخصصا في الأنكولوجيا الطبية منذ إدخال هذا التخصص سنة 2004، مشددا على الدور الهام الذي يضطلع به فريق طبي كفء في التكفل بمرضى السرطان.
وبعدما أبرز الطابع المعقد لمرض السرطان، المرض الذي يشمل عدة تخصصات ويتطلب تكفلا جماعيا، أبرز البروفيسور الريحاني أن المغرب أولى أيضا أهمية كبرى للتكوين في تخصصين يرتكز عليهما علاج السرطان، وهما جراحة الأورام والعلاج بالأشعة.
وبخصوص علاج السرطان، سجل البروفيسور الريحاني التقدم الذي حققه المغرب في هذا المجال، مبرزا أنه أصبح بإمكان المرضى الاستفادة من علاجات دقيقة بفعالية أكبر وآثار جانبية أقل.
غير أنه أبرز أن تكلفة هذه العلاجات تبقى مرتفعة، موضحا أنه لمواجهة هذا الوضع، تمكن مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان من خلال برنامج ” الأدوية لفائدة المرضى ذوي الدخل المحدود”، المرضى من ذوي الدخل المحدود والخاضعين للعلاج في مؤسسات صحية عمومية من الاستفادة بالمجان من أدوية السرطان.
ومن ناحية أخرى، أشار البروفيسور الريحاني إلى التقدم الكبير الذي تم تحقيقه في مجال البحث السريري في علم الأورام والإنتاج العلمي، مسجلا أن المغرب “مصنف حاليا ضمن أفضل البلدان الإفريقية التي تساهم في المجلات العلمية البارزة على الصعيد العالمي”.
وفي ما يتعلق بالتكفل بالسرطان، أوضح أن مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان ساهمت “بشكل أساسي” منذ إحداثها سنة 2005 في تحسين لوجيستيك مكافحة السرطان.
وأوضح أنه “في المغرب، انتقلنا من مركزين للأنكولوجيا بالرباط والدار البيضاء إلى خمسة مراكز استشفائية جامعية تتوفر على مصالح متخصصة في مرض السرطان والعديد من المراكز الجهوية للأنكولوجيا بأكادير ووجدة والحسيمة ومكناس”، مضيفا أن هذه البنيات التحتية مكنت المرضى المحتاجين إلى تكفل متخصص في السرطان من التوفر على ولوج سهل ومباشر للعلاجات.
وسجل أنه تم أيضا إحداث قطبين للامتياز متخصصين في طب الأورام النسائية بالرباط والدار البيضاء بهدف تحسين تكوين الأطباء والممرضين وتوفير تكفل أفضل بالمرضى.
وشدد على أنه “يمكننا القول إن المغرب مصنف حاليا في الرتبة الثانية على الصعيد الإفريقي على مستوى اللوجستيك الخاص بمكافحة السرطان”.
وبحسب السيد الريحاني، فإن التقدم الذي عرفه لوجيستيك مكافحة السرطان بالمغرب يهم أيضا التجهيزات الضرورية لعلاج السرطان.
وأشار على سبيل المثال إلى “المسرع الخطي”، وهو جهاز يستعمل في العلاج بالأشعة، مبرزا أن المغرب الذي كان لا يتوفر سوى على جهاز واحد سنة 1990 يتوفر حاليا على أزيد من 35 جهازا على مستوى مختلف وحدات الأنكولوجيا على الصعيد الوطني.
وأوضح أنه “مقارنة مع باقي بلدان المنطقة، فإن المغرب يستجيب لتوصيات منظمة الصحة العالمية التي تلزم البلدان السائرة في طريق النمو بالتوفر على مسرع خطي لكل مليون نسمة”.
وأشاد البروفيسور الريحاني أيضا بالدور الهام جدا الذي تضطلع به مؤسسة للا سلمى من أجل أنسنة مراكز الأنكولوجيا الموجودة وتحسين الخدمات المقدمة للمرضى.
كما سلط الضوء على دور الحياة التي تمت إحداثها بالقرب من مراكز الأنكولوجيا، والتي “مكنت المرضى القادمين من مناطق بعيدة من التوفر على مأوى بالقرب من أماكن العلاج”.
ويرى البروفيسور الريحاني أن هذه الخطوات المهمة التي حققها المغرب في مجال مكافحة السرطان ساهمت بالتأكيد في الرفع من نسبة الشفاء من السرطان والتقليص من الوفيات الناجمة عن هذا المرض.