المسيرة الخضراء شكلت بداية مسلسل التنمية في الأقاليم الجنوبية للمغرب (خبير ألماني)

الرباط- قال المستشرق الألماني بيرند مانويل فيشير والمتخصص في العالم العربي الإسلامي، إن المسيرة الخضراء، التي يحتفل بذكراها ال40، تميزت بكونها شكلت بداية مسلسل التنمية في الأقاليم الجنوبية للمغرب.

وأبرز فيشير، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة، أن المسيرة الخضراء شكلت “بداية الإشارة لفترة جديدة تميزت بإطلاق مسلسل التنمية في المنطقة”.
وأوضح أن هذا الحدث ذي الأهمية التاريخية، الذي جاء بناء على “فكرة رائعة” لجلالة المغفور له الحسن الثاني، مكن من استرجاع الصحراء بالوسائل السلمية وبتعبئة 350 ألف من المغاربة بدون أسلحة، والذين لا يمكن لإسبانيا أن تحاربهم، مشيدا بالدور “الموحد” لجلالة المغفور له الحسن الثاني، الذي استمر في استرجاع الأقاليم الجنوبية وبناء أسس الدولة المغربية وتكريس الهوية الثقافية المتعددة للمملكة.
ويرى الكاتب الألماني أن أعمال صاحب الجلالة الملك محمد السادس تندرج في إطار استمرارية هذا المسلسل التاريخي، من خلال المجهودات المبذولة على طريق تحديث المغرب عبر إطلاق العديد من المشاريع الهامة.
وفي هذا السياق، عبر بيرند مانويل فيشير عن تفاؤله بشأن مسار التنمية الذي اتخذته الأقاليم الجنوبية للمغرب.
من جهة أخرى، أبرز مانويل فيشير أهمية اللجوء إلى الحقائق التاريخية لإثبات السيادة المغربية على الصحراء.
وأوضح أنه منذ أكثر من 1000 سنة كانت الصحراء جزءا لا يتجزأ من المغرب وأن المملكة وحدت مختلف القبائل، ومن ضمنها القبائل الصحراوية مثل ثكنة والركيبات واولاد دليم وغيرها.
وقال إنه ينبغي عدم نكران أن القبائل الصحراوية قدمت الولاء لجلالة الملك الراحل الحسن الثاني، ما شكل حدثا هاما لأنه تعبير عن إرادة الشعب.
واعتبر المستشرق الألماني أن الجهود الرامية إلى حل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء تحت رعاية الأمم المتحدة يجب أن تقوم على أساس “هذه الحقائق التاريخية”، مشيرا إلى أنه تطرق إلى هذه القضية بالتفصيل في كتابه “الفهم التاريخي والثقافي للمغرب”.
وأكد أن هذا الكتاب، الذي نشر في سنة 2013، يتضمن ثلاثة فصول تهم تاريخ المغرب وقضية الصحراء والثقافة المغربية.
وأبرز مانويل فيشير في هذا الكتاب على الخصوص أن المسيرة الخضراء تشكل “استرجاعا قانونيا لأرض مغربية أصيلة كانت محتلة لما يقرب من 100 سنة من قبل اسبانيا وتحت الحماية.
وكتب فيشير، الذي قدم العديد من المعطيات حول التطور التاريخي للمغرب من خلال فترات حكم مختلف السلاطين الذين تعاقبوا على حكم المملكة، أنه “تاريخيا وسياسيا وثقافيا وعرقيا، لم يكن في أي وقت مضى وليس هناك أي شعب صحراوي. وهو مفهوم جديد لا معنى له، والذي أدخل إلا مؤخرا.
يذكر أن بيرند مانويل فيشر، الذي ازداد في سنة 1937، حاصل على الدكتوراه في علم اللغة وعلم اللاهوت، ومحاضر في جامعة هامبورغ، وأستاذ سابق في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وهو أيضا مستشرق ألماني يعيش منذ أكثر من ثلاثين عاما في شمال إفريقيا ونشر العديد من الكتابات تهم على الخصوص التصوف الإسلامي.

(أجرى الحديث : مصطفى سكنفل)