المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي : “راهنت على الصورة السينمائية بقناعة أن الناس لا يولدون مناهضين لقضيتنا”

المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي : “راهنت على الصورة السينمائية بقناعة أن الناس لا يولدون مناهضين لقضيتنا”

الثلاثاء, 27 يناير, 2015 - 9:44

(حاوره نزار الفراوي)

الرباط – قال المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي إنه فتح من خلال أعماله التي نقلت صورة فلسطين الى العالم منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، الطريق أمام أجيال من السينمائيين الفلسطينيين، في ظروف بالغة الصعوبة، متسلحا بقناعة مفادها أن “الناس لا يولدون مناهضين لقضيتنا”.وفي حديث استرجاعي حول مساره السينمائي، خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، قال خليفي إنه لما بدأ مغامرة السينما، انطلق من فكرة أساسية تفيد بأن “الناس لا يولدون مناهضين لقضيتنا، بل يجوز أننا نعبر خطأ عن قضيتنا، فأضحى البحث عن اللغة السينمائية المعبرة عن فلسطين هاجسي المحوري”.
يتذكر كيف كان وحده في ساحة سينمائية وليدة، يصنع صورة لبلاد تحيا قيد الاحتلال، فوجد نفسه هدفا لكل محاولات النيل والحصار، قبل أن يتشكل جيل من الرواد المؤسسين تمحور، فضلا عن ميشيل، حول أسماء متميزة، لكل منها مساره المتفرد، إيليا سليمان، رشيد مشهراوي وهاني أبو أسعد.
في عقدها الرابع، يرى ميشيل خليفي أن السينما الفلسطينية المستقلة قدمت أعمالا نوعية وهي مدعوة لئلا تتنازل عن المستوى الذي ارتسم لها، والذي ربطها بقضية تلخص جدلية الحرية والاحتلال.
لا يتابع بنوع من الإحاطة جديد الشباب الذين ينتجون صورة فلسطين اليوم، لكنه يبدو مقتنعا بالطابع التراكمي لهذه السينما، في غياب قاعدة لصناعة حقيقية للفن السابع، والارتهان لمجهودات فردية معزولة، مع العلم أن كل الأعمال المقدمة هي عبارة عن انتاجات مشتركة.
يعتبر خليفي أن جيل الشباب السينمائي في فلسطين مطالب برفع التحدي من أجل صنع التميز عن الأسماء المؤسسة التي حظيت بالاهتمام النقدي والإعلامي بعد مخاض صعب وفي واقع غير مساعد، لكنه يلاحظ أن الزمن ليس في صالحهم تماما، ذلك أن المأساة اليوم هي أن “المجتمع نفسه مهدد بفعل المفعول التخريبي لزمن الاحتلال”.
ويضيف خليفي الذي جاب ربوع المغرب، ملبيا دعوات الجمعيات والمهرجانات والأندية السينمائية، أن السينما الفلسطينية تشترك مع باقي التجارب العربية الأخرى، في معضلة هامة تتمثل في غياب سوق طبيعية واسعة تستوعب حركة الأعمال وتداولها، مما يفرض ضرورة التفكير في ايجاد حلول ممكنة للانتقال من السينما المحلية الى السينما التي تتجه الى كتلة سكانية أكبر، على الأقل في النطاق العربي، وهو ما يقتضي توافر إرادة سياسية لفتح حدود التبادل الفني، وترسيخ حرية التعبير والابداع.
يرفض المخرج المخضرم أن يقرن شهرة الأعمال السينمائية الفلسطينية بروح التعاطف مع مأساة شعب تحت الاحتلال. على العكس من ذلك، يقول خليفي، “أنا أطرح الأسئلة الصعبة، أمارس النقد الذاتي بنفس قدر استهدافي للاحتلال، ولا أطمع في تعاطف كسول من جانب المشاهد أو الناقد”.
يشتغل ميشيل خليفي على المجاز بوصفه سرا للفن. في فيلم “حكاية الجواهر الثلاث” استدعى الحكاية لإنتاج الدلالة، لا الرمز. بالنسبة له لا يرى ضرورة في اللجوء الى الرموز، ذلك لأنه ينطلق من واقع يفرض نفسه على الكتابة السينمائية. يفضل الاشتغال على الأشياء في بساطتها.
يستعيد ابن الناصرة ذاكرة بدايات الاحتكاك مع المشهد السينمائي الدولي، ودخول الفن السابع ساحة الصراع الثقافي الفلسطيني الاسرائيلي. في بداية التسعينيات، كان لايزال لوحده في الملعب، لذلك وجد نفسه هدفا لهجوم كاسح من قبل الآلة الاعلامية الاسرائيلية عبر العالم. مع خروج فيلميه “الذاكرة الخصبة” (1980) و”عرس الجليل” (1987) على الخصوص، قوبل بهجمات شرسة وتلقى تهديدات.
أكثر من ذلك، يكشف أن ادارة مهرجان كان اتصلت به لتخبره بحصوله على الكاميرا الذهبية عن فيلم “الذاكرة الخصبة” لكنه لم يتسلم جائزته قط بسبب الضغوط التي مورست على ادارة المهرجان، وتهديد سينمائيين مؤيدين لإسرائيل بالانسحاب من التظاهرة.
سريعا، يلاحظ ميشيل خليفي أن المؤسسة الاسرائيلية تنبهت الى خطورة الواجهة السينمائية، فشنت هجوما مضادا بدأ بالاستثمار في بناء المدارس السينمائية ودعم الانتاج، فكانت النتيجة “أن أصبح الاسرائيليون يتحدثون عن فلسطين باسمنا”.
عن اضافاته النوعية عبر مسار فني طويل، يقدم السينمائي المخضرم الذي يقيم في بلجيكا، فيلمه “الذاكرة الخصبة” كنموذج رائد في المزج بين الدرامي والوثائقي داخل النسيج الفيلمي، وخلق مساحات ذهنية. في “عرس الجليل”، يحيل الى كتابات نقدية كثيرة عربيا وغربيا اعتبرت أسلوبه في كتابة السيناريو مجددا، ليخلص الى القول: “لم يحتفى بنا سينمائيا فقط لأننا فلسطينيون”.
ما الذي يغري ميشيل خليفي بإنجاز فيلم: النص أم الموضوع: يقول ببساطة: “انها فلسطين. لا تهم مداخل مقاربة الموضوع، أكانت أبعاد نفسية، ايديولوجية، تاريخية، انسانية، أبحث عما يفتح لي باب تقديم حكاية، لا عن فلسطين، بل لفلسطين”.

 

اقرأ أيضا

اليوم الثالث من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”.. أمسية فنية حافلة بإيقات متنوعة ومتميزة

الثلاثاء, 30 يوليو, 2024 في 11:02

تواصلت فعاليات الدورة الـ12 من المهرجان الدولي للفنون والثقافة “صيف الأوداية”، بمنصة كورنيش أبي رقراق بالرباط، بسهرة فنية، أحياها، مساء أمس الإثنين، عدد من الفنانين المغاربة، وذلك بمناسبة عيد العرش المجيد.

الاحصاء العام للسكان والسكنى.. انطلاق المرحلة الثانية من التكوين الحضوري للمشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين بجهة الرباط -سلا – القنيطرة

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 14:58

انطلقت، اليوم الإثنين بالرباط، المرحلة الثانية من التكوين الحضوري الخاصة بتكوين المشرفين الجماعيين والمراقبين المكونين المشاركين في عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 بجهة الرباط – سلا – القنيطرة.

أولمبياد باريس 2024.. راكب الأمواج المغربي رمزي بوخيام يتأهل إلى الدور الثالث

الإثنين, 29 يوليو, 2024 في 10:49

تأهل راكب الأمواج المغربي، رمزي بوخيام ، ليلة الأحد – الاثنين، بتيهوبو في تاهيتي، إلى الدور الثالث لمسابقة ركوب الأمواج، ضمن دورة الألعاب الأولمبية (باريس 2024).

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية