المتحف الوطني لتاريخ الأفرو أمريكيين بواشنطن .. معلمة بحمولة رمزية في سياق تصاعد الخطاب العنصري

المتحف الوطني لتاريخ الأفرو أمريكيين بواشنطن .. معلمة بحمولة رمزية في سياق تصاعد الخطاب العنصري

الأربعاء, 5 أكتوبر, 2016 - 16:28

 بقلم .. عادل بلمعلم

واشنطن- شهدت واشنطن دي سي، المدينة الحريصة على طابعها الثقافي رغم ثقلها السياسي الدولي، مؤخرا ميلاد متحف وطني جديد يجسد تاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية في خطوة بحمولة رمزية قوية، تأتي في سياق تصاعد الخطاب العنصري، وتجدد التوترات العرقية في البلاد.

وشهدت السنتان الأخيرتان تصاعدا مثيرا في أعمال العنف، لاسيما تلك التي يرتكبها أفراد الشرطة في حق الأمريكيين السود، وهو ما جعل الرئيس باراك أوباما، أول رئيس أسود للولايات المتحدة، عرضة للانتقادات، ذهبت إلى حد اتهامه من قبل المرشح الرئاسي، الجمهوري دونالد ترامب، بأنه “لم يفعل شيئا يذكر للأمريكيين من أصول إفريقية”.

ويأتي المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية بواشنطن، الذي افتتحه أوباما، بحضور الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، ليمثل نقطة ضوء في مشوار مليء بالمآسي والمشاكل، وذلك من خلال إبراز تاريخ السود الأمريكيين وثقافتهم، وتاريخ العلاقة المضطربة بينهم وبين الحكومة ومكونات المجتمع الأمريكي الأخرى، علاوة على تسليط الضوء على رموزهم النضالية من أمثال مارتن لوثر كينغ، زعيم حركة الحقوق المدنية.

وفي هذا الصدد، ما فتئ الرئيس أوباما يشدد على أنه وإن كان تاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية مليء بالكثير من المآسي إلا أنه يحفل بمحطات الفرح والانتصارات الكبيرة، مؤكدا أن “هذا التاريخ لا يتوقف فقط على الماضي بل هو حي اليوم في كل زاوية من زوايا أمريكا”.

واعتبر أن تدشين هذا المتحف يأتي في توقيت ملائم جدا بل هو أفضل توقيت، بالنظر إلى أنه يوجه رسالة تحذير قوية من هذه المرحلة المضطربة، والتي قد تعود بالبلاد إلى الوراء عوض المضي قدما نحو تحقيق الحلم الذي طال انتظاره.

وعلى بعد أسابيع عن الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية المقررة في الثامن نونبر المقبل، يبدو باراك أوباما أكثر تحررا من أي ضغوط حول القضايا العرقية بعد ثماني سنوات قضاها بالبيت الابيض، والتي تعرض خلالها لسيل من الانتقادات في هذا المجال.

وفي الوقت الذي تتعالى فيه أصوات البعض في صفوف السود تؤكد ضعف أداء أوباما بخصوص هذا الملف، فإن الرئيس الامريكي نجح، حسب المتتبعين والخبراء في المجال، في تحقيق بعض الإنجازات الرمزية خلال ولايته الثانية، خصوصا بإطلاق منظمة “ماي براذيرز كيبر ألايانس”، التي تهدف إلى توفير فرص أكبر لشباب الاقليات.

وتمكن أوباما أيضا من طرح تعديل لنظامي القضاء والسجون، يشمل على الخصوص العقوبات غير المتناسبة مع الجنح المرتكبة، والتي تصدر في حق تجار صغار للمخدرات وتشمل السود خصوصا. كما أخضع قوات الشرطة في مدن عدة، مثل فيرغسون التي شهدت تظاهرات ضخمة ضد تدخلات مبالغ فيها للشرطة ضد السود، لتحقيقات فدرالية.

ويأتي اليوم المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية بواشنطن ليعزز إرث وجهود باراك أوباما في معالجة مشكلة العنصرية في الولايات المتحدة التي لا تزال قائمة، على أساس أنه سيشكل فضاء مثاليا للحوار حول خلافات هذه الفئة من المجتمع الأمريكي.

وينقسم المتحف الجديد، الذي كلف إنجازه 540 مليون دولار، إلى قسمين، أحدهما أرضي مخصص لتاريخ الأمريكيين السود، بدءا بتجارة الرقيق، مرورا بأحد أكواخ العبيد التي كانت منتشرة في مطلع القرن السابع عشر في كارولاينا الجنوبية، وعربة قطار كانت تستخدم في مرحلة الفصل العنصري، إضافة إلى جانب من نضالات الأمريكيين السود للحصول على حقوقهم المدنية، والذي يفرد حيزا كبيرا لمارتن لوثر كينغ، فضلا عن الحركات التي ناضلت من أجل نيل السود حريتهم.

أما الطابق الثاني العلوي للمتحف، الذي تطل واجهته على منتزه (ناشونال مول)، فقد خصص للشؤون الثقافية والاجتماعية، حيث يضم ثمانية معارض عن الرياضة والموسيقى والفنون البصرية، فضلا عن الغذاء والثقافة الشعبية.

ويأمل القيمون على المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين من أصول إفريقية أن يساهم في تسليط الضوء على التاريخ المظلم للولايات المتحدة في التمييز في حق السود، وطرح العديد من الأسئلة المرتبطة بالهوية والمجتمع والسياسة، في ظل تنامي الخطاب العنصري وكراهية الأجانب، على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية.

وبهذا، تظل الآمال معقودة على أن يشكل هذا المتحف الوطني لتاريخ الأمريكيين فضاء ملائما للحوار من أجل التخفيف من حدة التوترات العرقية التي أذكتها التدخلات المبالغ فيها لأفراد الشرطة، على الرغم من أنه لن يشكل لوحده، بالتأكيد، عصا سحرية ستضع حدا لعصور من الميز العنصري.

 

اقرأ أيضا

خمس إصابات جديدة بـ “كوفيد-19” (النشرة الأسبوعية)

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 17:29

أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة، عن تسجيل خمس إصابات جديدة بـ”كوفيد-19″ وحالة وفاة واحدة، خلال الفترة ما بين 20 و 26 يوليوز الجاري.

طنجة .. افتتاح القنصلية الفخرية لسويسرا

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 16:24

افتتحت اليوم الجمعة بطنجة القنصلية الفخرية لسويسرا والتي ستغطي جهتي طنجة-تطوان-الحسيمة والشرق، بحضور دبلوماسيين ومسؤولين جهويين ومحليين وشخصيات أخرى.

موسم أصيلة الثقافي الدولي : معرض جماعي للأعمال المنجزة ضمن المشاغل الفنية خلال الدورة الصيفية

الجمعة, 26 يوليو, 2024 في 15:48

افتتح مساء الخميس معرض جماعي لأعمال المشاغل الفنية المقامة ضمن فعاليات الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الخامس والأربعين، بحضور كوكبة من الفنانين والمبدعين والنقاد ومحبي الفن.