المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بني ملال.. ورش تنموي رائد لمحاربة الهشاشة والاقصاء الاجتماعي

بني ملال –  تشكل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بني ملال، ورشا مجتمعيا رائدا، يروم محاربة الهشاشة والاقصاء الاجتماعي، ودعم الفئات المعوزة وتحسين إطار عيش الساكنة المحلية.
وقد مكنت مشاريع المبادرة التي تقوم على مقاربة لاممركزة تحترم مبادئ المشاركة الاستراتيجية والتشارك وتنسيق العمليات والحكامة الجيدة، من بلوغ نتائج مرضية بإقليم بني ملال في مجالات محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة، لاسيما من خلال الانخراط اللامحدود للسلطات المحلية والوزارات المعنية والمشاركة النشيطة للسكان ومنظمات المجتمع المدني.
وأسهم هذا الورش الاجتماعي المهيكل الذي يضع العنصر البشري في صلب اهتماماته، من تحقيق نتائج ملموسة على مستوى الإقليم  لاسيما من خلال تخفيف مظاهر الهشاشة والإقصاء الاجتماعي وتحسين مستوى عيش الساكنة، إلى جانب إحداث دينامية تنموية غير مسبوقة شملت مختلف فئات المجتمع، لاسيما المسنون والنساء والشباب، الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية عبر العديد من البرامج والمشاريع المنتجة.
ويعكس إشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، يوم السبت ببني ملال، على تدشين عدد من المشاريع المنجزة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حرص جلالته على المضي قدما في إرساء دعائم تنمية واعدة لإقليم بني ملال، وعناية جلالته الموصولة التي ما فتئ يحيط بها الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، سعيا إلى الرقي بمستوى عيشها وانتشالها من مختلف مظاهر الهشاشة والإقصاء الاجتماعي.
وتجسد طريقة تدبير وتنفيذ وتمويل مشاريع المبادرة التي أطلقها جلالة الملك في ماي 2005، الانخراط الواعي والارادة الثابتة للمضي قدما نحو إرساء استراتيجية تنموية واضحة المعالم، تضفي دينامية حقيقية وناجعة على برامج التنمية وتلبي الاحتياجات التنموية المتزايدة.
وأسهمت مشاريع المبادرة بالإقليم في دعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية ودعم الأنشطة المدرة للدخل ومشاريع التنشيط الثقافي والرياضي، إلى جانب دعم الحكامة المحلية، وذلك وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتخطيط التصاعدي والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير المشاريع المندرجة في إطار هذا الورش المجتمعي الضخم.
والواضح، أن جميع المشاريع المندرجة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم بني ملال تندرج في إطار الفلسفة التي يقوم عليها هذا الورش المجتمعي المهيكل، والتي يتوخى، على الخصوص، استرجاع الثقة في العنصر البشري وإلغاء الفوارق الاجتماعية واجتثاث مظاهر التهميش والإقصاء.
وحسب الحصيلة العامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، 2011/2014، عرف إقليم بني ملال إنجاز 398 مشروعا مكنت من استقطاب استثمارات تبلغ 137 مليون و55 ألف و536 درهم، ساهمت فيها المبادرة بأزيد من 88 مليون درهم.
وتندرج هذه المشاريع التي يستفيد منها قرابة 105 ألف شخص، في إطار البرامج الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وهي برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي (63 مشروع)، برنامج محاربة الهشاشة (18 مشروع)، البرنامج الأفقي (187 مشروع)، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري (130 مشروع).
من جهة أخرى، تم إنجاز نحو 141 مشروعا مدرا للدخل على مستوى إقليم بني ملال برسم نفس الفترة، وذلك لفائدة 5381 شخص.
وفي ما يتعلق بتفعيل البرنامج الخامس للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أي برنامج التأهيل الترابي، سيتم على مستوى جهة تادلة- أزيلال برسم الفترة 2011- 2015 إنجاز عدد من المشاريع المتعلقة بمجالات الطرق والمسالك والكهربة والتعليم والصحة والماء الصالح للشرب.
وتهم هذه المشاريع التي رصدت لها استثمارات تناهز قيمتها 5ر542 مليون درهم، موزعة على أزيد من 202 مليون درهم، (إقليم بني ملال) وأزيد من 339 مليون درهم (إقليم أزيلال)، إنجاز 2ر109 كلم وتهيئة 22 كلم من الطرق، وربط 216 دوار بالشبكة الكهربائية، وتزويد 86 دوار بالماء الشروب، وبناء 134 سكنا وظيفيا للمدرسين و21 وحدة للأطر الطبية وشبه الطبية ، فضلا عن اقتناء خمس سيارات إسعاف.
وتهدف هذه المشاريع إلى تحسين ظروف عيش ساكنة بعض المناطق الجبلية أو النائية، وتقليص الفوارق في مجال الولوج إلى البنيات التحتية الأساسية، والتجهيزات وخدمات القرب، وإدماج ساكنة هذه المناطق في الدينامية التي أحدثتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويتبين أن المكاسب التي تم بلوغها على مستوى جهة تادلة ازيلال في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعد ثمرة لمختلف الجهود الحثيثة التي ما فتئت تبذلها مختلف المصالح المعنية من سلطات محلية ووزارات معنية، إلى جانب الساكنة المحلية ومختلف فعاليات المجتمع المدني، وعيا منها بالأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الورش المجتمعي النموذجي.
وتشكل المشاريع المنجزة والمبرمجة بالجهة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي مضى على إطلاقها 9 سنوات لبنة أساسية في صرح التكافل الاجتماعي الذي تبنته المملكة خلال السنوات الأخيرة كخيار لا محيد عنه، هدفها في ذلك تجسيد قيم التآزر والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.