المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم أزيلال..خيار ناجع لإرساء دعائم التنمية المحلية

أزيلال – مكنت مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية المنجزة على مستوى إقليم أزيلال من إحداث دينامية تنموية محلية شملت مختلف فئات المجتمع، خصوصا النساء والشباب، الذين أضحى بوسعهم الانخراط بفعالية في عجلة التنمية المحلية.

وأسهمت مشاريع المبادرة سواء المتعلقة بالبرنامج الأفقي، أو محاربة الهشاشة ، أو الاقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، في تحقيق وتيرة تنموية متسارعة على مستوى الإقليم ومكنت ، في ظرف وجيز ، من الرقي بالخدمات الاجتماعية، وذلك نطلاقا من الفلسفة التي يقوم عليها هذا الورش المجتمعي الرائد الذي يتوخى، على الخصوص، استرجاع الثقة في العنصر البشري وإلغاء الفوارق الاجتماعية واجتثاث مظاهر التهميش والإقصاء.
كما مكنت مشاريع المبادرة، التي تقوم على مقاربة لاممركزة تحترم مبادئ المشاركة الاستراتيجية والتشارك وتنسيق العمليات والحكامة الجيدة، من بلوغ نتائج مهمة بإقليم أزيلال في مجالات محاربة الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة، لاسيما من خلال الانخراط الكبير للسلطات المحلية والوزارات المعنية والمشاركة النشيطة للسكان ومنظمات المجتمع المدني.
وهكذا تعززت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كخيار تنموي مهيكل ، اليوم السبت، بفضل مختلف المبادرات المتخذة من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، على مستوى إقليم أزيلال حيث أشرف جلالته على توزيع العديد من المعدات والتجهيزات،تم اقتناؤها في إطار المبادرة، على تعاونيات وجمعيات محلية .
وقد عرف هذا الإقليم الواقع وسط المملكة، برسم الفترة 2011- 2015 ، إنجاز العديد من المشاريع (3ر461 مليون درهم)، تدخل في إطار البرامج الخمس للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، والمتمثلة في برنامج محاربة الفقر في الوسط القروي، وبرنامج محاربة الهشاشة، والبرنامج الأفقي، وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، وبرنامج التأهيل الترابي.
من جهة أخرى، مكن تنفيذ مشاريع الأنشطة المدرة للدخل على مستوى إقليم أزيلال ، بفضل الأولوية التي تحظى بها ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من تحقيق نتائج ملموسة يشهد عليها تحسن مؤشرات التنمية الاجتماعية والإدماج الفاعل لأعداد أكبر من الفئات المستهدفة ضمن النسيج السوسيو- اقتصادي.
وشهد تنفيذ المشاريع المتعلقة بالأنشطة المدرة للدخل بالاقليم زخما كبيرا خلال السنوات الأخيرة ، كما تدل على ذلك العديد من البنيات الإنتاجية والمقاولات الصغرى المحدثة في الحواضر والقرى، لاسيما في قطاعات الفلاحة والتجارة والسياحة الجبلية، والتي شملت مختلف فئات المجتمع من نساء ورجال وشباب وأشخاص مسنين، بما يعكس الجهود الحثيثة المبذولة من طرف مختلف الفاعلين في هذا المجال.
وكل ذلك يعكس ، بالملموس، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية نجحت في تغيير معالم الجماعات والأحياء المستهدفة بإقليم أزيلال من خلال العديد من المشاريع التنموية التي شملت قطاعات حيوية عدة إلى جانب دعم الحكامة المحلية، وذلك وفق مقاربة تشاركية تعتمد التشخيص والتخطيط التصاعدي والتتبع والتقييم كآليات لترسيخ الحكامة في تدبير المشاريع المندرجة في إطار هذا الورش المجتمعي الوطني.
وبذلك، أضحت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي مضى على إطلاقها تسع سنوات، خيارا ناجعا يستمد قوته من صرح التكافل الاجتماعي الذي تتبناه المملكة والرامي إلى بلورة قيم التآزر والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص التي تنهل من الدستور .