المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .. “أرتيساج-تام” مثال للتعاونيات الناجحة في الحوز

تمصلوحت (إقليم الحوز) –  تواصل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم الحوز التزامها الراسخ بتعزيز ودعم التعاونيات، لا سيما تلك الناشطة في مجالات الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وتساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال دعمها المهم وبشكل كبير في تعزيز الإدماج الاقتصادي للنساء والشباب في الجماعات القروية التابعة لهذا الإقليم، وذلك في إطار مقاربة متكاملة تهدف إلى تحسين خلق القيمة المضافة على المستوى المحلي وضمان شروط نجاح واستدامة المشاريع من خلال مواكبة التعاونيات.

ففي جماعة تمصلوحت التابعة لإقليم الحوز، تعد التعاونية “أرتيساج-تام” من المشاريع الواعدة التي تشهد على المقاربة المبتكرة والعملية التي تنهجها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعما للإدماج الاقتصادي للشباب والنساء وتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

وتنتج تعاونية فن النسيج التقليدي منتجات الزرابي والجلد والخياطة التقليدية والسيراميك والفخار والعديد من المنتجات المحلية الأخرى التي تشهد على المهارات التقليدية التي تم توارثها عبر الأجيال، مع الاعتماد على التقنيات الحديثة لتحسين التصميم وضمان قابلية التسويق.

وتضم التعاونية ثلاثة ورشات للخياطة والتطريز والصناعة التقليدية، وقد تطلب هذا المشروع تكلفة إجمالية تبلغ 500,000 درهم، منها 300,000 درهم ساهمت بها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في إطار برنامج المبادرة المتعلق بتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.

وفي هذا السياق، أكد أمين مال تعاونية “أرتيساج-تام”، عبد الرزاق الخيدر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التعاونية التي أنشئت في عام 2008، تخصصت في البداية في النسيج قبل أن توسع نشاطها لاحقا إلى قطاعات الصناعة التقليدية الأخرى، مثل الزربية والخياطة والنجارة واللحام.

وأشار السيد الخيدر، في هذا السياق، إلى أن النساء يشكلن عنصرا أساسيا في التعاونية في أعمال الإنتاج والتدبير والتوجيه.

الأمر ذاته بالنسبة لزهيرة لعزيز، المسؤولة عن ورشة للتطريز والخياطة، التي أكدت على الإقبال الكبير على منتجات التعاونية من قبل المغاربة والأجانب وكذلك الشركات ومؤسسات الإيواء السياحي.

وأوضحت السيدة لعزيز، المتخصصة في التصميم والخياطة، أن التعاونية بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انتقلت من سبعة إلى حوالي 300 شخص يعملون في مختلف الأنشطة التي تتخصص فيها التعاونية.

وأشارت إلى أن منتجات التعاونية تحظى بإعجاب كبير من قبل الزوار الذين يكتشفون جمال وتفرد الصناعة التقليدية التي تعكس ثراء وأصالة التراث الحرفي المغربي.