القطاع السياحي قاطرة هامة بالنسبة للاقتصاد المغربي تساهم في خلق الثروة والمقاولات

(إعداد: نادية الأحمر)
الرباط – أكد وزير السياحة، السيد لحسن حداد، أن قطاع السياحة يشكل قاطرة هامة بالنسبة للاقتصاد المغربي ويشهد دينامية اقتصادية متزايدة تساهم في خلق الثروة والمقاولات. وقال السيد حداد، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “صناعة السياحة المغربية حافظت على مسار إيجابي منذ أزيد من ثلاث سنوات، حيث سجل القطاع عند نهاية سنة 2013 نموا بواقع 8 بالمائة في عدد السياح الوافدين مقارنة مع سنة 2010، متجاوزا بذلك العتبة الرمزية المتمثلة في 10 ملايين سائح سنويا.
وأضاف أن عائدات القطاع السياحي من العملة الصعبة استقرت في حوالي 58 مليار درهم خلال العام الماضي، أي بزيادة بنسبة 2 في المائة بالمقارنة مع سنة 2010، مشيرا إلى أن “القطاع حافظ على جاذبيته في مجال الاستثمار، حيث بلغت الاستثمارات الأجنبية حوالي 2ر14 مليار درهم خلال سنة 2012 و1ر18 مليار درهم العام الماضي”، في حين وفر نحو 50 ألف فرصة عمل مباشرة إضافية سنة وسجل تكوين 38 ألف من الشباب.
وأشار وزير السياحة إلى أن القطاع أظهر، بالنسبة للنصف الأول من السنة الجارية، مؤشرات إيجابية في مجال مواكبة الاستثمارات الكبرى، والتي بلغت حوالي 6ر14 مليار درهم وتجسدت في إطلاق منتجات هيكلية كفيلة بتعزيز التموقع السياحي للمناطق التي حددتها رؤية 2020.
وأبرز السيد حداد أن “هذه المنتجات تسمح أيضا بإغناء العرض السياحي من خلال تطوير مرافق سياحية متنوعة مثل المتاحف والمنتجعات والمدن العتيقة وتشييد الوحدات الفندقية الراقية”.
كما شدد، جهة أخرى، على ضرورة المحافظة على تموقع القطاع، عبر مواصلة جذب السياح ذوي القيمة المضافة، مشيرا إلى أن وزارته تراهن على وصول 7ر10 مليون سائح للنقاط الحدودية خلال سنة 2014 عبر تعزيز الأعمال التسويقية وتعزيز التموقع الدولي لوجهة المغرب وتطوير حضورها في القنوات الإعلام والتوزيع.
وتوقع الوزير برنامجا هاما للشراكة طويلة الأمد في مجال الطيران مع الشركات ذات القيمة المضافة القوية والبحث عن شركات طيران جديدة منتظمة ومنخفضة التكلفة في الأسواق ذات الأولوية.
وأوضح السيد حداد، في هذا الإطار، أن السياحة الداخلية تنمو بخطى ثابتة وأضحت وجهة هامة للسياح المغاربة، مضيفا أن وزارته تعكف حاليا على وضع منتوج جديد يسمى “محطات بلادي”، يلبي رغبات السياح الوطنيين وبأسعار معقولة.
وأشار إلى أن “هدفنا هو دفع عدد مهم من المغاربة إلى السفر عبر أرجاء بلدهم وتعريفهم بمختلف المدن، وليس الوجهات الكلاسيكية فحسب. يتعين على المغاربة تنويع وجهاتهم من خلال زيارة المدن الصغيرة الواقعة في مختلف أنحاء المملكة”.
وقال الوزير، في هذا الصدد، إن وزارته، وبهدف تشجيع السياحة الداخلية، تعمل على تطوير منتوجات “كنوز بلادي” خارج أيام العطل، من أجل تعزيز دمقرطة الحق في السفر وتمكين السياح الوطنيين من الاستفادة من وفرة عرض وجهة المغرب وإدخال الإنترنت بوصفه قناة تواصلية جديدة.
وأبرز أنه يتعين حث المغاربة على السفر خارج الفترات الصيفية بشكل يجعلهم يستفيدون من أسعار تفضيلية، موضحا أن وزارته تدرس، إلى جانب وزارة التربية الوطنية والنقابات، إمكانية “ترتيب العطل حتى لا تتزامن مع فترات الإقبال المكثف”.
وعلى مستوى الاستثمار، أكد السيد حداد على ضرورة جلب الموارد اللازمة لإنجاح استراتيجية الوزارة بالنسبة للقطاع، للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية 2020.
وقال، في هذا الصدد، إن التحدي بالنسبة لسنة 2014 هو تكثيف عمليات تشجيع الاستثمارات الدولية بهدف إنهاء تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المسطرة، لاسيما المشاريع السياحية ذات القيمة المضافة العالية، وتنمية المناطق السياحية الناشئة.
وأبرز أن “هذه الخطوة ستسمح لنا بجذب استثمار بقيمة حوالي 19 مليار درهم، أي ما يمكن من توفير طاقة استيعابية تصل إلى 28 ألف سرير خلال السنة الجارية.
وأعرب السيد حداد أيضا عن ثقته بخصوص آفاق القطاع، معتبرا أن “السياحة يمكن أن تكون القطاع الأول للاقتصاد المغربي في غضون عشر سنوات”.