الطرق السيارة بالمغرب ..أو المسارات الكبرى للتطور
(صفاء بنور)
الرباط – يكتسي استعمال المحاور الطرقية بالمغرب، أهمية كبرى في الوقوف على حجم المنجزات التنموية الرائدة التي حققتها المملكة في شتى المجالات، بما في ذلك شبكة الطرق السيارة التي توسعت مؤخرا بخط جديد يربط بين سهل تادلة وجبال الأطلس بأزيلال، عابرا بذلك جبال الأطلس المتوسط بخنيفرة.
ويتعلق الأمر بالطريق السيار خريبكة – بني ملال الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في ماي الأخير. وسيساهم هذا الخط الجديد الذي يبلغ طوله 95 كلم، في توسيع شبكة
الطرق السيارة على الصعيد الوطني قيد الاستغلال إلى 1511 كلم، هذا التطور ما فتئ يعزز الثقة في تحقيق الهدف المتمثل في زيادة طول خطوط شبكة الطرق السيارة ليصل إلى 1800 كلم
في أفق 2015.
وستتوفر المناطق التي يعبرها هذا المحور الطرقي السريع، على تجهيزات طرقية سيكون لها دور لا محيد عنه في تعزيز إقلاعها الاقتصادي، وذلك بتمكين المستعملين من بنية تحتية
تراعي المواصفات العالمية.
ويتوقع أن يشهد هذا المحور الجديد الذي بدأ استخلاص رسوم استغلاله، ابتداء من 15 يونيو الأخير، حركية مرورية بمعدل 4000 سيارة يوميا.
وسيسهم خط بني ملال – خريبكة حتما في تعزيز الدينامية الاقتصادية للمملكة، بالنظر لكونه سيضطلع بدور أساسي في تعزيز صلة الوصل بين قطبين اقتصاديين كبيرين، الأول يزخر
بموارد معدنية هامة، والثاني يتوفر على مؤهلات كبيرة في مجال الصناعة الفلاحية، وهو ما سيسهم في تقريب المسافة بين الأقطاب الاقتصادية الرئيسية في البلاد.
ويندرج إنجاز هذا الشطر الجديد، في إطار مشروع بناء الطريق السيار برشيد- بني ملال الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقته في 12 أبريل 2010 والذي يمتد على
طول 172 كلم.
وحسب الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، فإنه تم تجاوز كل العوائق التي تسبب في توقف الأشغال في عدة نقط، بسبب إجراء مسطرة نزع الملكية على مستوى شطر برشيد
خريبكة، مضيفة أن تقدم الأشغال بهذا الشطر بلغ نسبة 80 في المئة حيث ستنتهي في يونيو 2015.
وسيتم بلوغ نسبة 1800 كلم من الطرق السيارة في أفق 2015 بعد الانتهاء من أشغال بناء محور برشيد خريبكة وكذا الطريق السيار المداري للرباط.
ويشكل الطريق السيار الرابط بين الجديدة وآسفي الذي يمتد على طول 143 كلم أيضا مشروعا رائدا ومهيكلا، يندرج في إطار البرنامج التكميلي للطرق السيارة الذي أطلقته الشركة
الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، لتنمية جهة دكالة عبدة وتثمين مؤهلاتها السياحية والصناعية ومواردها المعدنية.
كما يشكل هذا المشروع، الذي تبلغ كلفة إنجازه 4,8 مليار درهم، منشأة مهيكلة هامة كفيلة بتعزيز تنمية الجهة من خلال تحسين ظروف تنقل المسافرين ونقل البضائع، إلى جانب الرفع من
مستوى السلامة الطرقية وتيسير اندماج المراكز الحضرية التي يجتازها ضمن محيطها الجغرافي والسوسيو- اقتصادي فضلا عن مساهمتها في المحافظة على البيئة وإعداد التراب.
وسيمكن هذا الشطر، الذي يمتد محوره الرئيسي حول مدينة الجديدة إلى غاية نقطة بمحاذاة موقع الجرف الأصفر، من استكشاف المواقع الصناعية والسياحية بالمنطقة، انطلاقا من ميناء
الجرف الأصفر إلى ضاية الوالدية.
أما الطريق السيار المداري للرباط، فيروم تسهيل حركية النقل إلى العاصمة، وسيولة المرور والعبور إلى الأحياء المحاذية وإلى مدينة تامسنا الجديدة، فضلا عن إسهامه في تقليص نسب
حوادث السير.
ويرتبط هذا المحور الذي يمتد على مسافة 41 كلم، بالطريق السيار قيد الاستعمال الدار البيضاء-الرباط إلى شمال تمارة.
وهكذا، فإن إنجاز الطرق السيارة يشكل تحديا استراتيجيا جديدا للمملكة التي تراهن ليس فقط على تأهيل بنياتها التحتية ولكن أيضا التخفيف من الأعباء المالية التي يتطلبها إنجاز الطرق
السيارة.
وقد تم تخصيص أكثر من خمسة ملايير درهم لفتح 737 كلم من الطرق السريعة في وجه المرور، وذلك منذ بدء برامج التنفيذ، قبل 10 سنوات وإلى غاية شتنبر 2013. وتراهن وزارة
التجهيز والنقل واللوجستيك، على توسيع هذه الشبكة إلى 1600 كلم في افق سنة 2016.
من جهة أخرى ، عملت الوزارة على تحيين المخطط المديري الوطني الثاني للطرق السيارة في أفق 2030 والذي يرمي إلى تجهيز المملكة بخطوط جديدة من الطرق السيارة تربط بين كل
من مراكش وفاس عبر بني ملال وخنيفرة على طول 470 كلم والطريق السيار القاري الدار البيضاء-الرباط على طول 60 كلم وفاس وتطوان على طول 231 كلم وتاوريرت والناظور على
طول 80 كلم ووجدة والحدود الجزائرية على طول 22 كلم.
وذكرت الشركة الوطنية للطرق السيارة أن إنجاز شبكة الطرق السيارة على الصعيد الوطني، تطلب استثمارا ضخما بلغ سنة 2014 ، 45 مليار درهم، ممول في جزء منه بنسبة 20 في
المائة من قبل الشركة في حين الباقي ممول من طرف المانحين الدوليين.
لذلك فإن المغرب، ما فتئ يخطو منذ سنوات وبثبات لإنجاز بنية تحتية عصرية تمكنه من إرساء وبشكل فاعل لبنات التطور السوسيو-اقتصادي المنشود.
اقرأ أيضا
وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية
أصدر وزير العدل قرارا بإنشاء وتنظيم المصالح اللاممركزة للوزارة، متمثلة في مديريات إقليمية للعدل موزعة على مستوى الدوائر القضائية لكل محكمة استئناف.
السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)
أكد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أحمد رضا الشامي، أمس الجمعة بالرباط، أن تعزيز حكامة المالية العمومية يخلق آثار إيجابية على عدة مستويات.
السيد بنسودة يدعو إلى تحسين نموذج الحكامة المالية العمومية
دعا الخازن العام للمملكة، نور الدين بنسودة، أمس الجمعة بالرباط، إلى تحسين مستمر لنموذج الحكامة المالية العمومية لدعم النمو بشكل فعال، وإحداث فرص الشغل، وتعزيز التماسك الاجتماعي.
أخبار آخر الساعة
-
وزارة العدل تعزز اللاّمركزية بتأسيس مديريات إقليمية لتحديث الإدارة القضائية
-
السيد الشامي يبرز إيجابيات تعزيز حكامة المالية العمومية (مناظرة)
-
السيد بنسودة يدعو إلى تحسين نموذج الحكامة المالية العمومية
-
الصويرة تعيش على ايقاع فعاليات الدورة ال19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية
-
المقومات التراثية الفريدة للفن المعماري “آرت ديكو” محور مائدة مستديرة بالدار البيضاء
-
الدار البيضاء.. اختتام أشغال المؤتمر العربي الثالث للملكية الفكرية
-
الدار البيضاء.. إبراز تحديات حماية حقوق الملكية الفكرية بالتعليم في ارتباطها بالذكاء الاصطناعي (ندوة)
-
معهد واشنطن في الصويرة: السيد أزولاي يسلط الضوء على الاستثناء المغربي بين الأمم