آخر الأخبار
الطبقة الإفريقية المتوسطة ..مؤهل حقيقي أم مكسب مبالغ فيه؟

الطبقة الإفريقية المتوسطة ..مؤهل حقيقي أم مكسب مبالغ فيه؟

الخميس, 17 سبتمبر, 2015 - 15:12

جوهانسبورغ -(بقلم ..عبد الغني عويفية) – منذ الانتكاسة الاقتصادية العالمية لسنة 2009 ، خصص خبراء اقتصاديون وماليون حيزا كبيرا من اهتماماتهم للحديث عن حظوظ إفريقيا في أن تصبح محور التنمية العالمية مستقبلا ، في إحالة منهم ، بهذا الخصوص ، إلى بروز طبقة إفريقية متوسطة كأحد المؤهلات الأساسية للقارة السمراء التي بات ينعت إليها ب( العملاق النائم) .

وأشار مركز ( ديلويت) في تقرير نشره مؤخرا ، إلى أن الطبقة المتوسطة الإفريقية قد ازدادت بثلاث مرات في ظرف 30 عاما ،وأنها ستبلغ 1,1 مليار شخص إلى حدود 2060 لتمثل بذلك 42 في المائة من ساكنة القارة .

وحسب المركز ذاته، فقد سجلت القارة الإفريقية النسبة الأكثر ارتفاعا في العالم من حيث نمو الطبقة الوسطى .

ويبدو أن الأمر يتعلق بنتيجة ستداعب طموحات العديد من دول القارة الذين باتوا يتوسمون خيرا في دور هذه الطبقة كمحرك للتنمية وركيزة من ركائز الاستقرار السياسي في قارة طالما مزقتها الحروب والأوبئة .

ولئن كانت خلاصة تقرير المركز ، التي أيدتها مراكز بحوث كثيرة ، قد ارتكزت على الأرقام التي حددت النمو الاقتصادي السنوي في إفريقيا بين 7 و8 في المائة ، فإن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني مؤخرا وانعكاساته الواضحة على كثير من الدول الإفريقية التي تربطها بالصين علاقات تجارية متينة ، قد يقلب وجه الرؤية .

والواقع أن بعض الشركات العالمية بدأت تعيد النظر في تقييمها للنمو الإفريقي بعدما كانت تراهن على تعزيز دور الطبقة المتوسطة .

ففي شهر يونيو المنصرم، أعلنت شركة ” نيسلي” الرائد العالمي في الزراعة الغذائية ، نيتها تقليص عدد يدها العاملة المنتشرة في 21 دولة إفريقية إلى نسبة 15 في المائة .

وبالرغم من أن الشركة قد استثمرت أكثر من مليار دولار بإفريقيا خلال السنوات الأخيرة ، إلا أنها لم تفلح في جني المكاسب التي كانت قد سطرتها سلفا ، وهو ما دفع الشركة إلى تخفيض سلسلة إنتاجها إلى مستوى النصف لا سيما في إفريقيا الشرقية .

وأشار المدير التنفيذي لشركة ” نيسلي” بإفريقيا الاستوائية ، كورونيل كروموناشير ، إلى أن الشركة استنتجت ، خطأ ، أن إفريقيا ستكون آسيا المستقبل ، قبل أن تدرك في الأخير أن الطبقة المتوسطة الإفريقية قد انحسرت وما عادت تعرف نموا حقيقيا .

وعدد كبير من الشركات العاملة في قطاعات الزراعة الغذائية والعقار والمالية وجدت نفسها في الوضع ذاته .

ولقد استفز تطور الأمور بهذا الشكل المحللين الاقتصاديين ليعمدوا الى وضع تقييم أكثر دقة حول الطبقة المتوسطة الإفريقية ، لاسيما في بلدان جنوب الصحراء ، دون الاستناد على الأرقام التي نشرها البنك الإفريقي للتنمية ( باد) سنة 2011 الذي قدر بأن الطبقة المتوسطة تشكل 34 في المائة من الساكنة الإفريقية .

وحسب التعريف الذي يضعه ( الباد) فإن الإفريقي المصنف في خانة الطبقة المتوسطة هو من كان مدخوله السنوي في حدود 3 آلاف و900 دولار أمريكي.

وفي شهر شتنبر الماضي قام ( ستاندار بانك) ، أحد أهم البنوك الرئيسية بجنوب إفريقيا، بنشر دراسة همت 11 بلدا جنوب صحراء ممن يمثلون أكثر من نصف الإنتاج الداخلي الخام بالمنطقة .

وتوصل البنك ، معتمدا على معاييره الخاصة ، إلى أن الطبقة المتوسطة في بلدان جنوب الصحراء لم تتعد 15 مليون شخص.

وحسب المركز المالي ذاته ، فإن هذه الطبقة لا تمثل في نيجيريا سوى 4,1 مليون شخص ، أي بنسبة 11 في المائة فقط من ساكنة البلاد ، مقابل 21 في المائة بأنغولا ، و10 في المائة بزامبيا ، مشيرا إلى أن أغلبية الأسر الإفريقية تملك دخلا ضعيفا.

إنه من الصعوبة بما كان تعريف الطبقة المتوسطة في إفريقيا ، يوضح سيمون فريمانطل ، الخبير المسؤول في قسم السياسة الاقتصادية ب(ستاندار بانك ) وصاحب الدراسة .

وقال ” لقد خلصنا إلى أن شرائح كبيرة من الساكنة التي شملها تصنيف ( الباد) قد تسقط في فقر مدقع”، مضيفا أن هذه الطبقة التي صنفتها المؤسسة المالية الإفريقية تنفق معظم مدخولها على المواد الغذائية.

وأكد أن هذه الشريحة لا يمكنها أن تقاوم غلاء أسعار المواد الغذائية ومن ثم لا يمكن إدراجها ضمن طبقة متوسطة حقيقية قادرة على تحريك عجلة النمو الاقتصادي .

وغير بعيد عن هذا المنحى ، يتجه أحد معدي دراسة ( الباد) ، ستيف كاييزي موغيروا الذي أقر بصعوبة تحديد مفهوم دقيق للطبقة المتوسطة بإفريقيا ، معتبرا أن هذه الطبقة ، ومع كل الأحوال ، تبعث بإشارات إيجابية عن مساهمتها في عجلة التنمية.

وأكد الخبير ذاته ان تعريف البنك الإفريقي للتنمية ( باد) لم يرتكز على المعايير الأوروبية أو الأمريكية ، مشيرا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بإفريقيا فإن مصطلح الطبقة المتوسطة يتخذ بعدا مرنا ، لاسيما في إطار النقاش الدائر حاليا حول آفاق مستقبل القارة السمراء.

ونبه فريمانطل من ( ستاندار بانك) إلى أن إفريقيا سوق لا يمكن الحصول على معطيات دقيقة بشأنها وهو ما يؤدي بالشركات العالمية إلى الوقوع في حسابات خاطئة.

وأضاف أن الشركات التي تولي اهتمامها للطبقة المتوسطة الدنيا تتمكن من تحقيق مكاسب مرضية لها في حين أن تلك التي تستهدف الطبقة المتوسطة العليا تصطدم بصعوبات كبيرة .

ومهما يكن الحال ، فإن الخبراء الماليين والاقتصاديين مجمعون على أنه سيحين وقت يشهد فيه العالم نشوء طبقة متوسطة إفريقية حقيقية قادرة على الانخراط في الاقلاع الاقتصادي الموعود للقارة السمراء .

اقرأ أيضا

كرة القدم داخل القاعة.. حفل استقبال لبعثة المنتخب الوطني بعد عودتها من أوزبكستان

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 12:03

أقامت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اليوم الثلاثاء بسلا، حفل استقبال على شرف المنتخب الوطني داخل القاعة، الذي بلغ دور ربع نهائي كأس العالم، المنظم بأوزبكستان إلى غاية 6 أكتوبر الجاري.

بورصة الدار البيضاء.. تداولات الافتتاح على وقع الانخفاض

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 11:21

استهلت بورصة الدار البيضاء تداولاتها، اليوم الأربعاء، على وقع الانخفاض، حيث سجل المؤشر الرئيسي “مازي” تراجعا بنسبة 1,3 في المائة ليستقر عند 14.017,24 نقطة.

“إل بايس” تسلط الضوء على مؤهلات الصويرة السياحية

الأربعاء, 2 أكتوبر, 2024 في 10:39

سلطت اليومية الإسبانية “إل بايس”، أمس الثلاثاء، الضوء على سحر وجاذبية الصويرة، المدينة التي تتجاوز كونها مجرد وجهة سياحية لتجسد نمط حياة حقيقي يجذب كل من عشاق التاريخ ومحبي الطبيعة.