الطائفة اليهودية المغربية بنيويورك تثمن عاليا التقارب بين المغرب واسرائيل

(أجرى الحوار : نوفل النهاري)

نيويورك – ثمن ممثلو الطائفة اليهودية المغربية بنيويورك، عاليا التقارب بين المملكة المغربية ودولة اسرائيل، مؤكدين أن هذه الروابط تشكل مصدر “اعتزاز وفخر” بالنسبة لأفراد هذه الطائفة التي تظل متشبثة بجذورها وبلدها الأصلي، المغرب.

وفي هذا الصدد، قال حاخام الطائفة اليهودية المغربية بنيويورك جاد بوسكيلة إن”هذا التقارب بالنسبة لنا بمثابة حلم يتحقق. فهو حدث تاريخي لن يتأخر في إحلال السلام بالمنطقة، بالشكل الذي سيجعل دولا أخرى تحدو حدو المغرب”.

وقال هذا الحاخام المزداد بالدار البيضاء، والذي أسس منذ 32 سنة بنيويورك أول كنيس يهودي مغربي بنيويورك “باعتبارنا يهودا مغاربة، فإن هذا التقارب التاريخي هو فخر حقيقي. كلنا أبناء ابراهيم، وهكذا نرى الأمور: نرغب في العيش بسلام وإظهار أخوتنا للعالم أجمع”.

ويرى أن هذا التقارب التاريخي من شأنه المساهمة في إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ووضع حد لنزاع طال أمده بالشرق الأوسط.

وعلى المستوى الاقتصادي، اعتبر الحاخام بوسكيلة، أن الاتفاقات بين المغرب واسرائيل ستكون مفيدة جدا في ما يتعلق بالمبادلات التجارية والاستثمارات بين البلدين.” إنه بالفعل باب يودي إلى مستقبل مشرق”.

وفي معرض حديثه عن الروابط التي تجمع الطائفة اليهودية بالمملكة، قال جاد بوسكيلة “كنا دائما نعتز ببلدنا المغرب، لأننا عشنا على الدوام مع إخواننا المغاربة في وئام وأخوة، وتشكل هذه الأخوة التي جمعتنا بجيراننا المسلمين المغاربة مصدر فخر بالنسبة لنا”.

من جهته، قال الحاخام رافاييل بنشيمول عن مجمع السفرديم بمانهاتن في تصريح مماثل، إن الطائفة اليهودية المغربية “سعيدة للغاية” بالتقارب بين المغرب واسرائيل.

وأضاف الحاخام بنشيمول “نصلي ونأمل في أن تكون العلاقة الجيدة والمثمرة القائمة بين اليهود المغاربة والمملكة المغربية، نموذجا وضاء لإلهام دول أخرى، قصد التمكن من الاطلاع على الثمار التي يمكن أن يجلبها الاحترام المتبادل والصداقة بين شعبين، وأن يزدهر السلام والتعايش على الدوام في عالمنا”.

وسجل “باعتبارنا يهودا مغاربة، فإن المغرب والشعب المغربي سيظلان دوما قريبين من قلوبنا، فكثير منا لازال يحتفظ بروابط عائلية وصداقات بالمغرب، وأجدادنا مدفونون بأرض المغرب، لكن السبب الرئيسي الذي يقرب المغرب من قلوبنا هي تلك الذكريات التي لازلنا نحتفظ بها منذ طفولتنا لاسيما الذكريات الجميلة للعيش في سلام وانسجام”.

وأضاف السيد بنشيمول أن” حرية المعتقد التي تمتعنا بها كيهود بالمغرب مكنتنا من الازدهار كطائفة يهودية، ما سمح لنا أيضا بالحفاظ على تقاليدنا وموروثنا”، مبرزا أن “حضورنا هنا بنيويورك يؤكد أنه بالرغم من مغادرتنا للمغرب فإن البلد لم يغادرنا قط، وهذا يذكرني بالعبارات الحكيمة لجلالة المغفور له الملك الحسن الثاني الذي قال “عندما يغادر يهودي مغربي بلده، نفقد مواطنا مقيما، ولكننا نربح سفيرا”.

وأكد أن “اليهود المغاربة الذين يعيشون حاليا خارج المغرب سواء بإسرائيل أو بالمهجر والذين يفوق عددهم المليون، فهم في الحقيقة سفراء للنوايا الحسنة بالنسبة لبلدهم الأصلي المغرب”.

من جانبه، قال موريس بيريز، وهو ممثل وعضو مؤثر بالطائفة اليهودية المغربية بنيويورك إن التقارب بين المغرب واسرائيل يشكل “نبأ عظيما” تتلقاه الجالية اليهودية بالمغرب بكل “اعتزاز وفخر”.

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن”العلاقات بين الطائفة اليهودية بالولايات المتحدة والمغرب، كانت على الدوام ممتازة ويطبعها الاحترام المتبادل وروح السلام”.

وعاش اليهود ذوو الأصول المغربية، بحسب المتحدث، في سلام وطمأنينة بالمملكة، مبرزا أن القرار التاريخي باستئناف العلاقات بين اسرائيل والمغرب سيساهم في إثراء العلاقات الاقتصادية والثقافية بين البلدين.

واعتبر السيد بيريز أن “هذه المبادرة ستشجع دولا أخرى بالمنطقة على السير على خطى المغرب، ما من شأنه المساهمة حتما في تعزيز السلام والتفاهم المتبادل”.

وأشاد بهذه المناسبة، بالمبادرات الرائدة والحاسمة التي كان قد اتخدها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني لفائدة إحلال السلام بالشرق الأوسط.