آخر الأخبار
الشعر العربي معين لا ينضب وجمالية لا تفنى (شاعر دانماركي)

الشعر العربي معين لا ينضب وجمالية لا تفنى (شاعر دانماركي)

الإثنين, 11 مايو, 2015 - 10:48

(أجرى الحديث: هشام الأكحل)

بوينوس أيريس – وصف الأديب الدانماركي، نيلس هاو، الشعر العربي، قديمه وحديثه، بكونه معينا لا ينضب وجمالية لا تفنى، يحمل في ثناياه دررا من الإبداع الأصيل عز نظيرها في غيره من قصائد الشعر العالمي.
“لا أدري كيف لا نقبل على قراءة دواوين أبي العلاء المعري ..ذاك الشاعر الذي سبق زمانه، وكيف لا نتأثر بشعره وفلسفته، وكيف نغفل قامات شعرية بصمت الأدب العربي المعاصر من أمثال محمود درويش وأدونيس وغيرهم..”، يقول نيلس هاو متسائلا، بكثير من الأسف، في حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في الدورة 41 للمعرض الدولي للكتاب بوينوس أيريس الذي تختتم فعاليته اليوم الاثنين.
ويردف بالقول ما أجمل أن ترهف السمع للشاعر المغربي محمد أحمد بنيس وهو يلقي إحدى قصائده من ديوانه “بصحبة جبل أعمى” فتحس وكأن اللغة العربية التي كتبت بها قصيدته إنما هي نغمة موسيقية عذبة الرنين تشد إليها الأسماع والأفئدة …”ولا غرو في ذلك لأنها لغة شعر جمعت بين الجمالية والشوق والمعاناة.. وفيها تنساب الكلمات أندلسية الإيقاع”.
ويرى نيلس هاو، الذي صدرت له خمسة دواوين ترجمت إلى عدة لغات من بينها العربية، أن الغاية من قرض الشعر اليوم في زمن الصورة والفوضى تتمثل في “استعادة وترميم اللغة وحماية الإنسان من هذا العالم المجنون”، مسجلا أن العالم بات أحوج ما يكون إلى الشعر الجيد في ظل “واقع بئيس يصول فيه الساسة الماكرون ويجولون، لاهثين وراء جمع الثروة لذواتهم في وقت يكابد فيه الفقراء والمشردون المعاناة اليومية مع لقمة العيش ووسائل التنقل.. إنه الهراء”.
ويضيف هاو، الذي جرب حياة التسكع مراهقا عندما حل ذات يوم بالمدينة قادما إليها من بلدته الريفية، أن الكثير من الناس وخلال حياتهم يخفون سرا ما قد يكون بعض الكلمات الغالية أو ربما أسطرا من الشعر، يحرصون على وضعها بعناية في مكان ما بأفئدتهم وقلوبهم ..و “غالبا ما يعيش الناس محاطين بالأنواء والنكبات، والهزائم كتلك التي حصدتها عندما أردت أن أصبح بحارا، لذلك نلجأ إلى الشعر لننمق به مشهد الحياة في سيركها الوحشي”.
لكن الشعر، يقول صاحب “الروح ترقص في مهدها” يتعين أن يصبح جزءا من الحياة الحقيقية فمعظم الناس يعانون من الجنون الذي يحاول أن يجتاح حياتنا ويغرق الكون، بينما السعادة تتماهى يدا في يد مع الحزن والبؤس، معتبرا أن الشعر لابد له أن ينمو وسط بيئته التي ينتمي إليها ويخرج من تربة الأرض التي وجد فيها.
يدين الشاعر الدانماركي في كثير من نجاحه إلى زوجته “كريستينا”، عازفة البيانو الشهيرة في الدانمارك، والتي يقول إنه يجلس كل صباح أمامها متأملا في أناملها وهي تحدث أنغاما تهز أركان البيت، ويعيد على أسماعها سمفونيته اليومية “كم تمنيت لو أولد تحت البيانو لأتعلم العزف كما تعزفين” فالموسيقى والشعر، برأيه، عشيقان يخرجان من رحم الابداع لا تستقيم حياة أحدهما دون وجود الآخر”.
وعن طريقة كتابته الشعر يقول إنه يقضي أياما متتالية في مكتبه دون أن تتسل ولو كلمة واحدة إلى ورقته البيضاء إلى أن يأتي يوم جميل يقوده فيه الارتباك والشك إلى كتابة قصيدة، ويضيف، أن الممارسة والتفاعل مع المواد المكتوبة قد يبث قليلا من الروح في جسد اللغة لتفسح المجال لبعض الكلمات لعلها تتراقص شعرا.
يحتاج نيلس هاو كغيره من الشعراء لكثير من الإلهام ليكتب القصيدة التي يعتبرها في نهاية المطاف “هبة من السماء”، غالبا ما يختار الكتابة بروية في هذا العالم المتحول، ويترك قصائده مبعثرة فوق مكتبه لوقت قد يطول أو يقصر ثم يعود إليها فجأة فيجد النص قد نضج وأصبح جاهزا للنشر أو يحمل إليه مفاجآت لم تكن في الحسبان، لذلك فالغموض دائما ما يكتنف مسلسل الإبداع عنده. لكن القصيدة الجيدة، يقول هاو، هي تلك التي قد تأتيك فجأة وأنت في الشارع أو حينما تركب وسائل النقل، أو تقوم بأعباء الحياة اليومية.
وعن ديوانه الجديد “الروح ترقص في مهدها”، والذي صدر مترجما إلى اللغة العربية بعمان (الأردن) يشدد هاو على أنه يتملكه الفضول لمعرفة كيف سيستقبله القراء بالعالم العربي، متمنيا أن تجد قصائده التي لبست جبة اللغة العربية قراء حصفاء، فالشعر في المقام الأول حديث حميمي بين الشاعر والقارئ حول الأسرار العميقة للوجود.
يعتبر نيلس هاو، الذي ولد سنة 1949، من أشهر الأدباء الدانماركيين يكتب الشعر والقصة القصيرة، شارك في العديد من المهرجانات الشعرية عبر العالم وفاز بجوائز أدبية متعددة، ترجمت أشعاره إلى أزيد من عشر لغات من بينها العربية، وصدرت له عدة دواوين من بينها “جغرافية الروح” (1984) و”حين أصير أعمى” (1995) و”نحن هنا” (2006) و”نساء كوبنهاغن” (2013).

 

اقرأ أيضا

جهة طنجة-تطوان-الحسيمة : إعطاء الانطلاقة الرسمية لمدينة المهن والكفاءات

الجمعة, 6 سبتمبر, 2024 في 19:45

جرى اليوم الجمعة بطنجة إعطاء الانطلاقة الرسمية لمدينة المهن والكفاءات بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، إيذانا بالانطلاق الرسمي للموسم التكويني بالمؤسسات التابعة للمدينة.

مراكش.. شبكة الطرق الصوفية مكنت من تعزيز العلاقات المغربية الإفريقية (السيد التوفيق)

الجمعة, 6 سبتمبر, 2024 في 19:17

أكد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية أحمد التوفيق، اليوم الجمعة بمراكش، أن شبكة الطرق الصوفية، مكنت عبر العصور من تعزيز العلاقات المغربية الافريقية، التي تدخل اليوم في مرحلة جديدة.

الصناعة التقليدية المغربية تبصم على حضور متميز في معرض “منزل وأثاث” بباريس

الجمعة, 6 سبتمبر, 2024 في 18:40

تبصم الصناعة التقليدية المغربية بمختلف أصنافها على حضور متميز في معرض “منزل وأثاث” (Maison et Objet)، الذي يقام في مركز فيلبنت للمعارض بالضاحية الباريسية.