السينما المغربية تصالح الذاكرة.. يوسف بريطل يحتفي بسيرة “الشعيبية”، أيقونة الفن الفطري
الرباط – نزار الفراوي- يخوض المخرج الشاب يوسف بريطل مغامرة الفيلم الطويل لأول مرة بتحد فني كبير يكمن في ثقل موضوع الفيلم الذي يستعيد ذاكرة أيقونة الرسم الفطري في المغرب، الفنانة الراحلة الشعيبية طلال.
وإذ يجمع المتابعون للفن السابع في المغرب على القصور الواضح في مجال التوثيق السينمائي للشخصيات الهامة التي طبعت الذاكرة الجماعية، في التاريخ القديم والحديث على السواء، فإن فيلم “الشعيبية” يطرق مسمارا في جدار الصمت الإعلامي والفني الذي لف مسار شخصية فريدة من نوعها جاب صيتها أرقى المحافل الفنية في العالم.
ولعل الفيلم يفتح شهية مخرجين آخرين للالتفات إلى رموز وطنية بارزة في مختلف القطاعات، لا سيما أنه يأتي بعد وقت قليل من إنجاز المخرج إدريس المريني لفيلم “العربي” الذي يستعيد سيرة لاعب كرة القدم الراحل العربي بنمبارك.
بعد عشرة أفلام قصيرة كشفت عن موهبة إبداعية واعدة، كان يوسف بريطل قد حدد خانة مشروع فيلمه الطويل الأول في الجانب البيوغرافي، لكنه ظل يتردد في اختيار شخصية وطنية بارزة، بعد أن استعرض قرابة 15 إسما مقترحا، ليستقر على “الشعيبية” بصدفة من وحي رسومات طفلته الصغيرة.
يقول بريطل، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الصلة الذهنية التي أقامها بين رسومات الطفلة وسيرة الشعيبية تكمن في أن هذه الأخيرة ظلت تبدع لوحاتها دائما من وحي طفولتها. لقد بقيت طفلة تمارس شغبها وتكتب ذاكرتها في اللوحة.
بعد إقناع المنتج هشام حجي بتبني المشروع، والاتفاق مع كاتب سيناريو بفرنسا، بدأ المخرج رحلة البحث والتوثيق وجمع الشهادات حول الفنانة الراحلة. حياة حافلة ومنعطفات درامية وإبداع عانق العالمية، لكنه يكتشف بذهول كيف أن “الشعيبة لم تجد لها مكانا قط في صورة غلاف إحدى المجلات النسائية الوطنية، من باب الوفاء لذكرى امرأة وفنانة فطرية عظيمة. بل حتى اللقاءات المصورة القليلة تعاملت معها باستصغار، من منطلق أنها سيدة ساذجة لا تحسن التعبير باللغة العالمة”.
راهن يوسف بريطل في هذه المرحلة على لقاءات مع ابن الراحلة، الفنان الحسين طلال، الذي فتح أمامه خزانة الذكريات، فضلا عن أقاربها، قبل أن يسعفه القدر بلقاء سيدة لعبت دورا هاما في المسيرة الفنية للراحلة، وهي الفرنسية سيريس فرانكو، التي كانت أول من كتب تقديما لأعمالها، وساعدتها في الترويج لفنها في فضاءات العرض الأوروبية.
بلغ المخرج الشاب الأسبوع الثالث من مدة تصوير الفيلم التي حددت في خمسة أسابيع، منها أسبوع في فرنسا ويومان في روما. أما فضاءات التصوير في المغرب فتتوزع بين الرباط والدار البيضاء وبرشيد (تعويضا للجديدة) ومراكش.
يقدم بريطل الهندسة الزمنية والدرامية للعمل كالتالي: سنة 2029 ستصادف الذكرى المائوية لميلاد الشعيبية. يبدأ الفيلم في بيت أسرة ميسورة تمتلك لوحات للشعيبية، تتطلع إليها طفلة تمارس على الورق شغبها الأول بالألوان. يبدأ استرجاع ذاكرة فنانة ابتداء من مولدها عام 1929، ليتابع نموها في مراحل مختلفة من عمرها: في السابعة، في فصل زواجها في سن ال13 عاما، وصولا إلى ذروة مسيرتها الفنية عام 1986.
ويتوقع أن ينهي المخرج تصوير الفيلم منتصف شهر ماي القادم، على أن يخرج الفيلم إلى القاعات الوطنية في يوليوز 2015. وقد استفاد الفيلم من دعم بمبلغ 5ر4 ملايين درهم من صندوق دعم الإنتاج السينمائي، تنضاف إلى ميزانية تقدر ب 15 مليون درهم.
أما عن الطاقم التمثيلي للفيلم، فلا يخفي يوسف بريطل اعتزازه بالعمل مع نخبة كبيرة من ألمع الممثلين المحترفين الذين قبلوا المشاركة بأدوار، بعضها صغير. محمد خيي، لطيفة أحرار، إدريس الروخ، يونس ميكري، محمد نظيف وغيرهم، بينما تلعب دور الشعيبية في مرحلة النضج الممثلة السعدية أزكون التي تحصد ثمار تألقها على التلفزيون في شخصية “للا منانة”.
لا يعد يوسف بريطل بإنجاز رائعة سينمائية لكنه يطمح في تقديم عمل يمس إحساس الجمهور ويرحل به إلى أماكن من ذاكرته الجماعية من خلال عمل لا يطغى فيه التاريخي على العنصر الدرامي الجمالي.
اقرأ أيضا
مجلس حقوق الإنسان.. السيد زنيبر يترأس أول اجتماع للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين
ترأس رئيس مجلس حقوق الإنسان، السفير عمر زنيبر، اليوم الاثنين بجنيف، الاجتماع الأول للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين، والذي تم إحداثه تحت الرئاسة المغربية.
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
احتفى متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر،اليوم الاثنين بالرباط، بالذكرى العاشرة لتأسيسه، وذلك بتنظيم حفل رسمي، حضرته ثلة من الشخصيات من علم الثقافة والدبلوماسية والاقتصاد.
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
باريس – أكد المدير العام لصندوق محمد السادس للاستثمار، محمد بنشعبون، اليوم الاثنين بباريس، أن مجال البنيات التحتية المستدامة يمثل مجالا متميزا للتعاون بين المغرب وفرنسا. وقال السيد بنشعبون، في كلمة ألقاها في ندوة نظمت في إطار اليوم الافتتاحي لأسبوع “باريس انفرا ويك”، أحد المواعيد الرائدة في أوروبا المخصصة لتمويل البنية التحتية، إن البنيات التحتية […]
أخبار آخر الساعة
-
مجلس حقوق الإنسان.. السيد زنيبر يترأس أول اجتماع للمجلس الاستشاري المعني بالمساواة بين الجنسين
-
متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر يحتفي بالذكرى العاشرة لتأسيسه
-
باريس انفرا ويك: البنية التحتية المستدامة، مجال متميز للتعاون بين المغرب وفرنسا (السيد بنشعبون)
-
مراكش: انعقاد المنتدى السنوي لأطراف “الشراكة من أجل تخزين الطاقة”
-
الحكومة واصلت التحكم في مستويات معقولة للواردات التي عرفت استقرارا نسبيا (السيد أخنوش)
-
الدار البيضاء: مؤسسة مسجد الحسن الثاني تضطلع بدور محوري في إدارة هذه المعلمة ونشر علوم الدين والفقه (السيد التوفيق)
-
انطلاق الأدوار الإقصائية للدورة التاسعة لبطولات المغرب للترويض والقدرة والتحمل والقفز على الحواجز بسيدي البرني
-
تنصيب هشام رحيل مديرا لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء (المكتب الوطني للمطارات)