آخر الأخبار
“الربيع العربي” بين نشوة الانتصار وخيبة الانكسار

“الربيع العربي” بين نشوة الانتصار وخيبة الانكسار

الأربعاء, 13 يناير, 2016 - 11:03

(بقلم .. جمال شبلي)

تونس – لقد تحولت ثورة ما بات يعرف ب “الربيع العربي”، بعد مرور خمس سنوات على اندلاع أولى شراراتها بتونس الخضراء، إلى ثورة شك، ومن نشوة انتصار إلى خيبة انكسار، على خلفية الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، وهي نظرة يتقاسمها خبراء من جميع الآفاق والرأي العام على اختلاف مشاربه.
وشكلت الدوافع والتداعيات مصدر خلاف وجدل ومزايدة. كما أعاقت الانشقاقات العميقة كل محاولة للفهم واستيعاب ما حدث بشكل أفضل والانكباب على تقويم النقائص والاختلالات التي تتراءى للناظرين.
فوسط تضارب في الآراء ووجهات النظر، منذ يناير 2011 ، باتت الحقيقة شبيهة بغريق تتقاذفه أمواج محيط من القراءات والتحاليل والتأويلات التي تختلف حسب التموقعات وليس وفق المعطيات الموضوعية.
فهذه الظاهرة التي سرعان ما سميت “ربيعا”، من قبل صحافة غربية مولعة بالتصنيفات وبإطلاق ما يدخل في حكم العلامات التجارية، أسالت أنهارا من المداد، بما أن الهوة التي تفصل بين الموالين والمزدرين مافتئت تتوسع. فكل واقعة يتم تضخيمها أكثر من اللازم وإفراغها من محتواها لإضفاء الشرعية على هذه النظرية أو تلك.
ومنذ عشرات العقود لم يسبق أبدا لحدث أن أثار الوجدان وحرك السواكن بهذا الشكل الملفت في منطقة تعودت على الركود والتحولات البطيئة.
وقد أعطت بعض وسائل الإعلام، ولاسيما القنوات الفضائية، لهذا الحدث بعدا أكثر من حجمه الحقيقي مستغلة في ذلك التكنولوجيات الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي بغية صنع رأي عام داخل مجتمعات من أمة اقرأ التي أصبح أفرادها لا يقرؤون إلا لماما.
كما أن دور المفكرين والمثقفين، الذين كانوا ينيرون السبيل في الماضي، أصبح متجاوزا اليوم بفعل وسائل الاتصال الحديثة، ذلك أن تأثير بعض السطور أو صورة منشورة على شبكة التواصل الاجتماعي أضحى أقوى من بحث أو دراسة معدين بشكل جيد.
إن دينامية التغيير التي أصبحت ممكنة بفضل الانتفاضات الشعبية كادت أن تفضي إلى “حراك منقذ بالفعل” في هذه المنطقة من العالم التي طاب لها العيش في وضعية خمول حيث تتقيد الأفكار الحرة والقوى الحية وعبقرية لفتها أنقاض التحجر.
بيد أن نرجسية البعض والمواقف الراديكالية للبعض الآخر واندفاع الأغلبية، كلها عوامل ساهمت في المنحى الدرامي للأحداث، وذلك في غياب قيادة طلائعية قادرة على التحكم في الجماهير والتفاوض بشكل جيد حول الحلول الممكنة واستباق الرياح المعاكسة.
فالمناهضون للربيع، الذين يدافعون عن مسلك المؤامرة الأجنبية على حساب الإرادة الجماعية الحرة، كسبوا نقاطا ثمينة ما أضفى صدقية لا يرقى إليها الشك على رؤيتهم، وذلك بالنظر إلى المآسي التي تعيشها سورية وليبيا وحالة الارتياب في مصر والانسداد السياسي في تونس.
إن الصعود القوي والغريب للتنظيم الداعشي خلق الكثير من المتاعب لمناصري “الثورات”.
فإلى جانب الاتهامات بالتدخل الأجنبي، قدم هؤلاء دلائل قوية من أجل التصدي للهجومات. لكن أمام التهديد الوجودي الذي يمثله الإرهاب، بات من الصعوبة بمكان إيجاد مخرج لهذه المعضلة.
وفي ظل هذا المشهد المرعب فإن اعتبار المغرب “استثناءا” لا يدخل في باب ما يمكن أن يكون نسيج خيال بل يحضر كواقع ملموس بشهادات مراقبين مستقلين لكل واحد منهم أدلته وبراهينه الدامغة في الموضوع.
لكن ما لا ينبغي أن يعزب عن البال هو كون المملكة عاشت “ربيعها” قبل الآخرين.

اقرأ أيضا

جامعة الأخوين بإفران: الابتكار والتنافس أبرز عناوين اليوم الثاني من حدث “HPS Innovation Weekend”

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 12:50

تميز اليوم الثاني من حدث “HPS Innovation Weekend “، المنظم بجامعة الأخوين بإفران، بالتنافس الشديد بين المجموعات الممثلة للطلبة.

إعطاء الانطلاقة الرسمية لـ”رالي” السيارات الكلاسيكية من طنجة

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 12:21

أعطيت، السبت بطنجة، انطلاقة النسخة المتوسطية لـ”رالي” السيارات الكلاسيكية، الذي ينظمه نادي السيارات العتيقة بطنجة، بحضور مشاركين مغاربة وأجانب، وجمهور غفير من عشاق هذا النوع من السيارات.

الدار البيضاء..افتتاح معرض التصوير الفوتوغرافي “The Gunpowder Game” للمصور الأمريكي ريكي لافيرن مارتن

الأحد, 29 سبتمبر, 2024 في 12:08

جرى، اليوم السبت بمركز الفنون الأمريكي بالدار البيضاء، افتتاح معرض التصوير الفوتوغرافي “The Gunpowder Game” (التبوريدة)، للمصور الأمريكي ريكي لافيرن مارتن.

MAP LIVE

MAP TV

الأكثر شعبية