الذكرى ال25 لميلاد “ماروك إيبدو” .. كبار الشخصيات السياسية والثقافية يدلون بشهاداتهم

الرباط – أعطت صحيفة “ماروك إيبدو أنترناسيونال” في ذكرى تأسيسها الخامسة والعشرين الكلمة لعدد من كبار الشخصيات السياسية والثقافية، حيث توقفوا عند تطور هذه المجلة وأبرزوا الموقع المتميز الذي تحتله في المشهد الإعلامي المغربي.

وهكذا، كشف مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، أن قراءة “ماروك إيبدو” “دخلت بشكل طبيعي إلى طقوسه خلال نهاية الأسبوع منذ ربع قرن” تقريبا، مؤكدا أن الذكرى الخامسة والعشرين لميلاد هذه الصحيفة تعد “أحد الشواهد على الطفرة العميقة التي عاشها مجتمعنا”.

وأوضح أن الصحيفة “أغنت الفضاء الإعلامي لدى نشأتها بمجموعة من الصحفيين الشباب”، وأرست بشكل دائم ومهني “مجلة إخبارية” متيقظة باستمرار تسلط صفحتها الأولى الضوء على أبرز مستجدات الساحة الوطنية خلال الأسبوع.
وأضاف السيد أزولاي أن استحضار تجربة “ماروك إيبدو أنترناسيونال” في هذه الذكرى يثبت بأن القدرة على التكيف تعد أحد أبرز مقومات هذه المؤسسة وإعلانا عن مستقبل غني بالتجارب وبتحديات أخرى.

وبعدما استحضر علاقة “الثقة والصداقة” التي جمعته بمؤسس المجلة محمد السلهامي منذ قرابة 30 سنة، أبرز المهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، أن الصحيفة التي واظب على متابعتها باهتمام كبير مكنت من إغناء المشهد الإعلامي.

من جهته، قال الجامعي حسن أوريد إن ربع قرن ربما لا يعد زمنا طويلا في تاريخ الصحافة، ولكن الاستمرار طوال هذه المدة يعد انجازا في ظل سياق دائم التقلب، على المستوى السياسي والثقافي والاقتصادي.

واعتبر أن “ماروك إيبدو أنترناسيونال” ربحت الرهان لأنه في الوقت الذي انتزعت فيه الصحافة الإلكترونية من نظيرتها الورقية السبق الصحفي، استمرت الصحيفة في الاضطلاع بدورها في تفسير وتحليل الأخبار.

وقال “إذا لم تكن ماروك إيبدو موجودة لكان لزاما إحداثها، وبما أنها موجودة فإننا نتمنى لها عمرا مديدا”.

واعتبر الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيس مجلس النواب الأسبق، عبد الواحد الراضي، أنه خلال السنوات ال 25 الماضية، يمكن القول إن ماروك إيبدو اضطلعت بأدوارها السياسية والاجتماعية والثقافية رغم التطور الذي يعرفه الوسط الإعلامي وشبكات التواصل الاجتماعي.

وأضاف أن ماروك إيبدو تعد كذلك مدرسة خرجت صحفيين مغاربة كبار، معتبرا أن سر استمرار المجلة يكمن في ثقة القراء وخطها التحريري الجاد والمسؤول والموضوعي والمتوازن.

من جانبه، أكد السيد خليل الهاشمي الإدريسي، رئيس التحرير السابق للأسبوعية، والمدير العام الحالي لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الصحيفة شكلت منذ بدايتها تعبيرا عن إرادة مهنية لممارسة الصحافة في المغرب “بشكل مغاير”: وفق المعايير الدولية.

وأوضح السيد الهاشمي الإدريسي أن “رياح التغيير كانت تهب على البلاد في مطلع تسعينات القرن الماضي، حيث واكبت ماروك إيبدو هذا التغيير. فمحمد السلهامي، القوي بتجربته على الصعيد الدولي، كان له هذا الحدس وأسس في مجال الصحافة المعقد واحدة من أولى الصحف الخاصة بالبلاد بمقاربة مختلفة، بنبرة مجددة بكل ما للكلمة من معنى وبجرأة حقيقية”.

وقال “بالنسبة لي، السنوات التي قضيتها في ماروك إيبدو أنترناسيونال هي سنوات الحماس والبناء المهني – كنا نعرف جميعا بأننا نشكل مدرسة – والحرية الكبيرة والإنجازات المهنية. في الحقيقة، تميزت هذه الفترة بغليان ثقافي وسياسي وإعلامي – يجب ألا ننسى التأثير المعتبر الذي أحدثته القناة الثانية. مغرب اليوم كان يلوح في الأفق منذ تلك الفترة”.
من جهته، كشف إدريس بنهيمة، الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، أن ماروك إيبدو ساهمت في إرساء نموذج لمجلة تمكنت من خلال خطها التحريري وانشغالاتها وتحليلاتها من فرض نفسها في وجدان الرأي العام.

وقال إن “ماروك إيبدو تعد صحيفة مغربية بامتياز يتعين أن نتمنى لها حضورا طويلا، ولكننا نأسف في المقابل لعدم إحداثها نسخة ناطقة بالعربية”.

أما رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيد إدريس اليزمي، فأكد أن ماروك إيبدو واكبت الربع قرن المنصرم الحافل بالإصلاحات السياسية. “لقد قمنا كدولة وأمة بإصلاحات جوهرية في مجال الحقوق المدنية والسياسية، والمساواة (مدونة الأسرة) والاعتراف بالتعددية اللغوية والثقافية، وهي إصلاحات مهدت للمنعطف الدستوري لعام 2011. وقد رافقت المجلة هذا المسار ودعمته بشكل شبه دائم، معبرة أحيانا عن بعض التحفظات، وهو ما يجعل منها، بحسب السيد اليزمي، منبرا ليبراليا (بالمعنى السياسي) ومعتدلا في الآن نفسه.

وذكر الكاتب الأول السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، محمد اليازغي، أن ماروك إيبدو دخلت الحقل الإعلامي تحت شعار التجديد في مجال معالجة الأحداث الجارية وفي تحليل الوقائع السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

وقال السيد اليازغي إن “المغرب وخاصة نخبته كانت في حاجة لهذا التجديد”، مؤكدا أن “الروح الوطنية لمدير نشر الصحيفة محمد السلهامي وفريقه لم يمنع الصحيفة من معالجة الأخبار بالمهنية المطلوبة والصرامة اللازمة”.

من جانه، أشار محمد برادة، الأستاذ الجامعي ووزير المالية الأسبق، إلى أن ماروك إيبدو تعتبر مجلة عامة تحظى بمكانة مهمة لدى الجمهور والأطر والطلبة المغاربة، مضيفا أن الصحيفة تنتج أخبارا تمتاز بالشمولية والدقة حول مختلف المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالبلاد.

وتابع السيد برادة أن الصحيفة تتيح للقارئ توفير وقت مهم في زمن يعم بالأخبار، مشيدا بالمهنية التي تسم انتقاء الأخبار في المجلة وجودة واستقرار فريقها التحريري.

من جهته، أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأسبق، محمد بنعيسى، أن ماروك إيبدو أنترناسيونال تعد “بدون منازع” مرجعا واكب واحدة من أكثر الفترات دينامية في تاريخ المغرب، مذكرا بأن تأسيسها صادف انطلاق المسلسل الديمقراطي.

واعتبر السيد بنعيسى أن مؤسس المجلة، محمد السلهامي، ساهم بشكل كبير في منح الصحافة المغربية نفسا جديدا لاسيما في مجال مقاربة القضايا الساسية والاجتماعية والثقافية.

وأضاف “إنها مواضيع يتم التطرق إليها من خلال زاوية معالجة غير حزبية، وهو ما كان شيئا جديدا في المغرب”.