الدار البيضاء… المعرض الجماعي “رحيل” يقارب تشكيليا موضوع الهجرة

                         (إعداد ليلى الوادي)

  الدار البيضاء – يقارب المعرض الجماعي التشكيلي “رحيل”، الذي افتتح مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، موضوع الهجرة، كواقع مؤلم يؤدي يوميا إلى مآسي إنسانية، بسبب الرغبة المستحيلة  التي تجتاح البعض في تحقيق حلم الالتحاق بالضفة الشمالية من المتوسط .

ويحاول التشكيليون 19 المشاركون في هذا المعرض الذي يحتضنه الرواق الفني “أتوليي 21”  إلى غاية 31  يوليوز المقبل أن يعبروا تشكيليا  عن تيمة “الرحيل” الذي يبدو لمجموعة من الأشخاص حلا سحريا لجميع مشاكلهم، ووسيلة لتغيير وضعهم الحالي وتحقيق جميع أحلامهم.

كما يتطرق التشكليون ،من خلال لوحاتهم، إلى الرجال والنساء الذين قرروا الالتحاق بالضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط مهما كان الثمن، معرضين حياتهم للخطر من أجل القيام بالسفر الكبير و تحقيق هذا الحلم.

وفي هذا الصدد أوضح السيد عزيز داكي صاحب الرواق الفني “أتوليي 21″، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الرواق الذي يختار كل سنة معرضا جماعيا موضوعاتيا قرر هذه السنة تنظيم هذا المعرض الجماعي حول الهجرة التي تعتبر أحد المواضيع الأشد راهنية.

وأبرز السيد داكي أن موضوع الهجرة يسائل الفنانين التشكيلين ويدفعهم للتعبير بأساليبهم الفنية والجمالية عن أوضاع الأشخاص الذين يغامرون بحياتهم من إفريقيا والشرق الأوسط سواء كانوا مهاجرين سريين أو شرعيين أو لاجئين، من أجل الالتحاق بالضفة الأخرى.

واعتبر أن الفنان التشكيلي لا يعيش بمعزل عما يقع في مجتمعه ولا يمارس” الفن من أجل الفن” ، بل هو برأيه ” شخص يتفاعل ويتأثر بكل ما يموج في محيطه من أحداث”، تدفعه إلى اتخاذ مواقف مما يقع برؤية نقدية واعية.

وأضاف السيد داكي أن  التشكليين المشاركين في هذا المعرض عبروا ،كل حسب حساسيته الفنية الخاصة ورؤيته الذاتيه وأساليبه التعبيرية، عن معيش هؤلاء الأشخاص ونقلوا  حالات اليأس والإحباط وانسداد الآفاق التي قد تدفع البعض إلى الهجرة بطرق غير شرعية وتعريض حياتهم للخطر أملا في تحقيق حياة أفضل.

 وتقف  اللوحات المعروضة عند أسباب الرحيل المختلفة، ما بين هارب من الفقر والحرب، وما بين راغب في اكتشاف فضاءات جديدة، ليظل السؤال  مفتوحا “هل يمكن اعتبار الرحيل فرصة للانفتاح على الآخر وثقافته وفي نفس الوقت اكتشاف الذات، أم أنه مجرد هروب كبير أمام عجز عن حل المشاكل الشخصية والمعيشية؟”.

 وتحضر في هذه الأعمال تيمة “الرحيل” الذي يؤدي إلى إحداث تحولات كبرى ليس فقط في حياة من قرروا الهجرة بل حتى في حيوات من قرروا البقاء…

 ولعل وهم البدء من جديد واكتشاف أبعاد جديدة للوحدة ومحاولة رسم طرق أخرى أرحب للحرية من أهم الدروس التي يمنحها الرحيل بسخاء، ليصل المهاجر إلى حقيقة كون الهجرة لا تعني المغادرة “لأننا بكل بساطة لا يمكن أن نغادر أنفسنا” فالرحيل في نهاية المطاف هو ذلك النسيج الهش ما بين الحياة والموت.

 يشارك في هذا المعرض كل من فؤاد بلامين وسعد بن الشفاج ومصطفى بوجمعاوي وحسن الدارسي ومحمد الباز ونبيل المخلوفي وصفاء الرواس ومحمد فريجي وشروق هريش وماجدة خطاري وفؤاد معزوز ونجية محادجي وحسين ميلودي وزكريا غماني ويامو ويونس بابا علي وبوشتى الحياني ووفاء أهلوش الكيرياستي ومريم أبو زيد السلاوي.