التمويل موجود والحاجة ماسة إلى دعم الابتكار وروح المقاولة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط (خبراء ومقاولون)

مراكش – من مبعوثي الوكالة – أكد خبراء ومقاولون، في جلسة عامة خلال القمة العالمية الخامسة لريادة الأعمال، اليوم الخميس بمراكش، أن تمويل المشاريع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط موجود، مشددين على أن المنطقة في حاجة ماسة إلى دعم الابتكار وروح المقاولة بها.

وأوضحت مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلال جلسة عامة حول “الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال: التوجهات من أجل نمو شامل” نشطها المراسل الدولي لقناة بلوملرغ، هانس نيكولز، أن التركيز يجب أن ينصب على المراحل الأولى لبلورة المشاريع، ولاسيما مرحلة التفكير في المشروع.
وبعد أن أشارت إلى أن التنمية الشاملة عادة ما يتم ربطها بإدماج الشباب والنساء في الدورة الاقتصادية، أكدت أن المطلوب اليوم هو إرساء آليات مبتكرة للتمويل موجهة خصيصا إلى الشباب والنساء أصحاب المقاولات الناشئة.
وقالت إن المغرب بذل جهدا كبيرا من أجل دعم روح المقاولة ومناخ الأعمال، داعية إلى اضطلاع المقاولين الناجحين بدور أكبر في تقديم الاستشارة والتوجيه للمقاولين المبتدئين.
وفي هذا الصدد، ذكرت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب أن الاتحاد فتح مؤسسة من أجل المقاولة عهد إليها إنجاز دراسات وأنشطة من شأنها الإسهام في تنمية روح التنافسية لدى المقاولات من خلال تشجيع البحث والابتكار بمختلف الوسائل كالدراسات والشراكات بين المقاولات والجامعات ودعم الأنشطة ذات المنفعة العامة التي تقوم بها الجمعيات.
من جهته، أشار فتح الله السجلماسي، الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، إلى أن الفرص متاحة اليوم أمام المقاولين في المنطقة كبيرة، مؤكدا على ضرورة تقديم الدعم لحاملي المشاريع سواء من طرف الحكومات أو القطاع الخاص لامتصاص الأعداد المتزايدة للبطالة لاسيما في صفوف الشباب.
ودعا الحكومات إلى إبداع إجراءات مشجعة على إحداث المقاولات تنسجم مع حاجيات اقتصاداتها المحلية وقائمة على النتائج، مضيفا أنه لابد من وضع مؤشرات محددة لقياس مدى تحقيق هذه الإجراءات للنتائج المرجوة.
بدوره، طالب طارق يوسف، المدير العام لمؤسسة “صلتك” قطر، بوضع السياسات السليمة والبيئة المواتية التي تدعم على الخصوص المقاولات ذات البعد الاجتماعي، موضحا أن الحكومات والشركات والمنظمات غير الحكومية والجهات المانحة لديها فرصة تاريخية لتحقيق نمو اقتصادي مستدام من خلال الاستثمار في شباب المنطقة الذي ما فتئ ينمي روح المقاولة.
ورأى خالد عبد الله جناحي، المدير التنفيذي لمجموعة دار المال الإسلامي، أن المشكل أعمق من التمويل أو حتى الإجراءات التي يتم تبنيها من طرف الحكومات، مشددا على أن المنطقة بحاجة إلى تغيير للعقليات لاسيما من خلال إعادة النظر في طرق التعليم القائمة.
وفي هذا الصدد، قال إنه بالرغم من الموارد المخصصة للتعليم لاسيما في دول الخليج، فإن المقومات الأساسية لتحرير طاقات الشباب لإطلاق مقاولات مبتكرة، والمتمثلة بالخصوص في روح التحدي والمخاطرة والتفكير النقدي، تبقى ضعيفة.
ولفت إلى أن أنجح الدول في مجال ريادة الأعمال هي تلك التي يقتصر دور الدولة فيها على تهييئ مناخ الأعمال وضمان تكافؤ الفرص بين مواطنيها، ويتحلى مواطنوها بروح المخاطرة ويخرجون عن قوالب التفكير الجامدة.
وحول التعليم ودوره في الابتكار، أوضحت دافني كولر، مؤسسة موقع “كورسيرا” وإحدى السفراء الرئيسيين لريادة الأعمال العالمية، أن التعليم يعد حجر الزاوية في بناء المهارات الأساسية وصقل المواهب اللازمة للإبداع والابتكار، موضحة أن المبادرات الموجودة على الوسيط الافتراضي والرامية إلى تطوير هذه المهارات عبر تقديم دورات تكوينية ودروس مجانية في تزايد.
وتوقعت السيدة كولر أن تتسارع وتيرة الإبداع والابتكار خلال السنوات القليلة المقبلة، بحكم الارتفاع المسجل في نسب الولوج للتعليم في الدول النامية، وكذا القاعدة التي تكرست في عدد من التجارب الدولية، وفي مقدمتها تجربة الشركات الأمريكية الموجودة بـ”سيليكون فالي”، والتي لخصتها بقولها “الابتكار يغدي الابتكار”.
وكانت الجلسة الافتتاحية للقمة قد تميزت صباح اليوم (الخميس)، بالرسالة السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين في هذه القمة العالمية التي تقام تحت شعار “تسخير قوة التكنولوجيا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال”.
وتجمع الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، المنظمة إلى غاية 21 نونبر الجاري بالمدينة الحمراء، ما لا يقل عن ثلاثة آلاف من رجال ونساء الأعمال ورؤساء الدول وكبار المسؤولين الحكوميين وحاملي مشاريع وخبراء من مختلف دول العالم.