التطهير السائل والتزود بالماء الصالح للشرب بالداخلة.. نحو تحسين إطار عيش الساكنة وحماية المنظومة الإيكولوجية المحلية

الداخلة – يشكل مشروعا التطهير السائل والتزود بالماء الصالح للشرب بمدينة الداخلة، اللذان دشنهما صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء، خطوة مهمة نحو تحسين إطار عيش الساكنة وحماية المنظومة الإيكولوجية المحلية.

ويعكس تدشين جلالة الملك لهذين المشروعين، الاهتمام الخاص الذي ما فتئ يوليه جلالته لمختلف مشاريع التأهيل الحضري والبرامج الرامية إلى الاستجابة لحاجيات الساكنة من الماء وتطوير وتحسين أداء شبكات الصرف الصحي والتطهير السائل وإنجاز منشآت تصفية المياه العادمة، لاسيما بالمراكز الحضرية الصغرى والمتوسطة، بالنظر إلى أهميتها البالغة في تحسين ظروف عيش الساكنة المحلية وتعزيز جاذبية المشهد العمراني وصون المنظومة الإيكولوجية.

وتضمن مشروع تقوية تزويد مدينة الداخلة بالماء الصالح للشرب، الذي يأتي للاستجابة للطلب المتزايد على الماء الشروب بهذه الجهة الجنوبية للمملكة، إنجاز وتجهيز ستة آبار لاستخراج المياه، وتثبيت 15 كلم من القنوات، وبناء محطة للمعالجة وإزالة الأملاح المعدنية بطاقة 17 ألف متر مكعب/ يوم، إلى جانب إحداث منشآت للتوزيع (3 صهاريج ومحطتين للضخ).

كما يشمل هذا المشروع الذي سيعود بالنفع على أزيد من 106 ألف نسمة، والذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 250 مليون درهم، ممول من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، إنجاز منشآت تكميلية لإزالة الأملاح المعدنية على مستوى محطة المعالجة الموجودة، بصبيب 9500 متر مكعب/ يوم.

وسيسهم هذا المشروع في الاستجابة للطلب المتزايد على الماء الشروب بجهة الداخلة وادي الذهب، بالنظر للنهضة العمرانية والاقتصادية التي تعرفها على كافة المستويات.

أما مشروع التطهير السائل بالداخلة، فسيكون له وقع ايكولوجي مهم على محيط المدينة، بالنظر إلى إسهامه في تلافي الخلل القائم على مستوى قطاع التطهير الذي له انعكاسات صحية وبيئية واقتصادية متزايدة.

كما ان هذا المشروع الذي يعزز المشاريع المنجزة في إطار البرنامج الوطني للتطهير السائل، والذي يسعى إلى تدارك التأخير المسجل في هذا المجال، سيساهم في رفع جودة مياه الأنهار والوديان ومناطق الاستحمام والمواقع الطبيعية بالجهة.

ويأتي مشروع التطهير السائل لمدينة الداخلة ليواكب مختلف المشاريع الهيكلية والأوراش التنموية التي تشهدها المدينة، والتي ستسهم في إحداث دينامية اقتصادية واجتماعية مهمة على مستوى جهة الداخلة وادي الذهب، تفعيلا للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة.

ويتناغم إطلاق هذين المشروعين مع تفعيل الرؤية المستدامة لتطوير المشهد الحضري بمختلف جهات المملكة والقائمة على إيجاد مجالات حضرية عصرية تصون الوسط الإيكولوجي المحيط بها وتجعل منه أساس إشعاعها وازدهارها على مختلف الأصعدة.

يشار إلى أن حجم الاستثمارات المخصصة للمشاريع المبرمجة لقطاع الماء الصالح للشرب والتطهير السائل بالأقاليم الجنوبية يبلغ حوالي مليارين و190 مليون درهم، في الفترة الممتدة ما بين 2016 و 2021 .

وتفيد معطيات للمديرية الجهوية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب الجنوب (قطاع الماء) أن هذه المشاريع، التي تندرج ضمن مخطط استثمارات المكتب بهذه الأقاليم ، رصد لها غلاف مالي يقدر ب 868 مليون درهم، على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء، وتهم على الخصوص، تعميم تزويد المراكز، التي تزود حاليا بالمياه الأجاج، أو بواسطة الشاحنات الصهريجية ، بالماء الصالح للشرب بحوالي 93 مليون درهم، وترميم التجهيزات الخاصة باسترداد الطاقة بمحطة التحلية القديمة لمدينة العيون ( 15 مليون درهم).

كما تشمل هذه المشاريع ، التي ستمكن من مسايرة الطلب المتزايد على الماء الصالح للشرب، تقوية منشآت التوزيع بمدن طرفاية، السمارة وبوجدور (59 مليون درهم)، ومنشآت انتاج و توزيع الماء الشروب بقرية الصيادين “أكطي الغازي” بإقليم بوجدور (10 مليون درهم) ، وتقوية منشآت إنتاج الماء الشروب بمدن العيون، طرفاية و بوجدور (575 مليون درهم).

وعلى مستوى جهة الداخلة واد الذهب فتشمل المشاريع المبرمجة لتعزيز منشآت التزويد بالماء الصالح للشرب، التي خصصت لإنجازها كلفة مالية تقدر ب 315 مليون درهم ، تعميم التزويد بالماء الصالح للشرب لفائدة ساكنة المراكز التي تزود حاليا بالمياه الأجاج، أو بواسطة الشاحنات الصهريجية بحوالي 63 مليون درهم، وتقوية منشآت التوزيع بمدينة الداخلة (60 مليون درهم)، ومنشآت الإنتاج (200 مليون درهم).

كما وضع المكتب برنامجا لتحسين الوضعية الحالية للتطهير السائل خلال نفس الفترة، بجهة الداخلة وادي الذهب، بكلفة اجمالية تقدر بحوالي 292 مليون درهم، وذلك بمدن ومراكز أقاليم هذه الجهة، يهم على الخصوص، فضلا عن محطة معالجة المياه العادمة بمدينة الداخلة، بكلفة تقدر بحوالي 250 مليون درهم، تعزيز الشبكة المحلية للتطهير السائل، ومحطة الضخ، ومحطة معالجة المياه العادمة بمركز بئر الكندوز بما قدره 42 مليون درهم.