التزام المغرب بحقوق الإنسان يحظى باعتراف دولي وأي توظيف لهذه المسألة مآله الفشل ( رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بمراكش)

مراكش –  قال رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بمراكش ، السيد مصطفى لعريصة ، إن التزام المغرب بترسيخ حقوق الإنسان وتجربته الرائدة على المستويين الإقليمي والقاري يحظيان باعتراف من قبل المنتظم الدولي، مؤكدا أن كل محاولة من قبل خصوم الوحدة الترابية لتوظيف هذه المسألة يكون مآلها بلا شك الفشل.
وأبرز السيد لعريصة ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التزام المملكة باحترام حقوق الإنسان ليس وليد الأمس أو لحظة أو ظرفية معينة ، بل هو مسلسل طويل شرع فيه منذ حوالي 20 سنة من قبل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني ، إلى جانب محطات بارزة من قبيل إحداث هيئة الإنصاف والمصالحة التي شكلت حدثا متميزا في التاريخ المعاصر للمغرب وحالة متفردة في مجال العدالة الانتقالية.
وقال إنه تم الشروع في هذا المسلسل بنوع من الهدوء وبإرادة قوية لبناء مغرب حديث وديمقراطي يرتكز على مبادئ دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان، مذكرا بمختلف المراحل الهامة في مسار هذا الاختيار الحاسم بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبيل مدونة الأسرة الجديدة التي شكلت أرضية لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، إلى جانب الدستور الجديد الذي كرس الاختيار الديمقراطي وانخراط المملكة في مجال حقوق الإنسان.
وأكد رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، أن المغرب ، وعكس بلدان أخرى ترفع شعارات حقوق الإنسان من أجل أهداف غير معلنة ولا تتوانى عن انتهاك حقوق الإنسان بشكل يومي، وقع بالفعل على كافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية في هذا المجال، فضلا عن التزاماته الفعلية والملموسة من خلال مأسسة حقوق الإنسان وترسيخها في الثقافة والممارسة.
وبخصوص المكانة التي يحظى بها المغرب في مجال حقوق الإنسان على المستويين الإقليمي والدولي، سجل السيد لعريصة أن إحداث المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجانه الجهوية ال13 جعلت المغرب يحتل المرتبة الثالثة في العالم ويعد البلد الوحيد على الصعيد العربي والإفريقي الذي يتوفر على مثل هذه الهيئة، فضلا عن كون التجربة المغربية تحظى باهتمام العديد من البلدان فيما يخص العدالة الانتقالية كما هو الحال بالنسبة لتونس وليبيا ومصر واليمن.
وفي ما يتعلق بالأقاليم الجنوبية ، حيث تبذل المملكة جهودا كبيرة من أجل تحقيق التنمية السوسيو اقتصادية، أبرز السيد لعريصة أن قضية حقوق الإنسان تعرف نفس الالتزام ، مؤكدا أن اللجان الجهوية على مستوى هذه الأقاليم قامت بعمل جبار وتعمل على ترسيخ حقوق الإنسان بهذه الأقاليم كما هو الشأن على الصعيد الوطني.
وأشار إلى أن خصوم الوحدة الترابية للمملكة، الذين يزعجهم النجاح والتقدم الذي حققه المغرب، بعدما قاموا بمناورات يائسة على مختلف الجبهات تحركها طموحات جيو سياسية، يستغلون اليوم مسألة حقوق الإنسان، مؤكدا أن أية حيلة سيكون مآلها أيضا الفشل في مواجهة الواقع والأحداث والأفعال.
وخلص إلى أن المغرب قام باختيارات لا رجعة فيها في المجال الحقوقي عن اقتناع راسخ بأن كل تقدم لن يتحقق بدون مشروع مجتمعي يرتكز على احترام حقوق الإنسان والمساواة بين الرجال والنساء.