الانتخابات البلدية في تركيا .. حزب العدالة والتنمية في المقدمة وانتصار شخصي لأردوغان

الانتخابات البلدية في تركيا .. حزب العدالة والتنمية في المقدمة وانتصار شخصي لأردوغان

الإثنين, 31 مارس, 2014 - 12:01

(بقلم : محمد رضا برايم)

إسطنبول – حقق حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فوزا كاسحا في الانتخابات البلدية يعكس انتصارا شخصيا لرئيسه ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، على الرغم من الاحتجاجات التي شهدها الشارع منذ الصيف الماضي واتهامه ب”انحرافات تسلطية”.
وحصل الحزب على 45 في المائة من الأصوات بعد فرز شبه كلي للأصوات على المستوى الوطني، بفارق كبير عن منافسه حزب الشعب الجمهوري (يسار)، قوة المعارضة الرئيسية، الذي حصل على حوالي 28 في المائة من الأصوات وحزب الحركة الوطنية (اليمين القومي) ب15 في المائة، وفق نتائج أولية بثتها القنوات التلفزيونية التركية.
ولم يكتف حزب العدالة والتنمية بالفوز، بل حسن أيضا الرصيد الذي حققه في الانتخابات البلدية السابقة في سنة 2009 (38,8 في المائة) واحتفظ ببلديات أهم المدن كإسطنبول وأنقرة، بعد حملة انتخابية أججتها اتهامات بالفساد و تسريب تسجيلات على الأنترنت تمس مباشرة رئيس الوزراء.
وجرت الانتخابات البلدية ليوم 30 مارس في أجواء سياسية جد متوترة بفعل الأزمات المتكررة التي تهز تركيا منذ الصيف الماضي، تاريخ حركة الاحتجاج الواسعة ضد الحكومة وسياساتها التي يعتبرها البعض جد محافظة وتعدد قيم العلمانية.
وتلا ذلك في شهر دجنبر الماضي الفضيحة السياسية المالية غير المسبوقة التي مست العديد من الشخصيات النافذة المقربة من رئيس الوزراء، ثم نشر تسجيلات صوتية على الأنترنت تمسه شخصيا.
وخلف ذلك أزمة عميقة في تركيا ووقع للقطيعة بين أردوغان وحليفه السابق فتح الله غولن، الداعية الإسلامي الذي يترأس إحدى الزوايا الإسلامية النافذة والمتهم بالوقوف وراء هذه التسريبات وبالسعي لإنشاء “دولة موازية” داخل جهاز الدولة بغية إسقاط حكومة العدالة والتنمية عشية الانتخابات البلدية.
وفي ظل هذه الظروف، كان يراهن العديد من الملاحظين على تراجع شعبية أردوغان وحزبه، خاصة بعد الإجراءات التي وصفت ب”التسلطية” من قبل الحكومة، كحظر موقعي تويتر ويوتيوب والقوانين التي تخول التحكم في الجهاز القضائي والأنترنت، معتبرين أن هذا “التراجع في الشعبية” قد يتجسد بقوة في الانتخابات البلدية.
لكن رئيس الوزراء، مدعوما بقوة بالإنجازات التي حققها خاصة في المجال الاقتصادي، كان دائما واثقا من نفسه لدرجة أنه صرح خلال الانتخابية أنه مستعد “لمغادرة السياسة إذا لم يفز حزبه بهذه الانتخابات”.
ووقفت صناديق الاقتراع، أمس الأحد، في صف أردوغان وحزبه، إلا أن الأزمة والمواجهة التي دخل فيها مع حلفائه القدامى في حركة غولن لن تتبدد بالضرورة بعد هذا النجاح الباهر، متوعدا، في تصريحات أمس الأحد بعد الإعلان عن فوز حزبه، خصومه بأنه سيجعلهم “يدفعون ثمن” الانتقادات والاتهامات التي وجهوها اليه على مدار الأشهر الماضية.
ويمهد ذلك لاستمرار هذه المواجهة التي لن يوضع لها حد إلا بعد الانتخابات الرئاسية في شهر غشت المقبل أو الانتخابات التشريعية في 2015.
وقال أردوغان، مخاطبا الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا أمام مقر حزبه العدالة والتنمية في أنقرة للاحتفال بالانتصار، “إن الشعب أحبط اليوم المخططات الملتوية والفخاخ اللاأخلاقية (…) أولئك الذين هاجموا تركيا خاب أملهم”.
وتوعد رئيس الوزراء، في خطاب ناري، بالقضاء على حركة غولن واسعة النفوذ التي يقودها من مقر إقامته في الولايات المتحدة والتي “تسللت إلى جهاز الدولة”، حسب تعبير أردوغان الذي قال “سوف ندخل إلى أوكارهم، سترون. (…) آن الأوان لتطهيرها، في إطار القضاء”.
وأضاف “لن تكون هناك دولة داخل الدولة. حان الوقت للقضاء عليهم”، أولئك الذين اتهموه بالفساد وسربوا أسرار الدولة.

 

 

اقرأ أيضا

المغرب يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (السيد حجيرة)

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 16:55

أكد كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والتجارة المكلف بالتجارة الخارجية، السيد عمر حجيرة، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن المغرب، باعتباره فاعلا اقتصاديا رئيسيا في إفريقيا، يعمل بشكل حثيث على تحقيق أهداف منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية.

السيدة بنعلي.. الوزارة ستواصل خلال سنة 2025 العمل على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 15:05

أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلي بنعلي، اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن الوزارة ستواصل العمل خلال سنة 2025 على تسريع وتطوير مشاريع الطاقات المتجددة.

موسم الشمندر السكري 2024-2025: كوسومار تروم مضاعفة المساحات المزروعة لتصل إلى 45000 هكتار

الثلاثاء, 5 نوفمبر, 2024 في 14:15

أطلقت مجموعة كوسومار الموسم السكري الجديد، مع برنامج يغطي 45000 هكتار، مقابل 23000 هكتار في العام السابق.