الاقتصاد، المحرك الرئيس للحملة الانتخابية لرئاسيات البرازيل 2018

 (بقلم: نادية الهاشمي)

 برازيليا – تستعد البرازيل، خلال الأشهر القليلة المقبلة، للدخول رسميا في سباق الانتخابات الرئاسية لسنة 2018، في سياق يتسم بتدهور حاد للمؤشرات الاجتماعية، مع التحاق  نحو 6 ملايين شخص بدائرة الفقر، بسبب أزمة اقتصادية كلفت البلاد ما يقارب 7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي بين سنتي 2015 و2016 .

  وقد أثر، الركود الاقتصادي، الذي بدأ خلال فترة حكم الرئيسة السابقة ديلما روسيف، بشكل كبير، على المواطنين الأكثر فقرا بمستويات لم يشهد لها مثيل منذ 1989،الركود الاقتصادي، الذي بدأ خلال فترة حكم الرئيسة السابقة ديلما روسيف، بشكل كبير، على المواطنين الأكثر فقرا بمستويات لم يشهد لها مثيل منذ 1989

  وبعيدا عن المتابعات القضائية التي وسمت المشهد السياسي الحالي وفي غياب مرشحين بوسعهم تحقيق المصالحة بين الأحزاب السياسية والناخبين بشكل واضح، سيكون للاقتصاد الكلمة الفصل في تحديد نتائج الانتخابات الرئاسية البرازيلية للسنة المقبلة.

  وهذا السيناريو هو الأكثر احتمالا في المنطقة الشمالية الشرقية للبرازيل، التي تعتبر معقل حزب العمال المعارض، والتي تشكل 27 بالمائة من إجمالي عدد الناخبين كما أنها تضم لوحدها 2ر11 بالمائة من مجموع السكان المدرجين حاليا ضمن خانة الفقر، مقابل 4ر8 في بالمائة سنة 2014.

   ويمكن أن يشجع بروز مؤشرات بشأن تعافي الاقتصاد البرازيلي، والتي يرجح أن تتعزز السنة المقبلة، على عودة أحزاب سياسية تقليدية في المنطقة مثل “حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية” و “الحزب الاجتماعي الديمقراطي” من خلال تحالف سياسي، سيستثمر كل الوسائل المتاحة له للوصول إلى قصر بلانالتو (القصر الرئاسي).

  وبحسب العديد من المحللين السياسيين، فإن التحسن الاقتصادي في المنطقة الشمالية الشرقية من خلال المشاريع الاجتماعية والاقتصادية ومراجعة البرنامج الاجتماعي (منحة الأسرة) “بولسا فاميليا” في 2018، يمكن أن يزيد من فرص أي مرشح للحركة الديمقراطية البرازيلية ويدفع في اتجاه معاكسة العودة السياسية لحزب العمال.

   ويرى ماورو باولينو، مدير معهد داتافوليا، أنه من المتوقع أن يؤثر الانتعاش الاقتصادي الحالي على توجهات الحملة الانتخابية لسنة 2018 ، التي ستتركز حول قضايا مثل الأمن الاجتماعي والصحة.

  ومن جهته، قال ألكسندر راندز، الخبير الاقتصادي ورئيس داتاميتريكا، وهي مؤسسة استشارية في ريسيف، إن ” الإدارات المحلية في المنطقة تعتمد اعتمادا كبيرا على الحكومة الفدرالية، لذلك لن أفاجأ إذا حصل المرشح الذي يدعمه الرئيس تامر في 2018 على أكثر من 60 بالمائة من الأصوات في المنطقة الشمالية الشرقية “.

  ويشكك خبراء آخرون في فرص الرئيس الأسبق لولا داسيلفا وحزبه في الفوز بالانتخابات الرئاسية ل 2018، حيث أنه عكس الانتصارات التي تحققت في 2006 و 2010 و 2014، لم يعد حزب العمال يقود  “قطار الحكومة الاتحادية “.

   ويعتبر ماركوس ميلو، خبير سياسي في جامعة بيرنامبوكو الاتحادية، أن “لولا أصبحت له شعبية كبيرة في المنطقة الشمالية الشرقية من خلال دعمه القوي للاندماج الاجتماعي. إلا أن أي مرشح جديد يروج لظروف اجتماعية أفضل في المنطقة سيحظى بالدعم “.

  وأضاف أن ” هناك انضماما عقلانيا إلى أي شخص سيعمل على تحقيق المزيد من الرفاهية”، مشيرا إلى أنه بدون تمويل خاص للحزب العمالي في سباق الرئاسيات ل 2018، فإن تحالفا محتملا بين حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية والحزب الاجتماعي الديمقراطي قد يشكل “ضربة قاتلة” لحزب لولا في المنطقة الشمالية الشرقية أو في جهات أخرى.

   إلا أن هذا الرأي يفنده الخبير الاقتصادي، أنطونيو ديلفيم نيتو، الذي قال إن شعبية لولا، التي تستند إلى وجود  4ر32 بالمائة من نوايا التصويت لفائدته  خلال الجولة الأولى من الرئاسيات، ستمكنه من تحقيق الفوز إذا ما تحرر من الدعوى المرفوعة ضده، والتي أدين فيها ابتدائيا بتسع سنوات ونصف سجنا بتهمة الفساد.

    وسيحدد العامل الاقتصادي بالجهة الشمالية الشرقية ، المعروفة تاريخيا كواحدة من أفقر المناطق في البلاد، ما إذا كانت هذه الجهة ستظل معقلا للولا أم أنها ستولي وجهها شطر  “الحزب الحاكم”، أي حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية.