اختتام أشغال الدورة الثالثة للقمة العربية الإفريقية بالكويت

الكويت – اختتمت، يوم الأربعاء بالكويت، أشغال الدورة الثالثة للقمة العربية-الإفريقية التي انعقدت تحت شعار “شركاء في التنمية والاستثمار” بإصدار “إعلان الكويت” الذي حدد الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة من التعاون بين المنطقتين.

وسعت هذه القمة، التي عرفت مشاركة نحو 71 دولة ومنظمة عربية وإقليمية ودولية، إلى أن تشكل بداية حقيقية لبناء شراكة استراتيجية بين العالم العربي والقارة الإفريقية في المجالات الاقتصادية والتنموية.

وناقشت القمة، التي انعقدت على مدى يومين، مواضيع وقضايا تهم، على الخصوص، دعم العلاقات العربية- الإفريقية في مجالات التجارة والاستثمار، وتعزيز التعاون في مجالات النقل والطاقة والاتصال.

وركزت القمة، أيضا، على سبل تعزيز القدرات الخاصة بالمؤسسات العربية والإفريقية من أجل تطبيق المخططات والبرامج المتفق عليها خلال الدورات السابقة وما سيتمخض عن الدورة الحالية من قرارات وتوصيات.

وتميزت هذه الدورة بخطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الموجه للمشاركين فيها، والذي دعا فيه جلالته إلى اعتماد روح التلاحم والتضامن لتدعيم الشراكة العربية-الإفريقية الطبيعية وتمكينها من رفع التحديات الكبرى.

وقال جلالة الملك، في الخطاب الذي تلاه السيد عبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة الذي يمثل جلالته في هذه القمة، “إنه إذا كانت القواسم المشتركة، التي تجمع بلدان المجموعتين تفرض عليها ، بشكل تلقائي، أن تكون موحدة الصف والكلمة، وفاء لانتماءاتنا الثقافية وموروثنا الروحي والحضاري، فإن لقاءنا اليوم، يتم في إطار ظرفية دقيقة تعيشها منطقتنا بالخصوص وتخاطب فينا، أكثر من أي وقت مضى، روح التلاحم والتضامن لتدعيم هذه الشراكة الطبيعية وتمكينها من رفع التحديات الكبرى وغير المسبوقة التي تواجهنا جميعا على شتى المستويات، الاقتصادية والأمنية والتنموية، وكذا لمواكبة المتغيرات التي تفرضها الظرفية العالمية”.

وأكد جلالة الملك أن المملكة المغربية انخرطت، منذ انعقاد القمة العربية- الإفريقية الثانية سنة 2010 ، ” بشكل كلي وجاد، في مقاربة شمولية لإعادة إحياء هذه الشراكة، في احترام كامل للمقومات السيادية والثوابت الوطنية لبلداننا”.

وقد صدر عن أشغال القمة “إعلان الكويت” الذي أكد على ضرورة إنشاء الآليات اللازمة للتعجيل بتنفيذ الإستراتيجية وخطة العمل المشتركة، مشددا على تعزيز القدرات المؤسسية لتنفيذ خطة العمل الإفريقية- العربية (2011-2016 )، المعتمدة خلال دورة سرت 2010 ، ودراسة سبل تنشيط وتعزيز آليات الشراكة الثنائيةº بما في ذلك لجنة الشراكة واللجنة الفنية ومنتدى التنمية.

كما تميزت بإعلان رئيس القمة صاحب السمو أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، عن تقديم مليار دولار قروضا ميسرة للدول الإفريقية للخمس سنوات المقبلة، مشيرا إلى أن هذه “القمة تنعقد في ظل استمرار ظروف سياسية دقيقة واقتصادية غير مستقرة، تستوجب مواصلة وتكثيف الجهود لمواجهتها وتجنيب دولنا واقتصادياتنا تبعاتها”، معتبرا أن انعقاد القمة في موعدها المحدد “يؤكد عزمنا على الارتقاء بتعاوننا المشترك للتصدي للتحديات التي نواجهها جميعا، وتجاوز العقبات التي تحول دون وصولنا إلى ما نتطلع إليه من آمال مشروعة في التنمية والبناء”.

ويأتي انعقاد هذه الدورة في الكويت بعد القرار الذي اتخذ في الدورة الثانية في سرت بليبيا سنة 2010 بإعمال مبدأ الانعقاد الدوري للقمة العربية الإفريقية كل ثلاث سنوات، على أن يتم تكريس القمة الحالية للقضايا الاقتصادية والتنموية، وكذا منح الفرصة الكاملة لمتابعة ما تحقق على مستوى تنفيذ الاستراتيجية المشتركة والتوصيات الصادرة عن القمة.

وتميزت الدورة الثالثة بإعلان الكويت، الدولة المحتضنة، عن تقديم قروض ميسرة للدول الإفريقية على مدى السنوات الخمس المقبلة، إلى جانب تخصيص جائزة سنوية بمبلغ مليون دولار للأبحاث التنموية في إفريقيا.

(من المبعوث الخاص للوكالة إلى الكويت : جمال الدين بن العربي)