إفريقيا : فرص كبيرة بالنسبة للصادرات الصينية لتجاوز حالة التباطؤ

(عبد الكريم مفكر)

بكين- توفر أسواق إفريقيا فرصا كبيرة أمام الصادرات الصينية لتتجاوز حالة التباطؤ، التي تواجهها بسبب الأزمة العالمية وانكماش الأسواق.

وقد دخلت إفريقيا، التي كانت تعرف بالقارة “المحبطة للآمال”، مرحلة النمو السريع، وتشهد مسيرة تحديث متسارعة، تجعل منها “قارة الأمل” بالنسبة للعديد من الاقتصادات الدولية، من بينها الاقتصاد الصيني.

وتوجد العديد من الاقتصادات الإفريقية في مرحلة انطلاق واندفاع لتطوير الصناعات والنهوض بالبنية التحتية، في حين يمر الاقتصاد الصيني بمرحلة تحول وإعادة هيكلة، ويحتاج لتخفيف الضغط الناتج عن القدرة المفرطة في الإنتاج وصناعات البناء.

وقد سجلت إفريقيا، التي يسكنها مليار نسمة وبلغ إجمالي الناتج المحلي فيها تريليوني دولار، نموا اقتصاديا سنويا بأكثر من 5 في المائة، خلال العقد الماضي.

ومن بين عشر اقتصادات أكثر سرعة من حيث النمو، على مستوى العالم، هناك ستة اقتصادات من إفريقيا.

ويرى المراقبون أن الصين تهدف إلى استثمار فرص انطلاق الاقتصاد الإفريقي في امتصاص قدرة اقتصادها المفرطة في الإنتاج، من أجل إعادة هيكلته وتحويل نمط النمو.

وفي هذا السياق، تندرج الجولة الإفريقية التي يقوم بها رئيس الحكومة الصينية، لي كه تشيانغ، والتي تشمل كلا من إثيوبيا ونيجيريا وأنغولا، إضافة إلى كينيا، وذلك بالنظر للعدد الكبير من الاتفاقيات التي سيتم توقيعها خلال الجولة.

وتجاوز عدد المقاولات الصينية المستثمرة في إفريقيا 2500 مؤسسة، فيما بلغ إجمالي الاستثمارات غير المباشرة 25 مليار دولار، وفقا لإحصاءات رسمية.

وفي 2013، بلغ حجم المبادلات التجارية بين الصين وإفريقيا 210 مليار دولار، أي ما يضاعف 2000 مرة حجمها عام 1960. وما تزال الصين أكبر شريك تجاري لإفريقيا طوال خمس سنوات. وتعد أفريقيا حاليا المصدر الرئيسي لواردات الصين، وثاني أكبر سوق لعقود الإنشاءات، التي وقعتها المقاولات الصينية.

وتعمل الصين جاهدة على تفنيد تهمة الغرب لها بممارسة الاستعمار الجديد بإفريقيا ونهب ثرواتها، حيث ما فتئت تؤكد أنها تتمسك دوما، في تعاونها مع القارة، “بمبادئ المساواة والنفع المتبادل والنتائج الملموسة والكفاءة والإخلاص والمصداقية، ولا تربط أبدا أية خطوط سياسية بمساعدتها لها”.

وقد أقر لي كه تشيانغ، في لقاء مع وسائل الإعلام الإفريقية ببكين، قبيل بدء جولته، بوجود مشاكل في التعاون الثنائي أسماها “آلام النمو”، وعزاها للتطور السريع في العلاقات الصينية الإفريقية في مختلف المجالات.

وقال إن الحكومة الصينية “تهتم بهذه المشاكل ولا تتفادى مواجهتها ولا تتستر عليها، بل تحرص على حلها مع الدول الإفريقية عبر مشاورات جادة على أساس الاحترام المتبادل وبموقف علمي وفعال”.

وذكر تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي أن التعاون الصيني الإفريقي قدم مساهمة نسبتها أكثر من 20 في المائة لفائدة التنمية في القارة.

وقد ألغت الصين ديون دول أفريقية بقيمة إجمالية وصلت إلى 20 مليار يوان (2ر3 مليار دولار) حتى نهاية عام 2013.

ويشدد رئيس الحكومة الصينية على أن بلاده تسعى لعلاقات مستدامة مع إفريقيا أكثر من التخطيط لنهب ثروات القارة من المعادن والطاقة كما يزعم الغرب.

ورأت دراسة نشرتها مؤخرا مؤسسة (راند) الأمريكية، وهي منظمة لا تسعى للربح، أن “المساعدة الصينية لأفريقيا أكثر وضوحا من المساعدة الأمريكية أو الغربية”.

وفي معرض ردها على التهم الغربية، قالت وكالة الأنباء (شينخوا) الرسمية، في تعليق لها، إن إفريقيا قارة شاسعة وتزخر بإمكانيات تجارية وفرص أعمال تتسع بما يكفي لاستيعاب المنعشين من كافة البلدان على قدم المساواة.

وتوقع مدير الأكاديمية الصينية للتعاون التجاري والاقتصادي، هوه جيان قوه، أن تحافظ المبادلات التجارية الصينية – الإفريقية على نسبة نمو ضعيف في السنوات المقبلة، في الوقت الذي تسعى فيه الصين للرفع من حجم المبادلات الثنائية إلى 400 مليار دولار بحلول عام 2020.